في الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بعيد الفطر المبارك فرحين ومستبشرين يأبي المجرم عمر حسن أحمد البشير رئيس دولة المؤتمر الوطني إلا وأن يحول فرحة المسلمين السودانيين في إقليم دارفور إلي جحيم لا يطاق ، حيث شن الطيران الحربي هجوما عنيفا علي المدنيين العزل في دارفور وقصفت مدفعيته الثقيلة قري وبلدات المواطنين في غرب وجنوب جبل مرة وأوعز لمليشياته بقتل المدنيين العزل علي أساس عنصري وحرق القري ونهب الممتلكات دون وأزع من ضمير أو أخلاق ، وذلك مواصلة لمسلسل الإبادة والتطهير العرقي والتغيير الديمغرافي والتهجير القسري في نسخته الثالثة التى بدأت في شهر مارس من العام الجاري ولا تزال.
لم يهنأ المواطنون في جبل مرة بطعم العيد لمدى خمسة عشر عاما بفعل عدوان البشير ومليشياته القبلية ، فقد شنت قوات المؤتمر الوطنى عدوانها علي المدنيين العزل بعد الهزيمة الساحقة التى منيت بها علي أيدى أشاوس جيش تحرير السودان في معارك غرب جبل مرة بمنطقة قلول وما جاورها ومقتل قائد القوة المعتدية العميد محمد حسن الجعلي ونحو مائة من الضباط وضباط الصف والجنود يوم ١٢ يونيو ٢٠١٨م ، فصبوا جام غضبهم علي المدنيين العزل في غرب وجنوب جبل مرة إنتقاما علي هذه الهزيمة الماحقة ، وحرقوا عشرات القري ونهبوا ما فيها وشردوا الآلاف من ساكنيها إلي أعالي الجبل والوديان والغابات في وضع إنساني كارثي.
منذ مارس ٢٠١٨ إرتكب نظام المؤتمر الوطنى عددا من الجرائم تمثلت في قتل المئات وتشريد الآلاف من المدنيين، حرق عشرات القري والبلدات ، نهب الممتلكات والأسواق ، عشرات الحالات من الإعتقالات والإختفاء القسري ، القتل خارج إطار القانون وإستهداف قصف القري بالطيران والمدفعية الثقيلة وإطلاق يد المليشيات تفعل ما تشاء.
أدناه أبرز الجرائم التى إرتكبها النظام بحق المدنيين العزل في الفترة ما بين مارس إلي يونيو ٢٠١٨م :
١. في يوم ٢١ مارس ٢٠١٨ شنت مليشيات المؤتمر الوطنى هجوما علي قري فينا ودلو ودوه شرق جبل مرة وأحرقتها بالكامل وشردت آلاف المدنيين ونهبت ممتلكاتهم.
٢. في يوم ٢٢ مارس ٢٠١٨م شنت مليشيات النظام هجوما علي سوق منطقة فينا بقوة قوامها ١٠٠ عربة والجمال والدواب ونهبت البضائع الموجودة في السوق وحرقت متى تبقي منها.
٣. في يومي ٣٠ و ٣١ مارس ٢٠١٨م نفذت قوات النظام والمليشيات القبلية هجوما علي مناطق سواني وركونة شرق جبل مرة وأحرقتها بالكامل وشردت الآلاف من المدنيين ونهبت ممتلكاتهم.
٤. في يوم الإثنين الموافق ٢ ابريل ٢٠١٨ إختطفت الأجهزة الأمنية للنظام الشيخ الضرير مطر يونس
(٦٠ عاما) من منزله بزالنجي وهو أحد مشايخ معسكرات النازحين وزعيم ديني وأهلي ولم يقدم لأي محاكمة أو سمح لأسرته بزيارته ولا يعرف مصيره حتي الآن.
٥.يوم ١١ أبريل ٢٠١٨م شنت قوات النظام ومليشياته هجوما علي قري غربال وبحر كرو وأحرقتها بالكامل وشردت ساكنيها ونهبت ممتلكاتهم.
٦. يوم ١٨ أبريل ٢٠١٨م شنت قوات النظام والمليشيات هجوما علي القري حول تورانق تورا وأحرقتها بالكامل ونهبت ممتلكات المواطنين وأجبرت المئات علي النزوح .
٧. يوم ١٩ أبريل ٢٠١٨ أحرقت قوات النظام والمليشيات قري بولي وأروا ونهبتها بالكامل وشردت المئات.
٨. يوم ٢٠ أبريل ٢٠١٨م أحرقت قوات النظام والمليشيات القبلية عدة مناطق بشمال جبل مرة وهي :
حلة حاجة مدينة ، سنقارا ، لوقي ، أرو غرب ونزح الآلاف من المواطنين إلي العراء والكهوف والوديان.
٩. يوم ٢١ أبريل ٢٠١٨م نزح الآلاف من سكان مناطق سلو ، دردرو ، فتاكرجا ، كري ، كايا ، حلة أوه موية ، كاجنواري ، دار الأمان ، مري ، عو غرب ، كتا ، حلة أوه عبدو أحمد وكارا وذلك خوفا من بطش مليشيات النظام التى حرقت القري المجاورة لها.
١٠. يوم ٢٦ أبريل ٢٠١٨م هدد والي جنوب دارفور بتفكيك معسكرات النازحين بالقوة خلال اسبوعين وهذا بمثابة إعلان الحرب علي النازحين الذين شردتهم حكومته وضوءا أخضرا للمليشيات لتقتلهم بلا رحمة.
١١. في يوم ١١ مايو ٢٠١٨م إعتدت المليشيات الحكومية علي قري توري ، قندى توو ، تورتورا وتلي بغرب جبل مرة وأحرقتها بالكامل ونهبت ما فيها وشردت الآلاف إلي أعالي جبل مرة والغابات والوديان.
١٢. في يوم ٢١ مايو ٢٠١٨م شنت مليشيات النظام هجوما علي معسكر خمسة دقايق للنازحين قرب زالنجي بولاية وسط دارفور ، فقتلت النازحة مقبولة حسب النبي ٢٢ عاما وجرحت عشرة آخرين بعضهم إصاباتهم خطرة وإعتقلت ٦ من النازحين لم يعرف مصيرهم حتى الآن.
١٣. في يوم ٢٢ مايو ٢٠١٨م نفذت مليشيات النظام هجوما علي المواطنين بمنطقة قارسيلا بمحافظة وادى صالح التابعة لولاية وسط دارفور ، وأطلقت الرصاص الحي علي المدنيين العزل في سوق أبوجا بالقرب من معسكر عرديبة للنازحين ونهبت ممتلكاته وقتلت إثنين من النازحين في الحال هما : موسي داؤد ٢٢ عام و زكريا آدم ٢٩ عام وجرحت ٩ آخرين.
١٤. في يوم ٢٣ مايو ٢٠١٨م أطلقت مليشيات النظام النار علي مواطني قارسيلا ومعسكر عرديبة في المقابر أثناء تشييعهم لجثامين الضحايا الذين قتلوا في اليوم السابق علي أيدى المليشيات بحضور معتمد المحلية وبعض الدستوريين فقتلت إمراة اسمها مريم عيسي عبد الرحيم ٣٥ عام وجرحت ٣ آخرين.
١٥. في يوم الإثنين الموافق ٤ يونيو ٢٠١٨م إرتكبت مليشيات النظام مجزرة دامية في منطقة حجير تونو عبر إطلاق الرصاص علي المواطنين في سوق المنطقة وسقط فيها ٩ شهداء هم :
ابوبكر عبد الله رحمة ٦٠ عاما ، إبراهيم الساير عبد الله ٥٥ عاما ، أحمد تبن اسحاق ٢٢ عاما ، آدم زكريا حسين ٢٥ عاما ، يحي جبريل مرجان ٢٧ عاما ، عبد الله عبد الرحمن عثمان ٣٠ عاما ، عبد العزيز صالح حامد ٢٧ عاما
، عبد الله موسي أبكر ١٦ عاما ، فنية أبكر محمد ١٧ عاما
وتم جرح العشرات من المدنيين العزل.
١٨. في يوم ١٢ يونيو أحرقت مليشيات المؤتمر الوطنى قري صابون الفقر ، جاري ، دالنق دلو ، تربل ، سارا ، حلة بوش بجنوب جبل مرة وشردت الآلاف من المدنيين العزل.
في لحظة كتابة هذا المقال لا تزال قوات المؤتمر الوطنى تقصف قري المدنيين بجبل مرة وتدكها بقنابل الطيران وقذائف المدفعية والمليشيات القبلية تحرق ما تبقي منها وتشرد وتنهب ممتلكات المدنيين في ظل صمت محلي وإقليمي ودولي يرتقي لمرتبة التواطوء.
في الختام أبعث بتهاني العيد لأهلي المشردين في الجبال والوديان وأولئك القابعون في معسكرات الذل بدارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق ودول الجوار والشتات وللقابضين علي الزناد في ميادين الشرف والكرامة والأسري والمعتقلين البواسل وكل الذين يقاومون ببسالة ويكافحون لأجل التغيير ودولة المواطنة المتساوية .
محمد عبد الرحمن الناير ( بوتشر )
١٦ يونيو ٢٠١٨م