المبعوث الأميركي السابق: البشير لا يُعارض الإنفصال.. وإحتمال الإطاحة به قائم

كتب اندرو ناتسيوس، المبعوث الأميركي السابق إلى السودان، ومايكل أبرامويتس، المسؤول من برنامج الحماية من الإبادة الجماعية بمعهد الهولوكست في العاصمة الأميركية واشنطن، كتبا مقالاً عن زيارتهما الأخيرة لمدينة جوبا، وتم نشر المقال بصحيفة (بوسطن غلوب) الصادرة صباح يوم الثلاثاء.

ناتسيوس وابرامويتس أشارا في إفتتاحية المقال إلى النهضة التنموية والمدنية التي شهدها جنوب السودان في الخمس سنوات الماضية.

وحذرا من أن الطفرة في مجال التنمية من الممكن أن تتعرض للخطر إذا لم تسمح حكومة الخرطوم في الشمال بانفصال الجنوب في سلام ليصبح أحدث دولة في العالم –على حد تعبيرهما. تابعا:”وما لم يحدث ذلك، فسيكون الصراع المسلح بين الشمال والجنوب دامياً للغاية، لاسيما من جانب قبائل الدينكا والنوير والنوبة والفونج التي مارس ضدها النظام من قبل بعض عمليات التصفية العرقية.

ويشير الكاتبان إلى أن الحرب الأهلية التي مزقت السودان في السابق طوال عقدين من الزمان أودت بحياة ما يزيد عن مليوني شخص. وفي أعقاب الهزائم العسكرية التي مُني بها الشمال على يد المتمردين الجنوبيين، وتحت ضغوط أمريكية مكثفة، وافقت العاصمة الخرطوم على مضض على منح جنوب السودان حكماً شبه مستقل بموجب إتفاق سلام تم إبرامه بين الشمال والجنوب عام 2005. وينص هذا الإتفاق على إجراء استفتاء على وحدة أو استقلال الجنوب عن الشمال عام 2011. ويكاد يكون من المؤكد أن يختار الجنوب  الذي يتذمر منذ قديم الأزل من تهميش الشمال له  الإنفصال.

وكشف الكاتبان عن  بعض قادة الجنوب يرون بأن حكومة الشمال لن تسمح لهم بالإنفصال وسوف تغزو الجنوب في النهاية وتستولي على حقول النفط المتنازع عليها. في حين يعتقد آخرون أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير لا يعارض انفصال الجنوب من منطلق أنه أمر لا مفر منه ومن ثم فهو يريد تقسيماً سلمياً يعود بالنفع على الطرفين من الناحية الإقتصادية –على حد قولهما.

وقطع الكاتبان بأن الرئيس البشير لديه الكثير من التحديات الأخرى على غرار مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في حقه، والصراع المستمر في دارفور، وحركات انفصالية محتملة في مناطق أخرى من الشمال، وفوق كل ذلك احتمال الإطاحة به في انقلاب حاد على يد من يعارضون إتفاق السلام ويفضلون القتال بدلاً من تقطيع أوصال البلاد.

 

نيوميديانايل- واشنطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *