اللواء أقوير لـ«الشرق الأوسط»: لسنا في سباق تسلح مع الشمال وقواتنا للدفاع عن حدود الجنوب من دول الجوار
المتحدث باسم جيش جنوب السودان: وصل إلى مرحلة مطمئنة في التحول إلى جيش لدولة جديدة
مصطفى سري
قال المتحدث الرسمي باسم جيش جنوب السودان اللواء فيليب اقوير إن تنظيم الجيش الشعبي وتحويله من جيش كان يخوض حرب العصابات إلى جيش نظامي لدولة جديدة تنتظر ميلادها في التاسع من يوليو (تموز) المقبل، وصل مرحلة مطمئنة واصبح لدى الجيش الشعبي وزارة خاصة تقوم بشؤونه. واضاف اللواء اقوير ان جيش الجنوب سيتم تسليحه بصورة حديثة للدفاع عن الدولة الجديدة، وقال ان العدو الاول لدولة الجنوب المرتقبة بعد استقلاله يتمثل في الميليشيات العسكرية، متهما الخرطوم بانها تقف وراء تسليح وارسال الميليشيات الجنوبية لتخوض حربا بالوكالة، وقال ان جيشه مستعد للدفاع عن مواطني الجنوب. وقال اقوير في حوار مع «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من لندن ان لديه معلومات عن ان الاستخبارات العسكرية التابعة للقوات المسلحة السودانية قامت بتجهيز ميليشيات تابعة للمتمرد على حكومة الجنوب قلواك قاي من قوة قوامها 55 الف جندي وانها تتجه نحو اعالي النيل وولاية الوحدة، واضاف ان الهدف زعزعة استقرار الجنوب.
ونفى اقوير وجود خبراء اسرائيليين في الجنوب، وقال انها دعاية من الخرطوم لتشويه صورة جنوب السودان امام العرب، واضاف «اذا كان لدينا علاقة مع اسرائيل سنوضح ذلك وليس لدينا ما نخجل منه». وقال اقوير ان الجيش الشعبي مهامه دفاعية وليست هجومية، وتابع «ندافع عن اتفاقية السلام وحدود الجنوب مع خمس دول مجاورة إلى جانب حدود الشمال»، واضاف ان جيش الجنوب ليس في سباق تسلح مع دولة شمال السودان ولن يدخل في هذا الاتجاه، نافيا سيطرة قبيلة الدينكا اكبر قبائل الجنوب والتي ينتمي اليها رئيس حكومة الجنوب سيلفاكير ميارديت على الجيش الشعبي، وقال «بالعكس قبيلة النوير – ثاني اكبر قبيلة في الجنوب وينتمي اليها نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار – هي التي تشكل الاغلبية في الجيش الشعبي خاصة بعد انضمام القائد فاولينو ماتيب وعبد الباقي اييي». وفي ما يلي نص الحوار:
* جنوب السودان اصبح على مشارف دولته الجديدة، اين وصل تنظيم الجيش الشعبي وتحويله من جيش حرب عصابات إلى جيش دولة نظامي، وما هي المعوقات التي تقف امامكم؟ ـ نحن وصلنا إلى مرحلة مطمئنة في تحويل الجيش الشعبي من جيش حرب العصابات الذي خضنا به حرب التحرير إلى جيش نظامي، لقد اعدنا هيكلة الجيش حتى يصبح جيشا بشكل مهني ومحترف خاصة ونحن نؤسس الدولة الجديدة. والجيش الشعبي في عام 2011 يختلف جذريا عن الجيش الشعبي قبل توقيع اتفاقية السلام في عام 2005، اذ اصبح لدينا مؤسسة، حيث هناك وزارة لشؤون الجيش الشعبي وهي في مقام وزارة الدفاع تقوم بتنظيم شؤون الجيش واعادة هيكلته وترسم سياساته وتخطط له من ناحية التسليح والتدريب ووضع الاستراتيجية، وتسن القوانين الخاصة بالجيش ومتابعته