الفنان عبد الماجد كوربيا .. عيد الاستقلال 2011م ..
بقلم: أحمد قارديا خميس
” لأنني انسان يحس بالآخرين .. اعتذرت عن الحفلات الغنائية ” !! بهذه الكلمات عبر الفنان الثوري عبد الماجد الصافي عمر (كوربيا) عن موقفه سنة 2011م عندما اعتذر عن مشاركة احتفالات السودان بعيد الاستقلال بسبب ما يتعرض له السودانيون من ظروف غير انسانية .
وقال عبد الماجد كوربيا أنذاك .. ” نظرا لما يتعرض له اهلنا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق من قتل وسفك للدماء أعلن عدم مشاركتي ” في الاحتفال السنوي بمناسبة أعياد استقلال السودان .
وقال أيضا: ان ما يتعرض له الشعب السوداني تقشعر له الأبدان, وتساءل: كيف لي أن أغني وهناك بشر مسالمون يُقتلون يوميا .
وقال انه معتذر عن مشاركة أي مناسبة احتفالية وطنية كانت أو غيرها تحت ظل هذا النظام الاجرامي , حتي يعم السلام والطمأنينة في نفوس الشعب السوداني, بعد ذلك نشارك في احتفالات البلاد مع الشعب .
هذا الكلام موجود علي عدة مواقع اسفيرية , وقد نقلت المواقع كماً كبيرا من الاشادات من المشاركين ما بين من يقول عبد الماجد .. والله محيي أصلك يا بطل .. وكبير يا فنان .. وراقي يا فنان .. كلامك صاح يا مناضل ..والتحية لك من شرفاء السودان وأحرار دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق !!
في ذلك الوقت لم يتفق بعض السودانيين مع الفنان عبد الماجد كوربيا في موقفه , وكان رأيهم ان احتفالات الوطنية يجب ألا يرفضها وأن هذا لا يعني أنهم لا يشاركوا (المتضررين) أحزانهم ولا يساعدوهم .. ولكن للسودان حقا عليهم ولا يجب بل ليس من حقهم ان يُمنع احتفال السودان وفرحته الوطنية .. ولكن عبد الماجد كوربيا رهن موقفه بأن يشارك جميع الاحتفالات الوطنية بعد اسقاط هذا النظام الذي سبب هذه المأساة للشعب السوداني ..
الآن .. الفنان كوربيا قرر المشاركة في احتفالات الجبهة الثورية السودانية .. وسوف يغني .. فيها .. والسؤال الذي يفرض نفسه من بعض السودانيين الذين عاتبوا عبدالماجد كوربيا من عدم مشاركة احتفالات عيد استقلال السودان .. هل توقف ما يتعرض له أهلنا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق من قتل وتهجير وتعذيب ؟ .. هل توقف قتل السلميين هناك ؟.. هل تم اسقاط نظام المؤتمر الوطني ؟..هل عم السلام وعمت الطمأنينة نفوس الشعب السوداني ؟.
بالتأكيد لم يتوقف شئ من ذلك , بل ان الوضع في السودان اليوم أسوأ من أي وقت مضي . بل يموت الناس جوعا تحت الحصار والقصف الجوي في مشهد لا يصدق العالم أنه يحدث ونحن في عام 2014م , ولكنه قال: مع ذلك قررت أن اشارك ونغني مع الجبهة الثورية السودانية, لان الثوار يحملون قضية هؤلاء المقهورين من قبل نظام الابادة الجماعية .
اليوم .. أشكرك يا كوربيا علي موقفك وتفضيلك ان تشارك المناضلين في الاحراش بالأغاني الثورية الحماسية بدلا من الاعتذار الذي اتفق معك بالأمس عليه عندما امتنعت عن الغناء وتبعك أخرون . لان في السودان بالرغم من خروج المستعمر بتاريخ معلوم للجميع إلا أن هناك استعمار داخلي لبعض اجزائه .
لم أكتب ما أكتب الا بسبب محبتي لك يا كوربيا, وفرحتي باعتذارك عن المهرجان الذي يقيمه نظام الابادة الجماعية. وما أرجوه منك ومن كل ابناء السودان ان يتخذوا المواقف السليمة التي لا تقدر بالثمن .
.. واعلموا ان لبلادكم عليكم حقا. وأن إعطاء المظلومين حقهم لا يعني ان تبخسوا بلادكم حقها . فشكرا لتعبير موقفك .. رغم أن الوضع في السودان لم يتغير بعد بل هو أسوأ, داعين الله جلت قدرته أن نحتفل قريبا بزوال الكابوس الظلامي الجاثم علي صدور الشعب السوداني وأن تتوقف ألة القتل والدمار والخراب والاغتصاب والتعذيب والتهجير والتشريد عن الدوران ..
[email protected]