الجزء الثاني من حوار الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الاسلامي
أجرى الحوار عبدالوهاب همت
هناك اتهام موجه لك بأنك موفد من قبل النظام لتوقع على وثيقة الفجر الجديد الان لتنسحب منها مستقبلا حتى تحدث فيها شرخا تستقله الحكومة ماذا تقول؟
– الشعب السوداني لايمكن ان يقول انني اتيت من طرف النظام هذه شائعات يطلقها جهاز الامن ليقللوا من اهمية سفري وتوقيعي على وثيقة الفجر الجديد وانهم كانوا يستخدمون ذلك كثيرا لتقوية مواقفهم, والتهم الرخيصة هذه طالت من هم أعظم مني سياسيا لكن وجودي وسط هؤلاء الناس وتقبلنا لبعضنا البعض اضعف مكانة الدين الذي كان يستخدمه النظام’ يمكن ان نقول ان بعضهم حاول دمغي بهذه التهمة لكن الشعب السوداني لايمكن ان تصدر عنه مثل هذه التهم لكنه يعرف تأريخي جيدا.
* هل انتميت في يوم من الايام لجماعة الاخوان المسلمين؟
– لاأبدا لم يحدث ذلك
* هل انت مؤتمر وطني؟
– ابدا ابدا أنا لاشيء.. دخلت انصار السنه وتركتهم وكونت حزب الوسط الاسلامي, وعلاقتي مع الحكومة معروفة.
* ألم تغدق عليك الحكومة النعم عربة .بيت..أموال… الخ؟
– يارجل انا اسكن في منزل في السجانه، اشتريت المنزل الذي أسكنه قبل عشر سنوات وهو معروش بالزنك وأأخذ اقساط من بنك الخرطوم ولو كنت منهم لما فاتني أحدا في الثراء.
* هيئة علماء السودان هي في حقيقة الامر (هيئة علماء السلطان) يغضون الطرف عن الفساد والمحسوبيه وسقوط الاخلاق.. هل هذه الهيئة لاترى مايجري في السودان وأين قول كلمة الحق في وجه السلطان الجائر؟ ومتى ستسمع هذه الهيئة صوتها؟
– أنا الان اقتنعت ان الهيئة جزء من الازمة، والهيئة على تأريخها الطويل فقط لخدمة النظام.
* هل يمكن أن تقول أن النظام يرشوها؟
– أبدا هي مقتنعة بالنظام وكلهم اعضاء في النظام لذلك يدافعون عنه وهم كما ذكرت انت غضوا الطرف عن قضايا كثيرة وانا عانيت كثيرا من وجودي معهم في ازمان بعيدة وفكرت في الاستقالة من امد طويل وكثيرين لم يوافقوني داخل الحزب، كون الهيئة تكفر عضو منها، حتى لو رجعوا الان عن ذلك فهذا غير مقبول، وتوقعت من الهيئة ان تقف بجانبي اذا ما اعتقلني النظام او قلل من مقامي ومادامت هي تمارس هذه الممارسات فأنا لا اتشرف في العمل فيها.
* مجموعة الهيئة عندما يجتمعون الا يمر بهم كلما يحدث من فساد وانتهاكات واستغلال نفوذ الخ؟
– شوف يا اخي الهيئة جزء من النظام ومافي حد ينتقد نفسه وهم ليسوا مجردين مما تقول.
* هل ستعود الى السودان قريبا؟
– نعم سأعود يوم الخميس (اليوم) وأنا مطمئن والقاء القبض علي لا يهمني والطريق الذي اخترته غير مفروش بالورد وأطالب النظام أن يتعقل تجاه المعارضة وترك رميهم بالعمالة والذي أؤكد أن التغيير قادم باذن الله.
* هل قلت أنك يمكن أن تنسحب من وثيقة الفجر الجديد في أي لحظة من اللحظات ومتى ستنسحب؟
– نعم قلت ذلك أذا كان الفجر الجديد لا يلبي طموحاتي واذا أراد الفجر الجديد أن يفرض أشياء يرفضها الشعب السوداني، لكني متمسك بوثيقة الفجر الجديد لان ذلك هو الطريق الى التغيير وتلبية طموحات الناس وفي هذه الحالة لن انسحب من الفجر الجديد لأسباب خلافية بسيطة، لكن في القضايا الأساسية اذا تراجع الفجر الجديد فيما تم التوقيع عليه معي من برنامج تعزيز وحدة البلاد: وترك أمر الدين والدولة إلى حين انعقاد المؤتمر الدستوري.