ورعاية حقوق المعايشين، واصبح لدى الجيش الوية وليست كتائب ووحدات خاصة كما كان ايام فترة الحرب الاهلية لاكثر من 20 عاما حيث لم نكن نعمل كجيش نظامي محترف، لقد اصبح لدينا الآن 10 ألوية موزعة في ولايات الجنوب العشر، كما لدينا رئاسة للجيش الشعبي. والجيش الشعبي اصبحت لديه وحدات خاصة مثل المدرعات، القوات الجوية وهذه وحدة جديدة، إلى جانب المدفعية والدفاع الجوي والمشاة وغيرها من الوحدات المعروفة في الجيوش النظامية في دول العالم، ولقد قطعنا شوطا بعيدا في اعادة هيكلة الجيش الشعبي، اما من ناحية التدريب كانت لدينا بعض المشاكل بعد توقيع اتفاقية السلام رغم انها تنص على حق الجيش الشعبي في التدريب والتسليح، لكن استيعاب الميليشيات التي كانت تعمل مع القوات المسلحة السودانية في الجيش الشعبي بعد اتفاقية السلام كانت واحدة من مشاكل التدريب، لانها لم تكن مدربة او منضبطة بشكل مهني، ايام الحرب الاهلية تم تسليحها من قبل الخرطوم ودفعها لمقاتلة الجيش الشعبي دون اخذ تدريب كاف، نحن خلال السنوات الاربع الماضية استطعنا ان نقوم بتدريب هذه الميليشيات ومن ضمنها تلك التي يقودها فاولينو ماتيب الذي اصبح نائبا عاما للقائد العام للجيش الشعبي بعد توقيعه اتفاقا مع حكومة الجنوب في يناير (كانون الثاني) في عام 2006، ايضا هناك الميليشيات التي تتبع إلى عبد الباقي ايي والتوم النور، جميع هذه الميليشيات تم تدريبها واصبحت جزءا من الجيش الشعبي، ونحن الآن لدينا ملابس رسمية موحدة وانضباط ومهنية ومعدات إلى جانب روح قتالية ودفاعية واحدة، اصبح لدينا جيش نظامي لدولة جديدة.
* من ناحية المعدات والتجهيزات العسكرية هل لديكم تسليح حديث للجيش الشعبي؟ وهل انتم في سباق تسلح مع الشمال من ناحية شراء الاسلحة في الجانبين؟ ـ نحن متأخرون بعض الشيء في مسألة التسليح والاعداد، ونعاني من ذلك، وبالرغم من ذلك لدينا اسلحة مختلفة لوحدات الجيش، فقط تنقصنا الوحدات الفنية مثل الهندسة وغيرها، ولكن نعمل في هذا الجانب بشكل حثيث وقد استوعبنا مهندسين ونقوم بتدريبهم، واعتقد اننا في الطريق لتهيئة جيش نظامي لدولة جديدة وخلال 5 سنوات قطعنا خطوات معقولة، ونحن نمضي بشكل جيد لان الهدف واضح بالنسبة لنا. ليس لدينا سباق تسلح مع الشمال، لاننا لا نملك امكانيات مادية مثل التي للقوات المسلحة السودانية التي عمرها اكبر من الجيش الشعبي وهي تملك ترسانة هائلة من الاسلحة، كما ان هدفنا يختلف عن اهداف القوات المسلحة، والروح القتالية ايضا مختلفة، نحن ندافع عن اتفاقية السلام الشامل وعن حدود جنوب السودان سواء التي تقع مع شمال السودان أو مع الدول الخمس دول الاخرى التي تجاور الجنوب. اذن جيش جنوب السودان هو دفاعي في المقام الاول، في حين القوات المسلحة السودانية مهامها هجومية دفاعية، لذلك ليس لدينا سباق تسلح في ظل هذا الفارق في المهام والتجهيزات، نحن نسعى ان تصبح قواتنا جزء من الاقليم الآمن والمستقر ونساعد في ان يكون السلام هو الاساس في المنطقة، مع الشمال ومع دول الجوار.
* لكن يتردد انكم اشتريتم الدبابات والاسلحة الثقيلة خلال الفترة الانتقالية من اوكرنيا، هل يتسلح الجيش الشعبي من دول الاتحاد السوفيتي السابق حيث بدأتم تسلحكم عند اندلاع الحرب عام 1983 من الاتحاد السوفيتي؟ ـ نحن لم نشتر اسلحة من الاتحاد السوفياتي السابق سواء كان ذلك ايام الحرب قبل ان يتفكك الاتحاد السوفياتي أو بعد اتفاقية السلام بعد ان اصبح دولا، نحن خلال فترة الحرب تسلحنا من ليبيا واثيوبيا ومن القوات المسلحة السودانية نفسها عندما كنا نقوم بتحرير منطقة ما في الجنوب أو المناطق الثلاث في جبال النوبة والنيل الازرق وابيي نستولي على اسلحة جيش الحكومة. والحديث عن اننا اشترينا اسلحة من اوكرانيا أو من اي دول الاتحاد السوفياتي السابق ليس صحيحا، رغم ان الجيش الشعبي ووفق الاتفاقية والدستور سواء الدستور الانتقالي في السودان أو دستور الجنوب من حقه ان يشتري السلاح ويدرب قواته لرفع قدراته حتى يستطيع الدفاع عن اتفاقية السلام وحدود الجنوب، ليس لدينا مقدرات مالية لنشتري اسلحة ثقيلة كما ذكرت انت، بل نحن قمنا بصيانة ما لدينا من الاسلحة التي خضنا بها فترة الحرب الاهلية.
* لكن ميزانية حكومة الجنوب وفقا لما اجازه البرلمان فان 40 في المائة منها يذهب إلى الجيش الشعبي في اي وجهة صرفت تلك النسبة المقدرة؟ ـ اولا ما تقوله مبالغ فيه، نحن لا نصرف كل هذه النسبة من المبالغ على التسليح، بل التسليح جزء يسير من الميزانية، لدينا جيش ضخم بعد توقيع اتفاقية السلام، فأغلب ما هو مرصود يذهب إلى المرتبات.
* لكن قبل ايام كان لديك تصريحات صحافية عن ان الجيش الشعبي اشترى مروحيات قتالية اليست هذه من الميزانية؟ ـ اولا هذه المروحيات ليست قتالية، هي مخصصة للنقل والدعم ولاسباب سلمية، مثلا اذا حدثت فيضانات في اي اقليم من اقاليم الجنوب تقوم هذه المروحيات بنقل الاغاثة ومعالجة مثل هذه الاوضاع العاجلة، اذن هي مروحيات عادية، وهي بداية لتأسيس للقوات الجوية في المستقبل، وكما ذكرت لك سابقا نحن لا نخصص ميزانية ضخمة من اجل التسلح، نحن حاربنا اكثر من واحد وعشرين عاما من اجل التنمية والعدالة والحقوق. كما اننا نستخدم هذه المرحيات في نقل قيادات الجيش، مثلا يحدث تبادل اتهامات بيننا مع القوات المسلحة حول تحركات في الحدود، كنا نسافر إلى الخرطوم لاستخدام طيران القوات المسلحة أو الامم المتحدة، لكن الان يمكننا ان نسافر إلى المنطقة التي تشهد فيها احداث بسرعة ونلتقي مع قيادة القوات المسلحة السودانية هناك لمعالجة الامر بسرعة.
* معنى ذلك انكم بعد الاستقلال واعلان الدولة الجديدة سيصبح لديكم سلاح طيران قتالي؟ ـ ليس بهذا المعنى، لكننا نسعى لبناء جيش على اساس انه جيش دولة، وانت تعلم ما ذا يعني جيش الدولة، سنطور قدراتنا العسكرية من ناحية التسليح بما فيه سلاح الطيران إلى جانب التدريب ورفع القدرات للجنود والضباط.
