الطريق إلي سلام دارفور

الطريق إلي سلام دارفور
لقد كثرت المنابر التي تصب في اتجاه إحلال السلام في دارفور,وتعددت المبادرات التي تصب في ذات الاتجاه,ومن هذه المبادرات  ماهو علي قائم علي أساس التفاوض وإبرام اتفاقيات وقف إطلاق النار وبعضها الأخر بغرض توحيد الفصائل التي تشظت بعد ابوجا,ومنها مبادرات سلام فكانت بدايتها بابشي وانجمينا مرورا باروشا,ابوجا,القاهرة,طرابلس,أديس أبابا,اسمرا, جوبا علي أساس أن ملامحها لم تتضح بعد في أن تبقي ضمن السودان الموحد أم عاصمة دوله جنوب السودان ,إلي أن جاءت الدوحة,وباستثناء الدوحة فان معظم هذه الدول تقع في المحيط الإفريقي وهي مجاوره للسودان وهناك مصالح مشتركه بينها وقد تتأثر بصوره مباشره بالأحداث, وتعتبر المهددات الامنيه السودابيه هي مهدد لأمنها القومي, وبالرغم من أن قطرا لخليجيه الاسيويه ليست علي مقربه من السودان من الناحية الجغرافية الا أنها مهتمة بالقضية ولها خطي حسيسة ومساعي لإحلال السلام في المنطقة بالاضافه إلي العلاقات الجيدة التي تربطها بالسودان,كذلك دورها في تقديم المساعدات الانسانيه للمحتاجين والمتضررين من الصراع في دارفور, كل ذلك أهلها لتكون المرشح لاستضافه المفاوضات النهائية بين الحكومة والحركات المسلحة, ويعول الشعب الدار فوري كثيرا في الدور والوساطة القطرية لإنجاح المفاوضات وكذلك يعول علي القطرين في دفع عمليه السلام بعد التوقيع, فالدولة القطرية أمام تحدي ومحك حقيقي لإنجاح المفاوضات القادمة, ولاشك في أنها جديرة بهذه الدور وعلي قدر من المسؤليه بقبول التحدي, ونأمل أن لايقتصر دور القيادة القطرية والشعب القطري فقط علي توقيع الاتفاق والمظاهر الاحتفالية والضجة الاعلاميه, فهناك كثير من المجالات التي يمكن أن تدفع بها الدولة القطرية بعد توقيع السلام, باقامه المشاريع التنموية والخدمية في الإقليم ودعم التعليم وأعمار المساجد والخلاوي التي دمرها نظام البشير العنصري المخرب, وكذلك التبادل الثقافي بين الشعب القطري وشعب دارفور,وكذلك يمكن للقيادة القطرية أن تتبني مشروع أقامه جامعه قطر بدارفور برعاية من الشيخ حمد بن جاسم أمير دوله قطر, وكذلك المجالات الزراعية والمشاريع السياحية في جبل مره وغيره من المناطق كل هذه فرص يمكن أن تدفع القيادة القطرية باتجاهها بعد السلام لترقيه وتنميه المجتمع وترقيته وكل ذلك يمكنه أن يكون بواسطة الشركات والمؤسسات القطرية, ودون وساطة المخربين والمندسين.
ويبدو إن بشريان السلام قد بدأت تلوح في الأفق وأصبح هو الشغل الشاغل والحلم الذي يحدو كثير من المهتمين بالشأن السوداني ,وقد أصبح التفاؤل يسود خصوصا بعد تصريحات قائد ألقواه المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي, بالرغم من التحذيرات التي أطلقها والتي تقلل من تفاؤلنا بان الوضع عرضه للانفجار مالم تتم خطوات ملموسة بالدفع باتجاه السلام وإيجاد مخرج للأوضاع علي الأرض,إلا أن الأمل في الوصل إلي اتفاق سلام شامل ومرضي لكل الأطراف يظل قائما,وتظل شتات وعدد الحركات التي جاءت علي حسب المتحدث باسم ألبعثه وهي 21 حركه, يظل عدد هذه الحركات وبعثرتها احدي العوائق والعقبات في طريق السلام, وقد يبدو توحيد هذه الحركات هو التحدي الأبرز الذي يواجه الوسطاء, وينبغي أن تجتمع كل هذه الحركات لإيجاد مخرج لهذه المعضلة وان يجمعوا علي رؤية تفاوضيه واحده حتى لا يتحجج احد بأنه تم تغييبه وتهميشه.
أهم ماجاء علي لسان قائد ألبعثه علي الأقل بالنسبة لي هو حصر عدد الحركات الموجودة في الميدان, وان الحركة ذات التأثير الأكبر هي العدل والمساواة علي حسب وصفه, فبغض النظر عن تسميه هذه الحركات الباقية هناك اسئله ملحه يجب أن لانغفل عنها هو هل كل هذه الحركات لديها رؤيتها في حل القضية؟ وقادرة علي لعب دورها بعد السلام؟ وهل هي علي قدر من الجاهذيه والاهليه لمرحله مابعد السلام ؟ ولم تكن هذه الاسئله بطبيعة الحال من باب الاستخفاف اوالتقليل, لان التجارب التي أنتجتها ابوجا ومصاحبها من فوضويه في التنسيق والترتيب نخشى له أن يتكرر لذلك علي هذه الحركة بكنها الذي جاء علي لسان قائد ألبعثه المشتركة هو الذي أنتج هذه التساؤلات, والتي يجب أن توضع في حسبان هذه الحركات, قبل الانشغال بحمي المفاوضات.
ويبقي خيار أقامه مؤتمر جامع قبل مفاوضات الدوحة هو احد المخارج والحلول التي قد تثمر في إنجاح المفاوضات وان يكون في أي دوله مجاوره للسودان,بإشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والحركات وممثلين من معسكرات النازحين والقيادات الدار فوريه في الداخل والخارج ومنظمات المجتمع المدني الدار فوري, قد تزلل هذه الخطوة العقبات وترصف الطريق المؤدي إلي السلام.
وان تكون هناك سرد لكل الحقائق علي الأرض في هذا المؤتمر, وان تقدم هذه الحركات للمجتمع الدارفور رؤيتها لمرحله التفاوض ومرحله مابعد التفاوض, حثي لأتغيب القيادات  الدار فوريه من الاطلاع بحقيقة الأمور, وكذلك من الضروري أن تأخذ هذه الحركات المتشظيه برأي الحكماء من أبناء دارفور من قيادات سياسيه وإدارات أهليه وان تكون بمثابة تحكيم وماتخرج به يكون مرضيا لكل الإطراف.


[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *