اللاجئ السوداني من فقدان الامن في بلاده … الحلم به في (الدياسبورا)

حسن اسحق
بعد احداث اللاجئين السودانيين في ميدان مصطفي محمود المشهورة في القاهرة قبل 9 سنوات،والتي راح ضحيتها عدد كبير من السودانيين،واصيب عدد ليس بالقليل بجروح متفاوتة،وتداولت اقاويل ان بعض الجثث التي وضعت في المشارح،نزعت منها اعضاءها البشرية،وكانت احداث ميدان مصطفي محمود التي عبر فيها اللاجئين عن اعتصاهم بطريقة سلمية ،ومطالبة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ان تنظر في امرهم التي اخذت من عمرهم سنوات .رغم ان الكثيرين قاموا باجراءات التسجيل الاولية في القاهرة لدي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين،ولكن كان رد فعل السلطات المصرية وحشي جدا تجاه الاعتصام السلمي،مات من مات،وجرح من جرح،لم يتم فتح تحقيق حول الحدث اطلاقا الي الان،واما السفارة السودانية في القاهرة كانت خارج (الشبكة)،لم تأبه لهم،وكيف لها القيام بذلك، انها البوق الاعلامي لنفس النظام الذي قتلهم في السودان،بأذن منه يقتلون في القاهرة،لا عجب في الامر،رغم الاعتصام السلمي في ميدان مصطفي محمود في القاهرة،قتلهم الامن المصري، هذه مايسمونها،في بوق الاعلام المصري(مصر يا اخت بلادي)،ولم تحترم ابناء شقيقها في جنوب الوادي،جاءوا اليها طالبين بعض من الامان،والاستقرار،لم يأتوا ليستقروا كما فعلت الحكومة المصرية بحلايب وشلاتين،لم يأتوا اليها محتلين،بعد كل هذا قتلهم الامن المصري والشرطة المصرية،ولم تحترم حتي جثث الموتي نزعوها،ليستفيدوا منها،لان تجارة الاعضاء تساهم في الدخل القومي،وليس مهما لان المقتول بنيران القوات المصرية،هو سوداني،وليس فلسطينيا،فخصوصية العروبة النقية هي من كانت الدافع وراء الضرب والتنكيل واجواء الارهاب التي عاشها اللاجئون في تلك الفترة،والسؤال هي انتهت معاناة اللاجئين السودانيين في بعض الدول العربية..
بالاجابة بالتأكيد لا،لكن هذه المرة ليست في مصر كما يقولون دائما(اخت بلادي)،انها في ارض الهاشميين كما يدعون في الاردن،في الشهرين الماضي ديسمبر واكتوبر، ونوفمبر الحالي،تعرض الكثير من السودانيين فيها الي الهجوم من مجموعات مجهولة،من ضرب واساءات عنصرية،واعتداءات من دون اسباب،كما ذكر احدهم في بيان،انه كان في العربة،طلب مواطن اردني من لاجئ سوداني،ان يجلس علي معقده بدلا منه ،وعندما رفض طلبه،شارك من في العربة علي ضربه،والقي به علي الطريق،ومازال يعاني من الجروح الي الان،وهذه واحدة من الاعتداءات في حي الاشرفية المشهور في العاصمة الاردنية عمان،لم يسلم من كانوا فيها،رغم المسافة بين القاهرة وعمان،الا ان التقارب الوحيد الذي يربط العاصمتين،هو المعاناة والمتاعب يلاقونها،قسوة الحروب تلاحق قسوة اللجوء،والسودانيون اللاجئون في الاردن،لم تنتهي مشاكلهم،رغم وجود المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بها،وابسط الاوضاع المتعلق الامن والمأكل والمشرب،باتت من المطالب الملحة،وكل مايريدونه ان يكونوا في امان من الهجوم المباغت من شباب او مجموعات مجهولة،تضرب وتهرب،عندما يبلغ،يكون التواطوء من قبل سلطات الامن والشرطة الاردنية،بالقدوم الي مكان الحدث متأخر،بعد ان يفر المعتدي،ويأمن طريقه،وفي النهاية يدون البلاغ ضد مجهول،وتأذي بعض من كانوا في الاعتصام هذا الشهر،ونقل الي مستشفي البشير..