* بعد الدولة الجديدة هل تتوقعون عدوا لكم في المنطقة ومن هو ذلك العدو؟ ـ العدو الاول والمحتمل هو الميليشيات التي تتسلح من الخرطوم، ولدينا معلومات ان استخبارات الجيش السوداني تحاول زعزعة السلام واستقرار الجنوب، ولدينا اخبار مؤكدة ان الاستخبارات العسكرية حركت كل الميليشيات التي تشرف عليها وهي متجهة نحو اعالي النيل إلى منطقة كودوك واخرى في اتجاه ولاية الوحدة لخلق قلاقل في تلك المناطق، ونتوقع ان يحدث ذلك قريبا، والمعلومات تقول ان عدد قوات الميليشيات تصل نحو 55 الف، بقيادة قلواك قاي. هذا خرق واضح لاتفاقية التريبات الامنية واتفاقية السلام الشامل، خاصة اننا في اخر مراحل تنفيذ اتفاقية، والقوات المسلحة السودانية لن تدخل في حرب مباشرة مع الجنوب بل تسعى بان تصبح الحرب بالوكالة عن طريق الميليشيات التي تقدم لها الدعم العسكري. هناك ايضا عدو اخر هو جيش الرب الشيطاني الارهابي، وهو تنظيم مسلح ضد الحكومة الاوغندية لكنه يرتكز في حدود الجنوب، نحن جاهزون لكل هؤلاء، سواء ميليشيات الاستخبارات السودانية اوجيش الرب، ونجهز انفسنا لمواجهة هذا الارهاب، ولدينا قوات انتشار سريع وهي رادعة، وعلى الاخرين ان يعرفوا ذلك، ولذلك العدو يعمل ونحن مستيقظون.
* ما صحة ان هناك خبراء اسرائيليين واميركيين يقومون بتدريب الجيش الشعبي في الجنوب؟
ـ لا علاقة لنا باسرائيل، وماذا نريد منها وماذا تريد هي منا؟ الخرطوم وحدها هي من تبث هذه الدعاية الرخيصة، وهي تعلم ان اسرائيل لديها علاقات مع عدد كبير من الدول العربية مثل مصر والاردن والمغرب. منذ اندلاع ثورة الجيش الشعبي في العام 1983 ظلت الخرطوم تردد مثل هذه الاحاديث وبعد اتفاقية السلام واصلت ذات الدعاية المغرضة، والمشكلة في الخرطوم، انها تكذب منذ تلك الفترة وحتى الان واظنها ستواصل حتى بعد تأسيس دولتنا لتشويه صورتنا مع الدول العربية، واذا كانت لدينا علاقات مع اسرائيل سنوضحها وليس لدينا ما نخجل منه. ليس هناك خبراء اسرائيليين في الجنوب، نحن كنا نتسلح من ليبيا واثيوبيا ايام الحرب، لم نتسلح من اسرائيل ولم نرسل اي فرد إلى هناك للتدريب أو جاء احدهم الينا في الجنوب، اذن القضية دعاية اعلامية من الخرطوم، ولا نعرف ماذا يستفيدون من ذلك.
* ضمن اتفاقية الترتيبات الامنية كانت هناك قوات مشتركة في جنوب كردفان والنيل الازرق قوامها ستة الف جندي ثلاثة الف من كل طرف، على ان يسحب الجيش الشعبي بقية قواته من تلك المناطق جنوب حدود عام 1956، بعد الدولة الجديدة هل ستظل هذه القوات في الجنوب رغم انهم من الشمال؟ ـ هذه مسؤولية مجلس الدفاع المشترك لمناقشة هذه القضايا في اطار الترتيبات الامنية واتفاقية السلام الشامل، وقبل يوليو (تموز) موعد انتهاء الاتفاقية سنتوصل إلى ترتيب لتلك القوات، وسيتم فك القوات المدمجة والمشتركة بالتدريج حسب الخطة الموضوعة.
* الخرطوم تتهمكم بتسليح حركات دارفور خاصة حركة العدل والمساواة هل فعلا تقومون بذلك الدور لزعزعة الاوضاع في دارفور والشمال؟ ـ طبعا هذه الاتهامات ليست صحيحة، لسبب بسيط نحن لا نملك الامكانيات المادية والتسليحية حتى نقوم بدعم اطراف اخرى، نحن ما زلنا دولة واحدة مع الشمال فكيف نحارب حكومة نحن شركاء فيها، والمسالة ان الخرطوم ترمي اتهاماتها على الاخرين في حين انها بالدليل المادي تقوم بزعزعة الاوضاع من خلال ارسال الميليشيات الجنوبية الينا كما ذكرت لك سابقا. لدينا اتفاقية السلام الشامل فليس من الحكمة ان ندعم حركات دارفور، كما ان لدينا جيش مشترك مع القوات المسلحة السودانية في الخرطوم من غير المنطقي ان نقدم دعم لحركات دارفور لتضرب قواتنا الموجودة في الخرطوم، كما ان لدارفور قضية سياسية، وساسة الجنوب يمكن ان يساهموا في الحل العادل لتلك القضية مع الاخرين، نحن لا نريد حرب في اي مكان لكن سندافع عن انفسنا في مواجهة اي هجوم علينا من اي جهة كانت.
