حسن اسحق
/ كل مواقف الصادق المهدي السياسية لاتتوافق مع الشارع العام
ورأي الاكثرية الموضوعية ،فهو يبحث عن مصالحه الاسرية والشخصية اما جموع
حزبه الانصارية ،يحتاج اليها عندما يريد ان يحقق مكسب سياسي اسري ،فهي
تتجمع وتهتف لهدف مخطط مسبقا . الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي
المعارض ليس بمعارض لكنه مداهن ومهادن ومتواطئ ايضا .الصادق لايريد ان
يحدث ان تغيير حقيقي في السودان،في جوانب الحريات والديمقراطية والحكم
الرشيد،وايقاف الحرب نهائيا في السودان ،فكل الحكومات بعد خروج الانجليز
،شارك فيها حزب الامة انقلابية وماشابهها ،كان مشاركا في حكومة جعفر
نميري الذي انقلب علي ثورة اكتوبر،وشارك مع حكومة المؤتمر الوطني بعد
انسلاخه من التجمع الوطني الديمقراطي،رغم انقلابهم عليه ،وخرج من
الحكومة،فهو كائن متذبذب المواقف السياسية وليس له مبادئ ثابتة مقنعة فهو
زعيم ورث السياسة والاملاك من اجداده،زي مابقول المثل الشعبي (لقاها
بارده ،مادقا فيها طورية).انه من اكثر المنتقدين للحكومة ولكنه الاقل
عملا لتنفيذ مايقوله في الواقع، التناقض باين في سياسة حزبه ،ابنه
عبدالرحمن الصادق المهدي مساعد رئيس الجمهورية ورتبة في جيش البشير،وله
آخر برتبة ضابط في جهاز الامن والمخابرات الوطني،البعض قد يقول من حقهم
ان ينتسبوا لمؤسسات الدولة ،لكن الحزب نفسه يقول في ندوات الجماهيرية ان
النظام الحاكم بقيادة البشير،جعلوا مؤسسات الدولة حزبية وليست وطنية
يشارك فيها ابناء السودان بالتساوي ،لا باللونية والقبلية والجهوية
الدينية العنصرية.هذا الحزب المتذبذب المواقف يعلم سياسة السلطة
الحاكمة،ويعطي الاوامر لانباءه بالعمل معها.ويعارض التنظيمات السياسية
اذا اتخذت موقفا ضد الحكومة خصوصا اذا تسارعت خطواتها باسقاط النظام سلمي
كان ام بالبندقية .وفي حشد له ،قال الشعب يريد تغيير النظام،قاطعه
الحضور،الشعب يريد اسقاط النظام عده مرات،انصاره الملتفين حول الحزب
،اقتنعوا ان الصادق المهدي لايرغب في سقوط النظام ،فهو رافض التغيير
بالسلاح ،يحبذ الوسائل المدنية في العمل السياسي،حسب مايعتقد. ان ضبابية
الرؤية المهدية في هذه الثورة الجماهيرية الشعبية ،اذا حدث تغيير
فعلي،القاعدة الشعبية المجانية التي اكتسبها هذا الحزب باتت شبه منعدمة
،في كردفان ودارفور،فالحركات الثورية حملت السلاح لمطالبها والمشاركة في
ادارة وطن للكل،فالصادق يدرك جيدا ان وثيقة الفجر الجديد تسحب من تحته
البساط المجاني الموروث ..