الخرطوم – النور أحمد النور
الجمعة ٢ نوفمبر ٢٠١٢
تصاعد الجدل في الخرطوم في شأن التقارب بين السودان وإيران، في داخل الحكومة من جهة وبين السلطة والمعارضة من جهة اخرى، عقب ضرب اسرائيل «مجمع اليرموك للصناعات العسكرية» الاسبوع الماضي وزيارة سفينتين ايرانيتين حربيتين ميناء بورتسودان على ساحل البحر الاحمر في شرق البلاد.
وكشفت تقارير أمس أن قطاع العلاقات الخارجية في حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم فشل خلال مؤتمره الأخير في الإجابة عن سؤال طرحه وزير الخارجية علي كرتي أمام المؤتمر وجاء فيه: «هل من مصلحة السودان الإستراتيجية في علاقاته الخارجية الاتجاه إلى تعزيز علاقاته مع دول الخليج العربي لضمان الحصول على دعم مالي واقتصادي وتوسيع استثماراته، أم الاتجاه لتوثيق علاقته مع إيران لأسباب تتعلق بطبيعة التحولات المرتقبة في ملف الصراع الاسرائيلي – الايراني في المنطقة، ووقوع السودان في منطقة رخوة ستجعل ظهره مكشوفاً في حال اضطر للمشاركة في أي مواجهة».
وأفادت التقارير ذاتها أن الخرطوم لم ترد حتى الآن على طلب من طهران يحمل اقتراحاً بـ «تحالف مع السودان لحماية منطقة البحر الأحمر»، وذكرت أن الاقتراح لا يزال قيد الدراسة في مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية والحزب الحاكم.
وأضافت أن النقاش في مؤتمر قطاع العلاقات الخارجية في الحزب الحاكم كان ساخناً وشهد ملاسنات ما دفع بعض المسؤولين في القطاع الى مغادرة مقر المؤتمر الذي لم يقدم إجابة محددة في شأن سؤال وزير الخارجية.
الى ذلك أعلن نواب في كتلة «المؤتمر الوطني» المسيطرة على البرلمان، عزمهم على جمع تواقيع لاستجواب وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم حسين في شأن تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على البلاد وآخرها قصف مصنع اليرموك، توطئه لسحب الثقة منه.
ولم يستبعد رئيس لجنة الأمن والدفاع والعلاقات الخارجية في البرلمان محمد الحسن الأمين سحب الثقة من الوزير إذا ثبت وجود تقصير، ورأى في تصريح امكان أن يصدر البرلمان توصية غير ملزمة الى رئيس الجمهورية بسحب الثقة من الوزير. وينتظر أن يمثل حسين أمام البرلمان الاثنين المقبل لاطلاعه على تفاصيل الهجوم الإسرائيلي والخروقات الأمنية المتكررة على ولاية جنوب كردفان.
وفي السياق ذاته حذر تحالف أحزاب المعارضة الحكومة من خطورة التحالف مع طهران، وقال إن رسو سفن إيرانية في المياه الإقليمية للسودان بالبحر الأحمر يهدد الأمن في المنطقة، وطالب التحالف الحكومة بتقديم رد قوي على الاتهامات والمزاعم الإسرائيلية للخرطوم في شأن طبيعة مصنع اليرموك الذي تعرض الى قصف إسرائيلي الأسبوع الماضي.
وقال عضو هيئة تحالف المعارضة محمد ضياء الدين إن لإيران مطامع في المنطقة، وإن التعاون معها يستوجب الحيطة والحذر، وشدد على ضرورة قيام الحكومة بمسؤولياتها، مجدداً إدانته للاعتداء على مصنع اليرموك، وداعياً إلى توحيد الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات والاستهداف الخارجي للبلاد. وأشار الى أن جلاء الحقائق وإبراز الدوافع الحقيقية للهجوم الإسرائيلي يخدمان وحدة الموقف الداخلي ضد العدوان.
وفي السياق نفسه، قدم مجلس أحزاب الحكومة أمس مذكرة احتجاج على الاعتداء الإسرائيلي على «مصنع اليرموك» الى بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم. وطالب ممثلو الاحزاب الذين نظموا وقفة احتجاج امام البعثة الاممية أمس، بخطوات جادة في مجلس الأمن لمعاقبة إسرائيل على خرقها للقانون الدولي والاعتداء على السودان.
وفي واشنطن، أعرب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مراك تونر عن قلق بلاده من زيارة سفينتين حربيتين إيرانيتين إلى ميناء بورتسودان، لافتاً إلى أن أسباب الزيارة لا تزال مجهولة. وقال: «من الصعب معرفة التفاصيل المحيطة بالزيارة، نحن قلقون، لكن ليس لدينا تفاصيل أكثر في هذه المرحلة».
وأضاف: «لقد اطلعنا على المعلومات التي أوضحت أن السفينتين الحربيتين الإيرانيتين رستا في مرفأ بورتسودان، وبالطبع نتابع المسألة عن كثب»، مشيراً إلى أن بلاده «تراقب نشاطات إيران في المنطقة بانتباه شديد».