* يقول عدد من المراقبين ان الجيش الشعبي تسيطر عليه قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها رئيس حكومة الجنوب سيلفاكير ميارديت، ما صحة ذلك؟ وهل ستقومون بوضع توازن في الجنوب بعد الانفصال؟ ـ انت تعلم ان جيشنا ثوري تحرري، ناضلنا من اجل الحرية والعدالة، وجنودنا تطوعوا لخوض حرب التحرير وكانوا من كافة قبائل الجنوب، صحيح عندما اندلعت الثورة كان الجيش الشعبي قوامه من قبيلتي الدينكا والنوير، لكن في الوقت الراهن استطيع ان اقول ان الجيش الشعبي غالبيته من قبيلة النوير – التي ينتمي اليها نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار – خاصة بعد ان انضم الينا القائد فاولينو ماتيب وعبد الباقي ايي وهما من النوير وقواتهما تصل نحو «40) الف جندي، اذن اصبح النوير يشكلون 60 في المائة من عناصر الجيش الشعبي، ولم يتحدث اي شخص في الجنوب بان النوير يشكلون اغلبية في الجيش الشعبي، اذن هذه دعاية مضللة.
* لكن ماذا عن المستقبل اذا كانت قبيلة ما هي الغالبة على الاخريات الا يمكن ان يحدث ذلك خللا في توازن الجيش؟ ـ التجنيد في المستقبل سيتم على اساس الكفاءة وليس على الاسس القبلية، خاصة ان الجيش الشعبي في فترة الحرب كان جيشا تطوعيا جاءنا افرادا واسرا، وكذلك جاءتنا القبائل المختلفة من الجنوب، وفي المستقبل سنراعي التمثيل على اساس قومي ولن يستمر الجيش الشعبي كما كان في الفترة الماضية، والرغبة في الالتحاق بالجيش ستكون مفتوحة لكل مواطني الجنوب، طبعا لن نقوم بعمل حملات للتجنيد القسري كما كان يحدث في الخرطوم سابقا، يعني اذا لم يتقدم احد من دينكا بور – المجموعة التي ينحدر منها زعيم ومؤسس الحركة الشعبية الراحل دكتور جون قرنق – لن نذهب إلى بور لنقوم بتجنيدهم قسرا لكي نحفظ التوزان القبلي، هذا غير منطقي، التجنيد لمن يرغب بشخصه وليس لقبيلته.
* الجيش الشعبي يعتبر جيش سياسي، هل سيكون له مستقبل في التشكيلة السياسية في الدولة الجديدة، وهل نتوقع ان يقوم في يوم ما بانقلاب عسكري اذا لم ينجح الساسة في الجنوب مستقبلا؟ ـ ايام حرب التحرير كان الجيش الشعبي سياسي، لان تأسيسه كان كذلك تحت مسمى الجيش الشعبي لتحرير السودان – الحركة الشعبية لتحرير السودان، اذن هي حركة سياسية عسكرية، بعد اتفاقية السلام الشامل تم فصل الجيش عن الحركة التي اصبحت حزبا سياسيا، والجيش اصبح جيشا نظاميا يعمل بمهنية بعيدا عن السياسة. اما بالنسبة لحديثك عن امكانية حدوث انقلاب في المستقبل، لن يحدث ذلك، لاننا جيش تحرري حاربنا ضد الديكتاتوريات في الخرطوم وضد الظلم، لا يمكن ان نأتي اليوم وبعد ان اصبحت لنا دولة ان نتجه نحو صناعة الديكتاتورية التي اصبح لا مكان لها في عالم اليوم، الانقلابات هي صناعة (خرطومية) من الخرطوم، ونحن لسنا في الخرطوم، لا يمكن ان ننقل تلك التجربة الفاشلة إلى الجنوب.