العدل والمساواة .. مبادرات بكل الساحات..
متابعة: صــلاح سليمــــان جامــــوس.
يبدو ان حركة العدل والمساواة لا تملك زمام المبادرة علي مستوي الميدان فقط ، فحتي علي الصعيد السياسي أيضاً نري ان بصمتها لا تخطئها العين .. من حراك حركة العدل والمساواة السودانية علي الصعيد السياسي ما قدمته الحركة ممثلة في مكتبها بجمهورية مصر العربية من دعوة لكل طيف المعارضة السودانية (مسلحة – مدنية) للتفاكر حول راهن ومستقبل السودان في ظل سياسة المد والجزر التي بدأت تطفو علي ساحة السياسة علي المستوي المحلي والاقليمي والدولي .. لبت أغلب أحزاب وكيانات المعارضة السودانية بمصر الدعوة بمشاركة فاعِلة لقيادات المعارضة الموجودين والذين تصادف تواجدهم يوم اللقاء.. كان اللقاء بقاعة التجاريين بوسط مدينة القاهرة ، أمس الأول الفاتح من مارس الجاري .
أهمية اللقاء تكمن في خروج المعارضة السياسية من (التقوقع) وإنتظار مبادرة الحكومة بعد خطاب (الوثبة) إلي رحاب صنع الأحداث .. فكان جل الخطاب في اللقاء يتحدث عن (كيف) نصنع المستقبل للشعب السوداني بعد إسقاط نظام الإبادة الجماعية .. والحق يقال فإن حركة العدل والمساواة كما قال رئيس مكتبها بالقاهرة : هي أكثر حرصاً علي السلام العادل كونها قاتلت ومازالت تقاتل لأكثر من 11 عاماً دون توقف .. فعلاً أن بندقية جيش الحركة لم تسكت طيلة الفترة المذكورة الأمر الذي ربما يساعد في توسيع ماعون الإدراك السياسي لمنسوبي العدل والمساواة كما وأن تحرك قوات العدل والمساواة في أغلب ساحات السودان وتعاملها مع الثقافات المختلفة لبلادنا ساهم ومازال يساهم في هذا المنحي وبصورة كبيرة.. ونتمني أن ينعكس خيره علي كل مكونات المعارضة بشقيها العسكري والمدني.
كانت المشاركة واسعة جداً حيث شملت كل مكونات الجبهة الثورية السودانية والجبهة الوطنية العريضة إضافة إلي كُتاب وصحافيين سودانيين وقادة منظمات مجتمع مدني .. كان هناك شبه إجماع علي (إسقاط النظام) رغم تحدث البعض بآراء تقول بضرورة محاورة النظام.. بحجة أن النظام يمتلك كل السودان حالياً، ويستند أصحاب هذه الرؤية لضعف القوي السياسية المعارضة للنظام بالداخل وأن لبعضها (تفاهمات) مع حكومة السفاح.
من الملفت للنظر في حديث مسؤول الحركة الشعبية (شمال) بالشرق الأوسط ، أنه قطع بعدم توصل وفدهم (وفد الحركة ) وحكومة الخرطوم إلي أي إتفاق وأكد علي ذلك وقال بالحرف :”المفاوضات ح تفشل وسيتدخل المجتمع الدولي وسيكون هناك إتفاق علي المسائل الانسانية فقط”.. أضاف أن وفد الحركة لم يذهب لاديس والدخول للحوار من أجل الحوار بل من أجل تحقيق أهدافنا .. وكما هو معلوم أن هناك مأساة حقيقية ويشهد عليها كل العالم كما وأن التفاوض من المحاور الأساسية الثلاثة التي نشأت معها الحركة.
كان هناك شبه إتفاق علي أن الحوار مع النظام ما هو إلا مضيعة للوقت من قِبل مداخلات كل من مدير مكتب حركة تحرير السودان (عبدالواحد) بالقاهرة وامين الشؤون المالية بحركة تحرير السودان (مناوي). من العبارات الجميلة والتي يمكن وضعها كحكمة ما قالها عضو المسار الثالث عبده حماد حيث قال :” أُمِن بأن من يصنع الحرب لا يمكنه أن يصنع السلام.. في إشارة لعدم إعترافة بمفاوضة النظام. الاستاذ المربي الجليل علي محمود حسنين تحدث كعادته وإستناداً علي موقفه الثابت المنادي بضرورة إسقاط النظام وعدم الحوار معه ، وقال بصورة قاطعة أن مجرد الدخول في الحوار مع النظام يعني الإعتراف به وبالتالي عدم محاكمته علي جرائمه التي إرتكبها في حق الشعب .. وأضاف : لا ينبغي مشاركة النظام في الحل لانه هو المشكلة الحقيقية للبلاد .
الجميل الذي لا بُد من الإشارة إليه مشاركة الاستاذ جمال حامد – أحد القيادات الشبابية بحركة العدل والمساواة رغم خروجه من غرفة العمليات بعد الجراحة التي أُجريت له بيده لاخراج إحدي رصاصات عصابة السفاح ..
هكذا تُعلمنا الجبهة الثورية ممثلة في حركة العدل والمساواة معني النضال والتسامي علي الجراح من أجل دمل الجرح الأكبر (جُرح الوطن) فهل لنا أن نحلم بوطن متعافي ؟!!..