* ماذا تتوقع لبرنامج الفجر الجديد؟
– أتوقع له أن يثمر ويضم آخرين.
* عندما حضرت الى كمبالا هل كانت قيادة حزبكم قد حسمت أمر توقيعكم أو بالاحرى هل أتيت بتفويض كامل من حزبك أم حسمت الأمر لوحدك؟
– أنا تحدثت مع حزبي وأنا على أتصال دائم بهم بالتلفون، وأنا كرجل داعية ومع أتصالاتي هذه أستخرت الله. وأنا أعلم أن الحكومة أذا لم تسير معها في خطها فأنت عميل وخارج عن القانون .. الح. أنا شاورت زملائي واستخرت الله.
* هل واجهت صعوبات عند محاولة خروجك؟
– لا أنا شخص فوق الخمسين وليست لدي مشكلة في تأشيرة الخروج وقلت للناس أنني ذاهب الى القاهرة ومن القاهرة كان الاخوة قد حجزوا لي الى كمبالا.
* هناك قادة احزاب وقعوا لكن احزابهم تنصلت عن توقيعاتهم وتركت الأمر معلقا في الهواء .. ما هو تعليقك؟
– لكل شخص قناعات معينة، والشخص الذي بداء يجب عليه أن يكمل ما بدأه، نعم عندما نعود الى الخرطوم قد يؤزينا النظام ونتضرر على الصعيد الشخصي لكن هذا واجب وطني وشخصيا نذرت نفسي لخدمة وطني، حزب الأمة مثلا أيد موقفي حول الوثيقة والشعب السوداني يقف معنا والأحزاب كانت مربوكة وكان ينبقي عليهم عدم التنصل من توقيعات ممثليهم وكان في مقدورهم أن يقولوا نحن وقعنا على أحرف أولى وهذه أشياء تعبر عن وجدان الشعب السوداني، وسنعود مرة أخرى ونطرح رؤانا بشكل كامل وسنعد لذلك وأسألونا في الشكل الاخير.
* هل يعني حديثك أنك ستناضل مع أي مجموعات مهما كانت توجهاتهم السياسية الى حين اسقاط النظام؟
– بالتأكيد سأناضل مع أي مجموعة وطنية لأن أي شخص وطني ليس من الضروري أن يكون دافعه الاسلام فقط، ومجرد أن يجتمع معنا على الخطاب الوطني هذا كاف، وكما هو معروف فأن أكثر من 90% من القيم الاجتماعية يتفق الناس حولها باختلاف مللهم ونحلهم.
* في حالة الوصول الى قناعة أن تغيير النظام لا بد أن يكون عن طريق السلاح هل ستجوزون ذلك فقهيا أم أنكم ستقفون الى جانب النضال السلمي فقط؟
– أنا لست متخوفا من حمل السلاح لكني أعتقد أن التغيير السلمي أقوى من التغيير بالسلاح، وأنا على قناعة أن النضال الناعم كما حدث في تونس ومصر هو الأفضل، ودائما دخول السلاح حتى وان كان مشروعا فأن ذلك سيقود البلاد الى فرض وصاية من الآخرين عليها وفي رأيي التغيير بالسلاح يشبه الحركات الانقلابية.
* هب ان النظام تغير في السودان وتقرر تكوين حكومة انتقالية وفيها من يختلفون معكم فكريا مثل الحزب الشيوعي أو حزب البعث هل ستشاركون في مثل هذه الحكومة؟
– نعم نحن لا مانع لدينا في ان نشارك في أي نظام من حيث المبدأ ولن نقول هذا شيوعي وذاك بعثي، سنترك الأمر لتقييم الحزب لنتفاكر هل من الأفضل لنا أن نكون في المعارضة أم مشاركين في السلطة، وهذا ما سنناقشه حينها ومهما كان الأمر، وان كنا فئة غالبة كمسلمين وكان لا بد من مشاركة آخرين من غير المسلمين ممكن أن نشارك معهم وأنا معجب بالثورة التونسية وأردوغان والثورة المصرية.
[email protected]