قال السيد الصادق المهدى رئيس حزب الأمة السودانى المعارض وإمام الأنصارأن استفتاء تقرير المصير فى جنوب السودان هو التزام حتمي .
وأضاف أمام ندوة بالمجلس المصرى للشئون الخارجية مساء أمس أن الإستفتاء إذا جرى فى جو حر ونزيه و في مناخ سياسي صحي تكون فيه القضايا الخلافية معالجة بالتراضي فإن ذلك من شأنه أن يحقق نتيجة تحظى بشرعية وطنية، وإقليمية، ودولية؛ فينهض السودان بدولته الموحدة على أسس جديدة أو دولتيه التوأمين المتفق على شروط وصالهما قبل الاستفتاء.
وحذر المهدى من أن الاستفتاء إذا لم يكن حرا ولا نزيها فسيكون مختلفا على نتائجه وسيلقي ظلالا على نقاط الخلاف الكثيرة ، فتلتهب تلك النقاط محدثة براكين قتالية داخل الشمال، وداخل الجنوب، وفيما بين الشمال والجنوب،و تشد إليها كافة التناقضات الموجودة في القارة، والبحر الأحمر، والشرق الأوسط، وفيما وراء البحار.
ووجه المهدى انتقادات لإتفاقية السلام السودانية التى قال إنها تطلعت لجعل الوحدة جاذبة ولكنها في الواقع جعلت الانفصال جاذبا بموجب بروتوكولين هما بروتوكول مشاكوس الذى قسم البلاد على أساس ديني ” شمال للشريعة وجنوب للعلمانية” مما يخلق استقطابا معتبرا أنه كان من الأفضل إعلان مدنية الدولة واستثناء غير المسلمين من الأحكام ذات المحتوى الديني.
وأضاف أن البروتوكول الثاني هو الخاص بتقاسم الثروة الذي خصص للجنوب 50% من إيرادات بتروله ما يجعل للجنوبي حافزا للانفصال ليحتفظ بكل إيرادات نفط الجنوب، مؤكدا أنه كان من الأفضل أن يخصص للجنوب نصيبه بالتمييز القاصد من الثروة القومية.
وأشار إلى أن فترة الحكم الانتقالي زادت الطين بلة ، موضحا أن حالة الاستقطاب الشمالي الجنوبي تعززت بأمرين آخرين هما: التباين الأيديولوجي بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وطرحهما للتوجه الحضاري والسودان الجديد ” حيث الأول إسلاموعروبي والثاني علمانوأفريقي “.
كما انتقد المهدى ما أسماه بالتعامل الانتقائي مع الشريكين من قبل ضامني الاتفاقية، لا سيما التعامل الأمريكي الذي والى الحركة الشعبية بعين الرضا والمناخ الشبيه بالحرب الباردة بين الشريكين ، مشيرا إلي إن هنالك عشر نقاط قابلة للالتهاب وأن القضية ليست في وقت إجراء الاستفتاء ولكنها في ضرورة أن يكون حرا نزيها وأن يتفق على آلية مجدية لتناول النقاط الخلافية ،واقترح إسناد إدارة الاستفتاء لجهة محايدة ” دول معينة تحت مظلة الأمم المتحدة ” مؤكدا أن أية جهة سودانية سوف يطعن في نزاهتها ،مطالبا أيضا بتشكيل مفوضية حكماء لدراسة وحل النقاط الخلافية في زمن كاف دون تقيد بمواعيد الاستفتاء الذي يجري بأسرع ما يمكن بإدارة دولية،وأعرب عن أسفه لأن الأسرة الدولية بقيادة الولايات المتحدة غير مهتمة بنوع الاستفتاء بل بشكله “وهذا سيناريو كارثي ” ،مشيرا إلي أن هناك وهم يروج له بين الجنوبيين بأن الولايات المتحدة سوف تجعل من دولة الجنوب إذا انفصلت “أنموذجا ناجحا” .
القاهرة ” إفريقيا اليوم ” أسماء الحسيني