السودان بلد الفرص الضائعة

عبدالكريم ادم برك
السودان بلد متعدد الثقافات والديانات واللهجات والقبائل والاثنيات وبلد مترامي الاطراف وشاسع المساحة حيث يعد قبل انفصاله الي دولتين من اكبر الاقطار الافريقية مساحة وتاسع دولة في العالم من حيث المساحة ويجاور تسعة دول هذا قبل ان ينشطر الي دولتين وبه مواردطبيعية متجددة وغير متجددة وغني بثروات حيوانية وغابية ومعدنية متنوعة. ومصادر مياه متعددة واراضي زراعية خصبة ويعتبر مدخلا وبوابة لافريقيا والشرق الاوسط معا وهذا يعني ان السودان كان يتميز بموقعا استراتيجيا ويتمتع بخاصية تمكنه من نشوء قوة اقليمية في افريقيا والشرق الاوسط وهذه من اكبر الفرص التي ضاعت علي السودان وشعبه وهو الانفصاااااااال.
وبه قد تبددت فرصة ذهبية للسودان لقيادة القارة الافريقية بلا منازع وبلا منافس.
لان السودان يمثل افريقيا باثرها بتنوعه وبموقعه.
لكن التاريخ لايرحم ومن اضاعوا هذه الفرصة علي السودان هم جميع الحكومات الوطنية السابقة لها دور في ماطال جنوبنا الحبيب من ظلم ولكن لحكومة الانقاذ الوزر الاكبر والانقاذ وحدها تتحمل 90%من مسؤولية الانفصال.
والحكومات الطائفية والتقليدية والعسكرية كلها فشلت في ادارة البلاد بصورة ايجابية مما احدث خللا في شان الحكم وهذا بدوره ادي الي تفاقم واستفحال الازمة السودانية منذ بزوغ فجر الاستقلال الي يومنا هذا لذلك فشلت وكان الفشل نتيجة حتمية لضعف الوعي السياسي لتلك الحكومات لانها استخدمت الاساليب اللاعلمية واللااخلاقية في شان الامر العام في ادارة البلاد كالمحسوبية ، والمحاباة ، والتمييز ، والاقصاء ، والتهميش ، والعنصرية ، المقننة مؤخرا من جانب نظام الانقاذ.
فعم الفساد وتدهور الوضع في البلاد لان من جاءت بهم سياسات العنصرية في ادارة مؤسسات الدولة ليسو جديرين ولا مؤهلات لهم فانهارت المؤسسات . وباتت فارغة في مضمونها ومحتواها.
والحكومات السابقة اخطاءت ومن الملاحظ كانت اخطاء متعمدة ومقصودة فلا يمكن ان يتم تعريب السودان باكمله في حين ان السودان دولة افريقية ارضا وموقعا وبه مجموعات لا باس بها افريقية الاصل لكن درجت الحكومات السودانية السابقة علي تنفيذ استراتيجية دول الجزيرة العربية وجامعة الدول العربية الساعية والطامحة في التمدد والتوغل الي العمق الافريقي وتعريب المجموعات الافريقية قسرا واضطهادها ثقافيا واجراء عمليات ابدال واحلال لثقافتهم بالثقافة العربية. وهي من ابرز العوامل التي بددت فرص بقاء السودان موحدا وذلك بعد رفض الاقليم الجنوبي لهذه الممارسات ومقاومته لذلك قبل الاستقلال حتي الانفصال الذي وقع موخرا.
حيث كان الامر تفكيرا عقيما لحكام السودان حيث من الممكن ان تظل المجموعات الافريقية بثقافتها وعاداتها وتقاليدها وموروثاتها كما خلقها الله لكسب ود وبناء علاقات استراتيجية مع دول القارة الافريقية وكذلك المجموعات العربية لكسب ود وبناء علاقات استراتيجية مع دول الجزيرة العربية وبذلك من الممكن ان يكون السودان اكثر مصلحة ومنفعة من جميع دول الاقليم في الاطارين الافريقي والعربي وهذا بدوره سيمكن السودان من قيادة تلك الدول وستكون له الريادة والطليعة.
لانه لو حدث اعتراف بهوية السودان وبتعدده وتنوعه سياتي ذلك بخير وبتوافق ويمكن استغلال ماتبقي من فرص وسيكون سودان بمشاركة فاعلة وعادلة بين كل المكونات وفي مختلف
اجهزة الدولة ومؤسساتها سيكون هنالك سلام واستقرار وحينما يكون هنالك اعتراف ويكون هنالك توافق تام علي كيفية حكم السودان بالديقراطية وعملية التداول السلمي للسلطة بين الاحزاب السياسية.
سوف ينعم جميع السودانيين مسلمهم ومسيحيهم عجميهم وعربيهم ازرقهم وابيضهم لانهم سواسية عند الله والله وحده يعلم اختلاف الالسن والالوان والمعتقدات.
لكن الايدولوجية التي حكمت السودان ولا زال تحكمه لا تؤمن بذلك لذلك ضاعت عليهم الفرصة الذهبية ليمكنوا السودان من ان ياخذ مكانه الطبيعي في موقعه الاستراتيجي.
وقد تبقت فرصة ذهبية اخري للحفاظ علي ماتبقي من السودان موحدا وهي التغيير الشامل لمنظومة الحكم الحالي وقد حان الوقت ليشرق فجر مفعم بالحرية والسلام والمساواة .قد انتهت عصور الهيمنة والقرصنة والاستبداد السياسيين.
والسودان لا يستمر بهذه الكيفية الازلية والتقليدية والعفوية يحتاج وبشدة لعملية حداثة في ادارته وحكمه اما قبول التغيير واما قبول التغيير واما ذهاب السودان الي المجهول وسنقول كان لنا وطن اسمه السودان.
[email protected]
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *