السودان: سلفا كير يعلن نيته التنحي بعد استفتاء الجنوب
مصادر لـ «الشرق الأوسط»: واشنطن تفضل استقالته بعد الاستفتاء
الخرطوم: فايز الشيخ لندن: مصطفى سري
كشف النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت أنه سيغادر موقعه بعد ظهور نتيجة الاستفتاء لتقرير المصير في التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال كير لدى مخاطبته الملتقى التنسيقي لولايات بحر الغزال في مدينة واو بالجنوب، إن مهمته قيادة شعب الجنوب إلى إجراء الاستفتاء.. وبعد ظهور النتيجة مهما كانت.. سأقول لكم مع السلامة».
وتضاربت تصريحات مسؤولي الحركة الشعبية إزاء تصريحات سلفا كير، وفي حين اعتبر مسؤولون أن النائب الأول لم يقصد بحديثه التنحي، قال آخرون إن بقاءه مهم للجنوب والحركة الشعبية. وقال مسؤول الإعلام في مكتب رئيس حكومة الجنوب توماس كينيدي لـ«الشرق الأوسط» إن كير لم يقصد التنحي عن الحكم عندما قال للجماهير في واو إن مهمته ستنتهي بإجراء الاستفتاء، وإنما يقصد أنه أكمل مهمته في تنفيذ اتفاقية السلام وإجراء الاستفتاء.
وأضاف: «وفقا لمقررات مؤتمر الحوار الجنوبي – الجنوبي الذي انعقد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حددت فترة انتقالية بعد نتيجة الاستفتاء يرأسها سلفا كير نفسه، وبعدها ستذهب الحكومة الانتقالية لإجراء انتخابات، والأمر متروك للشعب الجنوبي ليختار من يشاء»، مشيرا إلى أن توصيات الملتقى التنسيقي لولايات بحر الغزال جدد الثقة في سلفا كير للاستمرار في الحكم لخمس سنوات أخرى.
وقال إن مهام الحكومة في الجنوب بعد نتيجة الاستفتاء، أيا كانت، وحدة أم انفصالا، تحتاج إلى استمرار رجل تاريخي مثل سلفا كير، لأن التحديات والمهام كبيرة لما بعد الاستفتاء.
وتابع: «كير من مؤسسي الحركة الشعبية، وهو منتخب من قبل مؤتمرها العام، ومنتخب أيضا من شعب الجنوب»، وأضاف: «نحن الآن مشغولون بإجراء الاستفتاء، وبعدها سندخل لفترة انتقالية، ومن ثم تأسيس الدولة الجديدة إذا اختار الجنوبيون الاستقلال، وهذه تحتاج لوحدة الجنوبيين لبناء دولتهم الجديدة».
واعتبرت مصادر أخرى أن بقاء الرجل «مهم للجنوب وللحركة الشعبية التي يقودها» خلال المرحلة المقبلة لأسباب سياسية وأمنية في غاية الخطورة، في وقت كشفت فيه مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن واشنطن تفضل استقالة سلفا كير بعد استقلال الجنوب وترشيح شخصية أخرى من قيادات الجيش الشعبي لتولي المهام التاريخية.
وقال مصدر مقرب من سلفا كير لـ«الشرق الأوسط»، إن سلفا أفصح أكثر من مرة عن رغبته في التنحي بعد الاستفتاء وقيام دولة جنوب السودان كإنجاز تاريخي كفيل بإنهاء تاريخه الطويل به، وأشار إلى أن كير هو «أحد مؤسسي الجيش الشعبي في عام 1983 من ضمن ستة آخرين رحلوا» جميعهم، وكان آخرهم الزعيم التاريخي جون قرنق الذي شغل منصب النائب الأول للرئيس ورئيس حكومة الجنوب لمدة 23 يوما فقط، ورحل بعدها في حادث طائرة مشهور بعد أن وقع اتفاق السلام الشامل في عام 2005 مع الخرطوم ليتولي سلفا كير مهامه»، ويؤكد المصدر «زهد سلفا كير في المنصب لكنه أجبر على ذلك بعد رحيل قرنق باعتباره المؤسس الوحيد المتبقي بالإضافة إلى انتخابه عبر مؤتمر للحركة الشعبية في عام 1994، نائبا لقرنق».
ويقول: «إن سلفا كير يرى أن تحقيق السلام الشامل وإجراء استفتاء تقرير المصير من أكبر إنجازات الجنوبيين، وقد أسهم هو في ذلك بينما يعتقد أن المرحلة المقبلة هي مرحلة لقيادات سياسية وعسكرية مختلفة لبناء الدولة حال الانفصال بعد أن اعتبر مرحلته مرحلة سلام وتحرير».