الشعب يريد تاج الرئيس!!!
شول طون ملوال بورجوك
تقول إحدي الحكايات الشعبية السودانية الجنوبية إن ديكاً عجوزاً كان قد أزعجه صقرٌ جارحٌ دأب علي خطف كتاكيته صباحاً مساءاً (كتاكيت حرمه وهي كانت كما قالوا دجاجة صغيرةَ وحمراءِ!!) فأهداه تفكيره يوماً إلي عرض الإشكال علي كنجورٍ مشهورٍ مَنْ ظن أن بين يديه حلٌ ومخرجٌ ،شئٌ ربما يحجب عيني هذا الطير اللعين عن رؤية صغارهِ…ذهب فعلاً وحكي له ما حدث وما كان يتوقعه أن سوف يحدث في المستقبل المنظور . وبعد أن إستمع إليه الكنجور جيداً رد أنه لا يملكُ بين يديه حينه عصا موسي ومع ذلك طمأن الديك ألا يفقد كلَ الأملِ فهناك بصيصه ولكنه ليس الآن بل ربما بعد يومين او ثلاثة أو يزيد فعاد الديك الي حيث أتي وفي قلبه هذا البصيص، أي ما يأمّله أنه سوف يجد لهذا الداء حلاً في مقبل الايام إن شاء الله!!!..وبينما الديك عائدٌ الي منزله تفأجأ في الطريق بحكاية أخري غريبة خطيرة ،مشكلة جديدة ، فلقد أختار الصقر هذه المرة هدفاً جديداً ، استعدي الطير الجارح بغتةً ذاتَ الديكِ في تاجه ولحسن حظه ،رغم الغدر والغفلة، نجا الديك من هذه الهجمة الآثمة وعلي اثرِه عاد مسرعاً الي بيت الكنجور ليبلغَه بهذا التطورِ الخطيرِ والمريرِ،وصلَ إلي بيتِه وقال له بالمختصر: “يا كنجور موضوع العيال القلتو ليك قبل شوية ، كدا عليك الله خليهو كلو كلو، لأن في مشكلة جديدة ومستعجلة وهو يقصد أكيد مشكلة الطير في تاجه….
قأل البشير قبل أكثر من شهرين تقريباً وفي غمرة احتفاله بعودة جيشه الي هجليج مؤخراً بالكيفية التي عرفها العالم كله ،صرح بأن الذي بين جنوب السودان والسودان من حرب وعداوات أما أن تنتهي فصوله في جوبا أو في الخرطوم ، وهو يتمني في قرار أعماقه لو تُختتَمُ في جوبا وهكذا يسعي هو حتي هذه اللحظة بكل ما لنظامه من سبيل كي يتخلص من حكومة الحشرة الشعبية “الحركة الشعبية” . تبع البشير هذا القول بتصريحٍ اخر مثيرٍ،قال:إنه سيصلي عمّا قريب”سماه يوم الجمعة القادم” في كاودا المعقل التاريخي لثوار الجيش الشعبي -قطاع الشمال- بجنوب كردفان طبعاً بعد أن يهزمه ويبيده في عقر داره ببلاد النوبة في جبالهم …
هنا حزمة من أسئلة تتجول وتطوف جئيةً وذهاباً بخواطر عقلاء كثر، مَنْ لا ينتمون الي رهط المؤتمر الوطني وبعضها:
لماذا يصر المشير علي أستخدام كلمة الصلاة وتكرارها طيلة فترة حروبه مع الهامش؟ لماذا مثلاً لا يقول إنه سيفطرُ أو سيرقصُ غداً في مدينة كذا بعد هزيمة مناوئيه بها ؟ لمَنْ يبتهل السفاح ويسبّح شاكراً إياه؟
أ للهِ الواحدِ القهارِ البصيرِ العليمِ الذي نعوذ به لو وسوس في صدورنا ذاك الوسواسُ الخناسُ؟ لا نظن البتة أن أحداً علي وجه هذا الأديم سيستطيع الرد علي هذه الإستفسارات ولكن خالق الناس الذي في السماء ،الله هو الأقدر والأدري بعباده الصالحين والطالحين ،فهو أكيد مَنْ يعرفُ مَنُ الأجدر بينهم بالصلاة هنا ومن يجب أن يرقص او يفطر هناك!!!
نعود الي حكاية الصقر والديك والكنجور وفينا ثقة لا حدود لها أن قراءنا سيعرفون ما وراء اصرارنا علي سرد هذه الحكاية القديمة التي أكل وشرب عليها الدهر ،السبب إخوتي هو عندما تريدُ قولِ كلامٍ تتوقعه أن يصعب علي متلقيه فهمه فإنك تشبهه وتقارنه بسواءه ما يعرفه جيداً من تخاطبه ..البشير الآن ظرفه مثل ظرف عجوز الديك وسواسيه اذ كان قبل ايام يرنو ببصره والحقد ملئ صدره إلي النيل الازرق وجبال النوبة والي فيافي دارفور والي كوندوكرو(جوبا) ظناً منه أن أعداءه يتواجدون هناك فقط ولكن وللأسف كشف التظاهر الشعبي الأخير في الخرطوم وفي مدن السودان العديدة الأخري بأن بعض من يتمنون لنظامه الموت والفناء الأبدي ليسوا فقط من يتربصون به هناك بل منهم ايضاً من هو كائنٌ بقلب الخرطوم ،من يهتفون بموت الانقاذ وبشيره بجوار القصر الجمهوري في الخرطوم ،من يقولون “ثوري يا الخرطوم ضد الحاكم الديكتاتوري”.. وهو،أي البشير، والوضع هكذا لو سالته الآن سيدي الرئيس متي صلواتك المرتقبة في كاودا ؟ قال: دعني يا هذا مِنْ هذا ،اتركني لوحدي كي أفكرَ كيفَ سأتمُ صلواتي الخمس غداً بالقصر الجمهوري الذي هو قصري أنا!!! صلوات البشير في كوبر و في الخرطوم عموماً بقت في تلتلة ناهيك من أدائها في كاودا وجوبا لأن الشعب السوداني الغاضب والثائر أصبح هدفه الآني تاجَ البشير وليس سواه!!!
[email protected]