السِجِلْ الجِنائِى لِلمُؤتمر الوطنِى فِى السّودان

السِجِلْ الجِنائِى لِلمُؤتمر الوطنِى فِى السّودان خِلال عقدين وثلاثة سنوات مِن الزمان
Criminal record of the National Congress in Sudan during two decades and three years times

حماد سند الكرتى
المحامى والباحث القانونى
[email protected]

عقدين من الزمان وثلاثة سنوات , قَضاها نِظام الجبهة الإسْلاميّة فى السلطة , جاثِماً على صدر هذا الشعبْ , ناشراً الجريمة والرعب والإرْهاب , مبدداً ثروات وممتلكات هذا الشعب البائِس , يمارس التعذيب قهراً , والقتل ظُلماً , نشر المحسوبيّة والعنصريّة والكراهيّة بين فئات وقبائِل الشعب السُّودانِى , هدد إستقرار الوطن , فشل فِى الحِفاظ على شطرى السّودان , شجع مزيد مِن الإنْشطار والإنْقسام والتشتت فِى السّودان , نشر الفساد الإدارى والمالِى والأخلاقِى , مارس الظُلم والإسْتبدادْ والقهر والذُل , عمل على تقويض نِظام الديمقراطيّة والحُكم الرشيد , أفسد النِظام القضائِى والنيابِى فِى السّودان فلم يعد القضاء نزيهاً مُستقلاً , وعادلاً , لمْ يعد النِظام قادراً أو راغباً فِى محاكمة الجُناة لأنّه يأتمر بأمر السُلطة التفيذيّة فِى السُّودان وينتهى بنهيها .
فِى ظِل المُؤتمر الوطنِى ضاعت القيم والأخلاق , سرقت الأموال , علت القصُور الشاهِقة بأموال السحت والحرام , زادت المشاكِل والمخاطِر على إستقرار المُجتمع وتماسك وحدة ما تبقى من السّودان , عرض مُؤسسات الديمقراطيّة وقيمها الأخلاقيّة لِلتقويض , إنتشر الرعبْ والفقر , قلّ نسبة التعليم وإنْتشر الجهل والجُوع والمرض , مارس المُؤتمر الوطنِى جميع أشكال الفساد وسائِر أشكال الجريمة , خاصةً الجريمة المُنظمة الذى يحميه القانُون فضلاً عن جرائِم غسل الأموال , قامواْ بييع مقدارات الشعب ممّا عرضُواْ الإستقرار السِياسِى والتنميّة المُستدامة لِلخطر والفشل الكبير.
ومِن أهمّ إنْجازات المُؤتمر الوطنِى , هو عدم المُحافظة على وحدة السُّودان , فانشطر الوطن إلى شطرين , والشطر الأخر مهدد بالتفتيت والإنشطار هو الأخر , عمل المُؤتمر الوطنِى جاهداً لتأليب القبائِل ونشر الفتن وفتق النسيج الإجْتْماعى فِى السّودان مِمّا جَعل الإنتماء بين المواطنين هشّاً.
أيضاً فى ظِل هذا الكيان , قلّ قيمة التعليم ,إنتشر الجهل وأصبح الشهادات الجامعيّة تباع وتشترى فى منتصف النهار و هذا شىء خطير كون أنّ الفساد لم يسلم منهُ حتّى المؤسسات التعلميمية والقضائيّة , هذه قمّة الفشل .
فى ظل هذا الكيان , حافظ السودان على المرتبة الثالثة من بين الدول الأكثر فشلا , والأكثر إنتهاكا لحقوق الإنسان , بل ومن الدول ذات الإقتصاد الفاشل , والدليل على ذلك إرتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 80% .
قتل المؤتمر الوطنى أكثر من 350000 شخص فى إقليم دارفُور المنطقة الواقعة فى غرب السّودان , فضلا عن القتل الجماعى والممنهج فى جنوب كردفان والنيل الأزرق وماطق أخرى من السّودان .
بماذا وعد المتهم / عمر البشير , الشعب السّودانِى عندما إستولى على السلطة فى الثلاثين من يُوليوا من العام 1989م , لقد وعدهم بالأتى :
