أبعدت الحكومة السودانية الاربعاء مسؤولة مكتب صندوق الامم المتحدة للسكان بالسودان واتهمتها بالتدخل فى الشؤون الداخلية للبلاد بما يخالف تفويضها ومهامها .
وقال المسؤول الحالي لمكتب صندوق الامم المتحدة للسكان لوكالة “فرانس برس” ان باميلا ديلارجي غادرت السودان يوم أمس الثلاثاء، مضيفا ان “الحكومة السودانية لم تكشف لمكتبه اسباب قرارها بحق السيدة ديلارجي”، موضحاً ان الصندوق يرتبط بشراكة “قوية ومديدة” مع الحكومة السودانية والجمعيات السودانية.
واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية ابوبكر الصديق فى تصريحات صحفية ان باميلا ديلارجي – امريكية الجنسية- تلقت اوامرا بالرحيل.
ولفت الى ان القرار اتخذ لان ديلارجي “لم تلتزم بقوانين البلاد ولانها تدخلت ايضا في الشؤون الداخلية وهو ما لا يتوافق مع وضعها كمسؤولة في الامم المتحدة”.
واضاف “ارغب ايضا في ان اؤكد ان هذا الاجراء ليس له اي علاقة بصندوق الامم المتحدة للسكان الذي تثمن حكومتي مهامه وبرامجه كثيرا” ، ورفض المتحدث الافصاح عن طبيعة التجاوز الذى ارتكبته بامبلا.
وعلقت الحكومة السودانية اعتبارا من الاول من فبراير انشطة اللجنة الدولية للصليب الاحمر بحجة انها خرقت موجهات العمل في البلد المضطرب.
وعبر عمال الاغاثة عن قلقهم ازاء الحد من وصولهم الي 6.1 مليون شخص في السودان يحتاجون لمساعدات عاجلة اكثر من نصفهم في اقليم دارفور غرب السودان .ومنذ فبراير فر من منازلهم في دارفور حوالى 280 الف شخص او تاثروا بالقتال في الاقليم.
وقالت الامم المتحدة انه بالرغم من تحسن وصول المساعدات الانسانية في الايام الاخيرة، تبدو وكالات الاغاثة غير قادرة على الوصول لكثير من المتاثرين بالعنف وغياب الامن اضافة لرفض السلطات منحها الاذن بالوصول.
واكد صندوق الامم المتحدة للسكان على موقعه على شبكة الانترنت انه يدعم في دارفور برامج الصحة الانجابية وبرامج خدمات الرعاية الصحية مثل الولادات الطارئة والناجين من مرض الناسور.
وفي قطاع اخر ساعد صندوق الاسكان في تدريب مئات من قابلات القرى لمساعدة قطاع صحي يعاني من نقص التمويل.
وقال الصديق ان “السودان سيكون اكثر سعادة لاستقبال بديل لديلارجي وعلى استعداد لان يقدم له او لها كل المساعدات والتعاون وفق للقوانين الوطنية والاتفاقية التي تحكم العلاقات بين السودان ووكالات الامم المتحدة”.
وفي 2009 طرد السودان عددا من منظمات الاغاثة الدولية بعد ان اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس عمر البشير بسبب تهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور .
وديلارجي هي واحدة من الاميركيين القلائل الذين يعملون لدى الامم المتحدة في السودان.وتفرض واشطن عقوبات اقتصادية على السودان منذ 1997 بعدد من التهم منها انتهاكات حقوق الانسان.