الجزيرة : استنكر المتحدث باسم حركة العدل والمساواة السودانية أحمد حسين آدم تصريحات للرئيس السوداني عمر حسن البشير حدد فيها اليوم الخميس نهاية لمنبر الدوحة التفاوضي بشأن دارفور، واعتبر أنها تمثل “طعنة من الخلف” لذلك المنبر.
وقال آدم من العاصمة القطرية الدوحة إن تلك التصريحات “لا تفيد ولا تتفق وإرادة السلام” وتنسف منبر الدوحة. وعدّها “إعلان حرب صريحا” من الحكومة السودانية التي “أدارت ظهرها تماما للعملية السلمية والجهود المخلصة التي تقوم بها دولة قطر والوساطة العربية والأفريقية والدولية لأجل وضع حد للحرب وإحلال السلام في إقليم دارفور”.
وأشار آدم إلى أن حركته ستطلب اليوم من الوساطة في الدوحة “رأيا واضحا حول تصريحات البشير لأنها موجهة ضدها”.
وكانت حركة التحرير والعدالة من جانبها قد قالت في وقت سابق إنه ليس من حق البشير أن يقرر نهاية المحادثات وإن ذلك يرجع إلى الوسيط، مشيرة إلى أن تصريحاته غير مشجعة.
وأضافت الحركة -التي تجري مفاوضات مع الحكومة السودانية في الدوحة- في تصريحات على لسان حيدر أتيم نائب رئيسها أنه “حتى لو سحب البشير وفده فستبقى مشكلة دارفور قائمة”.
وكان البشير قد أعلن أمس الأربعاء أمام حشد جماهيري في نيالا عاصمة جنوب دارفور أن محادثات السلام الخاصة بدارفور التي تستضيفها قطر ستنتهي اليوم، وأن حكومته ستسحب وفدها المفاوض في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام بحلول الموعد المذكور.
وشدد الرئيس السوداني على أن أي محادثات ستجرى من الآن فصاعدا ستكون داخل دارفور، مضيفا أن الحكومة ستتعامل بحزم مع أي شخص يرفع السلاح في دارفور بعد انتهاء المحادثات، داعيا حركات الإقليم لوقف القتال.
على الصعيد نفسه سلم مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني رسالة خطية من البشير إلى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قالت وكالة الأنباء القطرية إنها تتصل بعلاقات التعاون بين البلدين وتطورات الأوضاع على الساحة السودانية.
تحركات الوساطة
وقد أجرى وفد الوساطة في محادثات الدوحة لسلام دارفور برئاسة وزير الدولة بالخارجية القطرية أحمد بن عبد الله آل محمود محادثات في تشاد بحث خلالها المساعي الجارية لتحقيق السلام والأمن في الإقليم المضطرب في غرب السودان.
وقد التقى الوفد بممثلين لأكثر من مائة وخمسين ألف لاجئ سوداني في تشاد. ورفع ممثلو اللاجئين مطالب من بينها ضرورة اشتمال الاتفاق على وحدة الإقليم والتعويضات المجزية وقبل ذلك كله ضمان أمن يمكنهم من العودة إلى ديارهم.
وتمزق إقليم دارفور ليصبح ميدان معركة لكثير من الأطراف حيث تفشى السلاح وغاب القانون والنظام وتسببت عمليات خطف الأشخاص والسيارات في الحد من تنقلات عمال الإغاثة الأجانب.