قال المتهم/ عمر البشير , عشية الإنقلاب , قال: إنّ قواتكم المسلّحة والمتشرة فى طول البلاد وعرضها ظلت تقدم النفس والنفيس حماية للتراب السودانى وصونا للعروض والكرامة , وشعر بمرارة وحسرة للتدهور المريع الذى تعيشه البلاد أنذاك وذكر قائلا : إّنّ من أبرز صور فشل الأحزاب السياسية فى قيادة الأمة لتحقيق أدنى تطلعاتها فى صون الأرض ولكن أين هى الأرض فقد إنفصل وإنشطر الوطن فى زمن هذا المتهم , وأردف المتهم قائلا : وهكذا تعرضت البلاد لمسلسل الهزات السِياسيّة زلزل الإستقرار وضيعوا هيبة الحكم والقانون والنظام !!! ولكن أسألكم بمن خلق السماء بغير عمد , فمن الذى ضيع البلاد وجوع العباد ونشر الفساد وضيع الأخلاق وقتل النّاس ظلما وعذّب النّاس قهرا , فمن الذى إنتقص من هيبة القضاء حتّى اصبح هذا القضاء السّودانِى فاشلا غير قادر ولا يرغب فى محاكمة الجناة لأنّه يأتمر بأوامر المتهم / عمر البشير , فمن الذى منع القضاء من التحقيق فى الجرائِمْ الخطيرة التى أرتكبت فى إقليم دارفور , حتّى تدخل المجتمع الدولِى ممثلة فِى مجلس الأمن لِيحيل الأزمة برمته إلى المحكمة الجِنائيّة الدوليّة .
صرخ المتهم/ عمر البشير قائِلا :
أيها المواطنون الكرام: لقد عيشنا فى الفترة السابِقة ديمقراطيّة مزيفة ودستُوريّة فاشِلة وإرادة المواطنين قد تمّ تزيفها بِشعارات براقة ومضللة وبشراء الذمم والتهريج السِياسِى ومؤسسات الحُكم الرسمية لم تكن الا مسرحا لإخراج قرارات السادة ومشهد لِلصراعات والفوضى أمّا رئيس الوزاء فقد أضاع البلاد وبدد طاقتها فى كثرة الكلام والتردد فِى المواقف حتّى فقد مصداقيته.
ولكن أسألكم باللّه : أين الديمقراطيّة والحُكم الرشيد لفترة تطول على العقدين مِن الزمان وثلاثة سنوات , هل رأيتم دِيمقراطيّة وحكم رشيد؟ أين الدستُور الذى هو عِماد الدولة هل تعمل الدولة أو تطبق الدستُور ؟ متى إشتعلت الصِراعات ومتى ألّبت القبائِل ؟ فمن الذى قتل النّاس وحرق القُرى , وإراقة الدِماء ؟ أننا لا ننكرأنّ الأنظمة السابِقة أيضاً قد أراقت دِماء هذا الشعب , فمن الذى تسبب فِى مذبحة الضعين ومذبحة الجبلين ومن الذى قتل شعب النُوبة فِى جِبال النُوبة أننا نصرخ مع هؤلاء الضحايا مِن أجل العدالة!!!
أردف المُتهم قائِلاً:
إنّ الشعب بإنحياز قوات المسلّحة قد أسس الديمقراطيّة فِى نضال ثورته فِى سبيل الوحدة والحريّة ولكِن العبث السياسِيى قد أفشل الحريّة والديمقراطيّة وأضاع الوحدة بإثارته النعرات العنصريّة والقبليّة فِى حمل أبناء الوطن الواحد السلاح ضِد أخوانهم فى دارفُور علاوة على مايجرى فِى الجنُوب مِن مأسى وطنيّة .
بالله عليكم تفحصُواْ كلام المُتهم , حيثُ قال القوات المسلّحة ولكن هلْ يوجد قوات مسلّحة بالمعنى الصحيح لا والف لا بل يوجد جنجويد وقوات خاصّة تابعة لِلمؤتمر الوطنى , وأين هى الحريّة , لقد وأدوا الحريّة حينما إستولُوا على السُلطة !!! فمن الذى ألّب القبائِل فى دارفُور ومن الذى فصل الجنُوب عن الشمال !!!



نواصل

حماد سند الكرتى
المحامى والباحث القانونى
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *