السودان وايران …. السلطة وانسداد الافق
تقرير / احمد عمر خوجلي
علامات التململ والضيق الشعبي بنظام الثورة الايرانية1979م وسلطة الانقاذ السودانية1989م والذي يتزامن هذه الايام من خلال الكثير من التحركات والتظاهرات والاحتجاجات يحمل في داخله ملاحظات توضح اوجه شبه انتجت وصول النظامين الى هذا الافق المسدود تسبب فيه بشكل كبير طول امد الحكم من خلال جملة من التدابير وليس بالرضاالشعبي الناتج عن الاستحقاق الانتخابي النزيه وهذه التدابير افرزت بدورها تضييقا على الحريات العامة ، و تتصل اوجه الشبه هذه ايضا بطبيعة تركيبة النظامين ، فكلاهما يرتكز على مخزون من الشعارات الاسلامية عالية الضجيج ومدغدغة الاشواق التي تبرر بقاءها من خلال حربها وتحديها لمن تصفهم دائما باعداء الداخل تسميهم العملاء اوالمخربين واعداء الدين والوطن والخارج تقول انهم دول الاستكبار العالمي الواقف امام حتمية عودة الحق الفلسطيني بمافيه الاراضي المقدسة وغيرها من الكليشهاتالجاهزة والاسطوانات المشروخة .
وقد دخل كلا النظامان في العديد من الحروبات “المقدسة ” في ايران مع العراق السودان في جنوبي البلاد وصاحب ذلك محاولات لتصدير الثورتين الى الخارج الاقليمي ادت الى توترات اقليمة وتسميم اجواء مع الجيران نتجت عنه عزلة وانزعاج من المجتمع الدولي خصوصا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر.الشي الذي دفع البلدين الي المجابهة والاحتماء والاحتيال خلف تدابير حمتها واسست لها ترسانة من القوانين المفصلة عبر مؤسسات متشابهة في البلدين هدفت الى “التمكين” فكانت جملة مؤسسات ايرانية اتصلت بشكل الحكم ” ولاية الفقيه ” اندرجت تحتها مؤسسات قابضة وقاسية مع اصحاب وجهات النظر الاخرى من نحو مجلس تشخيص مصلحة النظام والحرس الثوري ومرشد الثورة .يقابلها في السودان مؤسسات الدفاع الشعبي والامن الشعبي بالاضافة جماعات قليلة متحكمة بلا شكل مؤسسي وصفتها شخصية من ذوات الوزن الثقيل في موجة غضب مكتوم – قبل سنوات هي الدكتور غازي صلاح الدين ” بالمجموعة القليلة التي لا يزيد عددها عن اصابع اليد الواحدة والتي تتحكم في كل الامر ” وانها – بحسب مدلول وصف د غازي- .التي تدير عملا ذا تأثير بالغ على اداء الدولة وطبيعة قراراتها.
من عناصر التشابة ايضا زوال تاثير القيادة التاريخية في كلا السلطتين فالامام الخوميني رحل بعد عشر اعوام من نجاح الثورة والدكتور الترابي انشق بعد مدة مقاربة وصار يلهب صوته تلاميذه وانداده من الحكام بسياط من النقد بسبب ما وصفه دائما بالانحراف عن مباديء والقيم التي جاءت سلطة الانقاذ لترسيخها بتركيز ملح على قضية الحريات وذات الوقت شن مرشد الثورة علي خامئني قبل ايام هجوما على الرئيس احمد نجاد بسبب ما وصفه المرشد عجزا عن ادارة الملف النووي وتحسين العلاقات من الشعب الذي صار دعاة الحرية من الليبراليون فيه يهتبلون فرص التجمعات الكبيرة في احتفالات المناسبات والايام الوطنية – كما حدث امس في يوم الطلبة – للتظاهر لا من اجل اعلان الاحتفال لكن للهتاف بمطالب تتصل بنشر الحريات والانفكاك من الؤسسات القابضة وهي مشابهة بما يحدث في السودان هذه الايام حيث وصفت القيادات الامنية والسياسية في كلا السطلتين التحركات بالسعي لاحداث فوضى كما قال القيادي ووكيل وزارة الخارجية الدكتور قطبي المهدي وعدد من رجالات السلطة السودانية وفي نفس حذر ايضا قائد الحرس الثوري الايراني بعبارات مختلفة لكنها تهدف في مسعاها النهائي الى تكميم الافواه وكبت التحركات وابطال الدعوة للتغيير من خلال استدعاء شعارات الخيانة والعمالة وغيرهامن اشكال الارهاب والتهديد المبرر لضرب الخصوم السياسين .
ويجب الى ننسى ان دعوات التظاهرات والتحركات الشعبية في كلا البلدين استمدت شرارتها الاولى من مناسبة الانتخابات الذي يحسبه الساخطون دوما انه الطريق المشروع والسلمي للتغيير لكن شكل وصلاحيات المؤسسات في ايران اصبح تتحكم في غربلة المرشحين قبل الاقتراع عبر القوانين التي وصفناها بالمفصلة سلفا حيث ضاق احباب ومريدي الحريات في ايران بها زرعا و وصدقت السلطتين عندما تصدت امس بقسوة مع منظمي التحركات في كل من ايران والسودان اليوم حيث حاولت جماهير شرائح حزبية سودانية التحرك سلميا من خلال التجمع قريبا من البرلمان في رمزية للضغط لاستعجال القوانين التي تصفها المعارضة وحتى عدد من شركاء حلفاء النظام بحجر العثرة امام التحول الديمقارطي المفضي الى انتخابات حرة نزيهة وظلوا يتهمون السلطة المتحكمة بالتلكؤ بطرق ملتوية ومقننة لضمان الفوز بالانتخابات القادمة وتجاوز الخصوم السياسين وضربهم اذا دعى الامر .