السودان يكون أو لا يكون

بسم الله الرحمن الرحيم
السودان يكون أو لا يكون

هنالك سؤالاً يطرح نفسه: من أين أتى هؤلاء؟ قال النزالي: مهندس المشروع اللاحضاري أحدي ندواته بمكتبه البشير الريح بامدرمان: كثيرون يسألونني، ، من أين أتت بهؤلاء؟ لم يجب على هذا السؤال بصدق، لكن الإجابة واضحة يا شيخنا: إنك تركت أبناء عم الدين، الرجل الصالح لكل زمان ومكان ومثالاً يحتذي به في القيم والأخلاق السودانية النبيلة واتيت بالذين لا رحمة لهم في شعبهم، بدليل أنهم أول ما استولوا على السلطة في العام 1989م، ابعدوا كل شريف عن وظيفته في الدولة، سواء كانت في الخدمة المدينة أو العسكرية فبدلاً من إيقاف الحرب في جنوب السودان زادوها اشتعالاً.
ساءت علاقتهم مع كل العالم, بما فيها جيران السودان وذلك بالسماح للمهوسين بدخول السودان أمثال أسامه بن لادن وكارلوس و غيرهم… وهم كثر.
مارسوا الفرقة والشتات بين أهل السودان، اجتماعياً، دينياً، إثنياً، ولأول مرة في تاريخ السودان، يتم المجاهرة بالقبلية على أساس أنها إحدى مقاييس المواطنة في بلد يوجد فيه أكثر من خمسمائة وستون قبيلة.
استقطبوا الناس على أساس قبلي، فبذلك رسخوا ( القبلية) التي حوربت في صدر الإسلام، بالرغم من وجود مشروعهم اللاحضاري، الذي ذهب إلى مذبلة التاريخ وإلى الأبد دون رجعة.
إذا قارنا الانقاذ بالحكومات التي تعاقبت على حكم السودان منذ استقلاله، نجدها هي الأسوأ في جميع مراحلها التي مرت به.
السودان، ارض المليون ميل مربع، بشكله الحالي، هو نتاج لقتال مضني، شارك فيه كل أهل السودان؛ لكن بكل أسف هنالك فئة ضالة من السودانيين، أبعدت كل الغيورين والشرفاء من ابناء السودان، حتى خلت لهم الساحة، فعاثوا فيها فساداً.
ما نراه اليوم من حال هو نتاج طبيعي للممارسات الخاطئة التي مارستها الإنقاذ، ضد كل أهل السودان، فلا غرابة أن يطالب أهلنا في الجنوب بالإنفصال.
لم يجني أهل الجنوب إلا السراب إسوة بإخوانهم في بقية أنحاء السودان، بل ذهبوا أكثر من ذلك بدعوة الله سبحانه وتعالي، أن يدمر ديارهم، وييتم أبنائهم، ويرمل نسائهم ويحل مالهم, لكنهم لم ينتظروا دعواهم، فدمروها بإيديهم.
إنها حقاً وصمة عار في جبين أصحاب المشروع اللحضاري,فإن دل هذا انما  يدل على مدى حقدهم لأبناء شعبهم، الذين ليس لهم ذنب سوي إنهم رفعوا شعار العدل والمساواة.
باي دين اتي هؤلاء…؟!!! لم يلتفتوا يوماً إلى المشاكل الحقيقية التي يعاني منها أهل السودان (التنمية، المعيشة، التعليم، الصحة…. وغيرها) بل عاقبوا كل محتج (بالقتل، التشريد، نهب للممتلكات, وغيرها… من الجرائم البشعة التي ارتكبت في حق أهل السودان) لفترة أستمرت لأكثر من عشرين عاماً.
لم يعلم أهل الإنقاذ بأن السودان عبارة عن بركان بقيَ صامتاً حتى العام 1989 م بالرغم من كل الثورات و الإحتجاجات التي شهدها تأريخ السودان الحديث, رافضين فيها اسلوب الهيمنة و الاستئثار من فئة قليلة إستولت على كل شئ و تركت أهل السودان يرزخون في بحور الفقر و الجهل و المرض, دون أدنى إهتمام منهم.
الإنسان الغيور على وطنه, يجب عليه بأن يسعى جاهداً للنهوض بوطنه في كل المجالات حتى يعيش الناس في عز و كرامة و رفاهية. و بذلك يكون عزيزاً لدى كل شعوب العالم و يفتخر بوطنه و يقول أنا سوداني.
لا يستطيع أحد اليوم أن يجاهر و يقول أنا سوداني, لأن اسم السودان اليوم اصبح مقروناً بالإرهاب, و الأغرب من ذلك بأن فئة قليلة في السودان تضحك على نفسها و تسيء الى نفسها و تظلم نفسها, بل ذهب بعضهم إلى اكثر من ذلك… يسخرون من شعبهم و يصفونهم بالتخلف.
ماذا قدم السودان لهؤلاء البسطاء المتمشين حتى نضحك عليهم و نضرب الامثال بهم و نأتي بالنكات الساخرة في حقهم, حتى انطبق علينا المثل القائل: ( الجمل ما بشوف عوجة رقبته).
السودان دولة في الألفية الثالثة و كأنها في العصر الحجري, “الطاحونة” فيها من كبرى مشروعات التنمية, النساء يرقصن فرحاً لأنهن ودعن “المرحاكة” و الى الأبد و في بعض المناطق لا يوجد اي تمثيل للدولة و لو حتى ( بخفير الغابات).
ونواصل…

محمد عبد الله عبد الخالق
حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة
وإلى ولاية جبل مرة
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *