سجل سعر السكر في السودان ارتفاعا بنسبة 100%، حيث بلغ سعر رطله جنيهين، بدلا من جنيه (الدولار يساوي 250 جنيها)، مما أثار سخط الناس في العاصمة الخرطوم والولايات، وتوقع تجار التجزئة في أحياء الخرطوم أن يرتفع السعر إلى أعلى في مقبل الأيام، وارتفعت مع ذلك أسعار بعض السلع من المأكولات والمشروبات، التي يتدخل السكر في تصنيعها.
وتعتبر سلعة السكر من السلع الاستراتيجية في السودان، نظرا لكبر حجم استهلاكه في البلاد، ويطلق المحللون السياسيون في الخرطوم على السكر أنه «سلعة سياسية»، ويعتبرون انعدامه «المحرك الأساسي للشارع السوداني ضد أي حكومة قائمة»، ويرون أن الكثير من الحكومات السودانية انهارت أو تعرضت إلى هزات قوية بسبب الشح أو الانعدام في سلعة السكر.
وتتضارب الروايات الرسمية وغير الرسمية في الخرطوم حول أسباب تضاعف سعر السكر الآن، فيما قالت الحكومة والشركات المنتجة والمستوردة للسكر إن الارتفاع الحالي «غير مبرر»، من الناحية الاقتصادية والأخلاقية. وقال خبير اقتصادي مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن سبب ارتفاع الأسعار هو احتكار السلعة من قبل منتجي السكر وعدد قليل من التجار في السودان. وأضاف أن الحكومة صارت تتاجر في سلعة السكر، وهذا ما جعل سعره يرتفع من عام إلى عام، وطالب بفتح باب العمل في مجال السكر لكل التجار. وكشف أن 30 تاجرا فقط هم الذين يسمح لهم ببيع السكر، وقال إن بعض الولايات تجد فيها شخصا واحدا فقط يقوم باحتكار توزيع السكر على كل الولاية، وأشار إلى أن «هذا يسهل المهمة لخلق الندرة المفتعلة».
ووصف مواطن سعر السكر بأنه «نار»، وقال أحد التجار إن التوزيع لا يتم بصورة صحيحة مما أدى لارتفاع أسعار السكر وانتشار الفوضى داخل السوق، في الوقت الذي تتيح فيه المصانع كميات مقدرة من السكر يمكن أن تكفي الاحتياجات المحلية للمواطنين، حسب قوله.
وفي تصريحات صحافية، قال وكيل التجارة بالإنابة، مدير عام التجارة الخارجية عماد الدين محمود علي «لا توجد أي مبررات لارتفاع الأسعار خاصة السكر»، وأضاف أن أسعار السلعة عادة ما ترتفع في مثل هذا الوقت من كل عام، وهو الذي يسبق دخول الإنتاج الجديد للأسواق. ومضى أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية لمواجهة الموقف من خلال اجتماع اللجنة الفنية للسكر. فيما قال مجدي حسن مدير التسويق لشركة سكر «كنانة» (صاحبة أكبر مصنع لإنتاج السكر في البلاد) في تصريحات إن الزيادة الأخيرة في السعر غير مبررة من الناحيتين الاقتصادية والأخلاقية. وأضاف أن هناك ثباتا في السعر منذ أعوام، واستمر الضخ للأسواق بصورة أسبوعية وبالمعدل المقرر ذاته.
وقال فريد عمر مدني مسؤول في شركة «سكر كنانة» إن مسؤولية ارتفاع الأسعار تقع على عاتق قنوات التوزيع المختلفة. وأضاف أن كميات السكر المتوافرة تغطي الطلب وتفيض بما في ذلك احتياجات المصانع، نافيا وجود فجوة في السكر تستدعي تصاعد الأسعار بهذه الصورة.
الخرطوم: إسماعيل آدم
الشرق الأوسط
السُكر ..أسعار تهدد عرش الذهب
يُضرب السكر تشبيهاً للجمال في أحيان كثيرة خاصة عندما نريد أن نوصف طفلاً فنقول: «زي السكر» ولكنه يبدو أي – السكر – سيتزحزح من مكانه لينافس الذهب غلاءً وندرة، فالزيادة المتسارعة في سعره تجعلنا نتنبأ بذلك وفي أذهاننا مسلسلات القرن الماضي التي بطلها الكرت التمويني الذي يتيح لك ان ترى تلك الذرات الصغيرة البيضاء مرتين في الاسبوع وبكميات مقدرة أو أن تتخبط في دروب السوق السوداء إن وجدت.. لما تعانيه الاسر خلال هذه الايام من ارتفاع غير مبرر لاسعار السكر كانت هذه الإستطلاعات: الحاجة إعتماد تقول (سنحول ما نقدمه لضيوفنا من عصائر الى ماء أو أملاح من دون سكر).
أما نزار خضر فيقول: (كيف ترتفع أسعار السكر وعندنا حوالي «6» أو «7» مصانع لإنتاجه وفي تقديري السبب الأساسي هو إحتكار السلع من قبل تجار معينين وهم المتحكمون في الاسعار وليس قلة الانتاج ليكون السلم التدريجي للرطل من جنيه إلى أن وصل الى جنيهين والحل في يد الدولة التى عملت مراكز توزيع للمواطنين لتحمي المستهلك من جشع التجار، فلماذا يذهب سكرنا الى الخارج ونشتريه مرة أخرى ليعود إلى الداخل؟
أما أصحاب المهن التي يدخل السكر أساساً فيها فحكوا لنا ما يلي:
علي محمد بائع عصائر بالموقف الجديد : (معاناة حقيقية قبل يومين كان الجوال بـ «135» جنيهاً ليصبح أمس «137» جنيهاً وهذا المستورد والمحلي أغلى منه، وقد اشترى زميل لي يجاورني قبل قليل جوالاً بـ «200» جنيه تأخير ساعة او ساعتين في الشراء قد تقود للخسارة. سنزيد سعر الكباية من500قرش إلى جنيه لأننا لدينا عمال وكهرباء وإيجارات وماء ونفايات وفائدة أرباحنا «رايحة سكر بقت» «ونحن مارقين ساي» وبدلاً من السؤال عن نوع العصائر اصبح الناس يسألون عجباً: بكم كباية العصير؟
بخيتة عطا بائعة شاي: «سعر كباية الشاي نبيعها بـ «700» من «500» قرش والقهوة «1.300» بدلاً من «جنيه» واصبحنا نشتري الرطل بـ «ألفين» جنيه.
دخل معنا في الحوار شاب مقاطعاً: «صحيح رطل السكر ألفين فأجابته البائعة «نعم» فتمتم «معقولة بس ما فاهمين المصانع متعطلة ولا الحاصل شنو شكلنا راجعين لزمان وقت ما كنا نشرب الشاب بالحلاوة».
مجاهد عبد الله – بائع مدائد «أسعارنا ثابتة «والكورية» بجنيه إذا زدنا سعرها ما بشتروها لكن شغالين بالخسارة نعمل شنو؟ أمس لم تغمض اعيننا بحثاً عن السكر ولم نجده وشاي الصباح اليوم لم نتناوله لأنه صار بـ «70» قرشاً.
فارس كرار بائع مخبازة :(كسباً للزبائن سنتحمل شوية أملاً في إنخفاض الاسعار مرة أخرى).
فهد محمد بائع «باسطة» : «نغلق محالنا أم نجلس بدون عمل أو زبائن، الزبون لا يعرف السكر زاد أو نقص فقد تعود على شراء شيء بسعر معين إذا زاد سيتركه نهائياً.
الخرطوم: مصعب الحاج
الرأي العام