السودان: لقاء في أديس أبابا لتوحيد فصائل حركة تحرير السودان.. برعاية أميركية
المتحدث باسم الخارجية المصرية: هناك جهد مصري ـ ليبي لحل قضية دارفور وإعادة الاستقرار
أمستردام: مصطفى سري القاهرة: محمد عبد الرازق
علمت «الشرق الأوسط»، من مصادر سودانية مطلعة، أن لقاء مهما سيعقد في الثامن عشر من الشهر الحالي بالعاصمة الإثيوبية، يرتب له موفد الرئيس الأميركي إلى السودان سكوت غرايشن، لجمع فصائل حركة تحرير السودان المتمردة في دارفور، التي انشقت على نفسها إلى عدة فصائل، منذ توقيع جناح منها يقوده مساعد الرئيس السوداني الحالي مني اركو مناوي لاتفاق سلام مع الخرطوم في أبوجا بنيجيريا عام 2006. كما يجري لقاء آخر في العاصمة الليبية طرابلس، يضم عددا من الحركات الدارفورية، من بينها حركة تحرير السودان، في محاولة ليبية لتوحيد هذه الفصائل.
وكشف مصدر قيادي في حركة تحرير السودان، لـ«الشرق الأوسط» أن غرايشن رتب للقاء الذي يضم قادة أجنحة حركة تحرير السودان، ومن بينهم عبد الواحد محمد نور، المقيم في باريس الذي يضع شروطا مشددة للتفاوض مع الخرطوم، ورفض دعوات سابقة لحضور مفاوضات مع الحكومة السودانية. وإلى جانب عبد الواحد يشارك قادة آخرون هم: أحمد عبد الشافي، وخميس أبكر، وعبد الله يحيى. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الهدف من الاجتماع هو توحيد حركة تحرير السودان في حركة واحدة، أو على الأقل توحيد موقفها التفاوضي، مشيرا إلى أن فكرة الاجتماع سبق أن تم طرحها، وكان مقررا أن تنعقد في العاصمة التشادية انجمينا. وقال إن قيادات الفصائل رفضت الذهاب إلى انجمينا واعترضت على ذلك وتم نقل الاجتماع إلى أديس أبابا وسيعقد في الثامن عشر من أغسطس (آب) الحالي.
ووصل رئيس حركة العدل والمساواة الدكتور خليل إبراهيم إلى العاصمة الليبية طرابلس في زيارة نادرة له منذ عام 2006، وتتزامن زيارته مع وجود عدد من زعماء فصائل دارفورية أعلنوا في القاهرة مؤخرا توحيد رؤاهم التفاوضية، إضافة إلى وفد من الحكومة السودانية يرأسه مستشار الرئيس السوداني مسؤول ملف دارفور الدكتور غازي صلاح الدين، غير أن الحركة نفت وجود ترتيب لعقد لقاء بين الطرفين.
وأبلغ الناطق الرسمي باسم الحركة أحمد حسين آدم «الشرق الأوسط» أن زيارة خليل ووفده الذي يضم تنفيذيين وتشريعيين وقيادات عسكرية تأتي في إطار التشاور مع القيادة الليبية، وقال إن «هدف الزيارة البحث عن السلام وإيجاد حل سياسي شامل وعادل يعيد الحقوق إلى أهل دارفور»، نافيا وجود ترتيب لعقد لقاء مع وفد الحكومة الموجود في طرابلس، وقال «ليس هناك أي ترتيب لعقد لقاء معهم». كما أكد أن خليل لن يجري أي مشاورات مع زعماء عدد من الفصائل الدارفورية الموجودين في طرابلس.
إلى ذلك أكد حسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية وجود جهود مصرية ـ ليبية مشتركة، بهدف المساعدة في إعادة الاستقرار في دارفور وحل المشكلة. وأشار خلال لقائه مع المحررين الدبلوماسيين بالقاهرة أمس إلى وجود مدير إدارة السودان بوزارة الخارجية المصرية السفير محمد قاسم في الخرطوم، منذ أيام لإجراء مباحثات. وقال زكي إن «الجهود المصرية لم تتوقف، ومستمرة ونعمل بجدية من أجل تحقيق أهدافنا ونأمل أن يكون هناك القدر الكافي من التجاوب مع هذه الجهود». وأوضح أن «مصر ترى ضرورة أن تلتزم كل حركات التمرد بالخيار السياسي حتى يمكن العودة إلى وضع يمكننا جميعا من العمل بجدية لإنهاء هذه المشكلة»، مشيرا إلى أن موضوع السودان وكل الموضوعات الإقليمية ذات الأهمية ستطرح للنقاش في القمة المصرية ـ الأميركية المقبلة بين الرئيس حسنى مبارك والرئيس الأميركي باراك أوباما. وقال زكي إن قضية دارفور تحتاج إلى تضافر دولي كبير، منوها بالدور الإيجابي الذي تقوم به الإدارة الأميركية الجديدة، وقال: «هناك اهتمام مبشر، ويأخذون الأمر بجدية وموضوعية، ويتعاملون مع المسألة بشكل يبشر بإمكانية الوصول إلى مخرج وتسويه». وحول تراجع المبعوث الأميركي للسودان سكوت غرايشن عن مطالبته برفع العقوبات عن السودان بعد ضغوط الكونغرس، قال زكي «هذا أمر طبيعي لأنه مرتبط بعدد كبير من اللاعبين». وأضاف «عندما تبدأ دائرة فرض عقوبات أميركية على أي دولة في الدوران يكون من الصعب وقفها أو كسرها لأنها تكون مرتبطة بعدد كبير من اللاعبين والأطراف، وهذا هو الوضع للأسف مع السودان». وأضاف «كون أحد المسؤولين يطالب بتخفيف العقوبات أو إلغائها وهناك مسؤولون آخرون لا يرون هذا.. فإن ذلك أمر طبيعي في إطار هذه الدائرة».