بيوت أشباح أم أشباح الموت
أيها الشعب السوداني الأبي، لقد تأكد لنا ارتقاء الشهيد فائز عبد الله عمر والشهيد حسن طلقا في جنوب كردفان والشهيد أحمد الخير من خشم القربة في بيوت أشباح الأشباح القتلة اغتيالاً.
إن نظام القتل والاستبداد، لم يكتف بإطلاق الرصاص على المواطنين العزل، ولم يشف غليل قياداته تقنين التعذيب البدني والنفسي للمعتقلين، بل لاحقهم داخل أقبية المعتقلات وزنازين الدم ليقضي على حياتهم بكل روح انتقام وبربرية.
إن الشعب السوداني يُقتل من الأجهزة التي كانت مهمتها رعاية أمنه، ومنسوبو النظام بعد أن غفلت عنهم عين العدالة الوطنية والعدالة الدولية، استأسدوا وزادوا طغياناً، والعالم يشهد، وما صمت العالم عن هذه الجرائم إلا مدعاة لاتهامه بالتواطؤ في الجرم.
جماهير شعبنا الصامد، إن القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير لن ترضى بغير إسقاط النظام وإقامة البديل الديمقراطي ومحاسبة كل القتلة، المجرمين وسفاحي القرن الواحد وعشرين.
الآن نحن في مرحلة اللاعودة، ففي ظل هذا النظام فإن الموت أصبح الحقيقة الوحيدة والحياة أصبحت هي الزيف والخنوع، ولا مجال للحياة الحق إلا بتغيير المعادلة كلياً، وإسقاط هذا النظام عبر استمرار التظاهرات وزيادة الإضرابات والرفض، فالعودة للمنازل تعني الموت جبناً وعاراً، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى.
إن هذا نظام لا يرعى إلّاً ولا ذمة، فقد أهدر معظم موارد البلاد على الأمن مع غياب هذا الأمن، وهو يتحدث عن الدولة في غياب أي مَعلمٍ للدولة، لكننا دوننا الموت والزوال إن تركناه يتحدث عن الوطن بلسان منعدمي الوطنية وفاقدي الأهلية، من يتعمدون الآن مسح بلادنا من الخريطة لا مجرد تجزئتها وتفتيتها. رسالتنا للنظام وقادته ومنسوبيه إن سلميتنا مستمرة رغم دفعكم لنا لاتّخاذ غيرها سبيلاً لاقتلاعكم، وإن المحاسبة قادمة لا محالة ولا مفر، فلا تدعوا اليوم ثبوراً واحدا وادعوا ثبورا كثيرا.
القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير
2 فبراير 2019