ان اللاجئين السودانيين في العديد من الدول العربية،بالاخص الاردن،كما كشف احد المشاركين في اعتصام الاحد الماضي،ان المجموعات المجهولة التي تهاجم السودانيين وتهرب، تعرفها قوات الشرطة،وتعرف من اين يأتون؟،واين تعود ريحهم؟.ومثل هذا السلوك من قبل سلطة الدولة في الاردنية،ان اللاجئين يقدرون علي حسب اعراقهم،والمنطقة التي قدموا منها،وهذا ما يفسر التقاعس من قبل الشرطة الاردنية والامن الاردني حول الاعتداءات التي يشكي منها دائما السودانيين ،وبهذا التصرف تحذو الاردن نفس سلوك الحكومة المصرية قبل 9 سنوات،انها لم تقتل السودانيين كما فعلت الامن المصري في ميدان مصطفي محمود،بل قتلتهم الحكومة الاردنية بالخوف من حالة اللامن والرعب ،وتستخدم معهم المثل السوداني(سهر الدجاج ولانومو )،وهذا في حد ذاته قتل نفسي ومعنوي للاجئ،من دولة مفترض انها قبلت استضافته،عليها ان تحميه من الهجمات العشوائية والطائشة،اذا ما الفرق بين السودان والاردن،في دولته الحرب هي من طردته وشردته،وجعلته(دياسبورا)،واما هنا ليس هناك قتل بالطائرات ومليشيات موالية للحكومة،او اغتصاب جماعي،وحرق للقري بالقنابل الحارقة،بل هنا الخوف من المجهول،وترقب الهجوم،والعيش في قلق مستمر،وهذه قد يخلق مع مرور الوقت حالة من حالات اكتئاب حاد للاجئ،وحتي من امن في القدوم اليهم خذولوه،ونكلوا به بعد خداعه بكرم الاستضافة،ان اللاجئ السوداني في بعض الدول العربية،يعاني من الاكل والمسكن والمشرب،وقد يكون قبلها الامن ايضا،وحديث اللاجئين السودان عنه،هو مبرر للخوف من المجهول،وقوانين الامم المتحدة تلزم الدولة ان توفر الاشياء لهم،ومن ضمنهم الامن..
.وكل هذه ليست متوفرة،لكن هناك جانب اخر،الا وهو ابنتزاز اللاجئ بتهديده بالرجوع الي بلده،اذا تم الاجراءات ان يغادر الي دولة ما،يجبر علي الامضاء علي مبلغ 30000 الي 40000 الف دولار،علي ان اللاجئ اخذ هذا المبلغ،ومثل هذا الامر دائما يتم بالتنسيق مع المفوضية وجهات اخري في الاردن،لاشتغلال الوضع الحرج للاجئ وابتزازه في ذات الوقت،ويوضع المسكين بين خيارات العودة الي ارض الموت،او الذهاب الي مكان يضمن فيه علي الاقل الامن الذي فقده في وطنه ،الي مكان اخر علي الاخر يحفظ له كرامته الانسانية،وهي اساليب للاجئين في دول الدول التي يسمونها شقيقة،لكنها تعاملهم كأنهم غراة جاءوا ليحتلوا ارضهم،وقبل سنوات تعرض السودانيين في لبنان لاساءات عنصرية قبل 4 سنوات ،وهذا هو القناع الذي ينكشف عن من نسميهم الاشقاء،وهو ينظرون الي السودانيين كأعداء ،ومثل هذه التصرفات اذا لم تكن كذلك كيف يفسر اذا؟؟.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *