اللقاء المرتقب بين الرئيسين :هل منه ما يُرتجَي؟

اللقاء المرتقب بين الرئيسين :هل منه ما يُرتجَي؟
بقلم:شول طون ملوال بورجوك
أكيد لا يوجدُ علي ظهرِ هذه الأرضِ مَنْ يستطيعُ منع منعاً باتاً ومحكماً أي شعب من شعوب الدنيا من أن يحلم بما يطيب له و تستسيغه . من هذا الباب من حق شعبي الجنوب والشمال من طرفي السودان أن يحلما بما هو لذيذ وحلو ،ما يتوقعانه من رئيسيهما كير والبشير في لقاءهما المعلن إجراءه يوم غد السبت بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا وإن شئْتَ تفصيلاً فيما نحاول قوله ” نقصد توصلهما الي إتفاق ينهي وبرضاءهما أزمات وإفرازات الملفات العالقة كما يسمونها تلطيفاً وهي في الواقع ملفات مهلكة لشعبي البلدين”.. حقاً لو تتوق نفوس هؤلاء الي إحراز مخرج موجب غداً أو بعد غدٍ من لقاء الزعيمين فهذا ،بالطبع، مفهوم بل مألوف وطبيعياً جداً إذ أن الأصل في النفس البشرية وموجَّد فيها ، منذ أن خلقه مَنْ سواه ، الميل دوماً والتطلع الي وقوع ما تهواه وتحبه ولو تدرك مسبقاً أن معطيات محيطه وأرضيته لا تنبئ أو تشير الي أن شئياً من هذا القبيل سيتأتي …
غداً كما أسلفْنا سيلتقيان ، هما ووفداهما اللذان اثبتا فشلهما في التوصل الي تفاهمات أكيدة ومضمونة في ملفات عدة ، ولا نظن هذه المرة أن الرجلين سيأتيان مخبيئيَّن مفاجأةً أو سحراً في جيبيهما ما يمكنهما من طي هذا الملف برمش عيونهما فيقولولان لذاك الشائك كن فيكون …
في أرضنا وواقعنا ،لا في بلاد أحلام اليقظة والتمنيات، حقائق مرة ومنها أن شيطان تفاصل المواثيق الإطارية لدي الطرفين لايزال حياً يرزق ولذا يخشي أن يستشرئيبَ بعنقه منتصف منضدتهما التفاوضية كما فعل من قبل مرات عديدة وعلي أثره تبددت أحلام ملوال ولاقو ومحمد أحمد وأدروب من طرفي السودان!!!.
يبدو أن الجانبين لايزالان يلعبان مستمتعين بمبارأة عض الإصابع المتبادلة آنياً ،روليت يظنان فيه أن الخاسر الأوحد عندهما من سيصرخ متألماً أولاً !!! ..نعم هما لايزالان ينتظران من سيبكي وما أدركا أن شعبي البلدين هما الخاسران أولاً وأخيراً و قد صرخا صراخاً منذ زمن فسمعه كل ذي حس إنساني ولم يبق الآن بحنجريهما إلا نحيب وأنين فطنين !!!..
في فن ممارسة السياسة عند الساسة كل شئ جائزٌ و ممكنٌ ومتوقع فمَنْ يدري ربما ما تريده الآلية الافريقية هو فقط إبقاء مسار وأخبار مفوضات السودانييَّن مادةً حيةً تتناقلُها وسائلُ الاعلامِ العالميِّ والمحليِّ فيقال بعد إن عملاً سلمياً مضنياً لايزال يجري في دهاليز وأروقة مقر الاتحاد الافريقي باديس ابابا في حين كل شئ في الواقع يدور حول نفسه وفي حلقة مفرغة ما عدا السيد أمبيكي الذي يضرب الأرض ذهاباً وإياباً مرة الي نيو يورك وتارة الي جوبا والخرطوم وتارة أخري عائداً الي أديس أبابا ،هذا من ناحية وأما من طرف البشير وسلفا كير ربما يريد كل منهما تسجيل إسمه في محضرة الحضور في مقر الأمم الافريقية حتي لا يقال في أروقة الأمم المتحدة ومجلسها الأمني الذي يخشيان مالآت قراراته إن فلاناً قد تخلف فتسبب في هذا أو ذاك وحتي لا يحمله كائن كان مسؤولية أي فشل لو وقع… وأما الملفات الأكثر صعوبةً وحدةً أبيي، الحدود والأمن فلا شئ محسوس ومحدد حجمه وشكله قد أعلن بشانها وكل ما هناك هو قولهم عبر فضائيات الدنيا القريبة والبعيدة :إن مفاوضي الطرفين قد أحرزوا تقدماً ملحوظاً يذكر ولا يزال هذا، برأينا، في طور الملاحظة ولم نلمسه بعد بأصابعنا ولو فعلناه يوماً فسوف نبلغكم به “صدقونا ” وقبلي سوف يبشركم به فرحاً مرحأ الشعب في كل من جنوب السودان والسودان معاً ..!!!
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *