السودان: الترابي يدعو إلى «ثورة انتخابية»
الخرطوم – النور أحمد النور
دعا زعيم «حزب المؤتمر الشعبي» السوداني المعارض حسن الترابي المواطنين إلى «ثورة انتخابية تعيد النظام الديموقراطي والحريات إلى البلاد». وقلل من فرص الرئيس عمر البشير في الفوز بالانتخابات الرئاسية من الجولة الاولى، ووصف الأوضاع التي يعيشها السودان بأنها «شؤم».
وقال الترابي أمام آلاف من أنصاره في ندوة نظمها حزبه في الخرطوم، إن البشير بدأ يخشى الآن من دخول جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل. وحمل في شدة على حلفائه السابقين في الحكم، لافتاً إلى أن عدداً مقدراً منهم ومن مرشيحهم يتصلون به سراً لتأكيد ولائهم لحزبه، وطالبهم بإبداء رأيهم صراحة في ما يجري في البلاد و «الخروج من زمرة الظالمين» في السلطة.
ووصف الحال التي تعيشها البلاد بـ «الشؤم»، لافتاً إلى أن كل اتفاقات السلام جاءت من الخارج. واعتبر الدستور والتشريعات السارية «نفاقاً وكذباً»، وانتقد الحزب الحاكم واتهمه بالتجسس عليه وتوزيع شريط منسوب إليه يهاجم فيه قوى المعارضة من أجل إحداث فتنة بين المعارضة.
واعتبر الترابي أزمة دارفور «شائكة»، ورأى أنه «حتى لو حُلت الأزمة، يظل الجانب الاجتماعي والغبن اللذان اعتبرهما أصعب من وقف الحرب». وأضاف أن «جيلاً جديداً نشأ في دارفور على الغضب، وهناك جرائم مازالت ترتكب في الإقليم، وثروات البلاد مازالت مهدرة في الحرب». وشدد على «ضرورة تحقيق العدالة»، لافتاً إلى أنه «لا حصانة في الإسلام»، في إشار إلى ملاحقة البشير من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في دارفور.
إلى ذلك، قال حاكم ولاية غرب دارفور المتاخمة للحدود مع تشاد أبو القاسم إمام الحاج إن اشتباكات قبلية مستمرة منذ الأربعاء الماضي أودت بحياة 21 شخصاً وأسقطت عشرات الجرحى. وقال الحاج لـ «الحياة» إن الاشتباكات بين قبيلتي المسيرية العربية والنوايبة الأفريقية في منطقة خور الرملة اندلعت بسبب نهب مواشي. وأوضح أن الاشتباكات أودت بحياة 11 شخصاً يومي الأربعاء والخميس وهدأت الجمعة لكنها تجددت السبت وأوقعت 10 قتلى من الجانبين،
وحذر من أن الأوضاع تنذر بمزيد من المواجهات المسلحة بعدما حشد الطرفان مزيداً من المقاتلين في المنطقة. وأشار إلى فرار أعداد كبيرة من الأسر من منطقة خور الرملة إلى مدينة نيرتتي، ما أفرز وضعاً إنسانياً يتطلب تدخلاً عاجلاً من المنظمات الإنسانية. واشار إلى نزوح أكثر من 30 ألف شخص في وقت سابق جراء اشتباكات وقعت بين القوات الحكومية ومقاتلي «حركة تحرير السودان» برئاسة عبدالواحد محمد نور في منطقة جبل مرة الاسبوع الماضي.
وكانت البعثة المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «يوناميد» قالت السبت إن زعماء قبليين في مناطق دريبات وسوق فانقا القريب من منطقة جبل مرة، أبلغوها بفرار نحو سبعة آلاف شخص من قراهم نتيجة للنزاعات الأخيرة بين القوات الحكومية و «حركة تحرير السودان» فصيل عبدالواحد نور. وأكدت البعثة في بيان أنها أرسلت فريقاً من منطقة كاس القريبة من جبل مرة للتحقق من الأوضاع هناك.
وعثرت البعثة أمس على جنديين فقدا بعدما خطف مسلحون أكثر من 40 من عناصر قوات حفظ السلام في دارفور. وقال الناطق باسم القوة المشتركة كمال سيكي لوكالة «فرانس برس»: «عثرنا على الرجلين بعدما تمكنا من تجنب القبض عليهما والفرار»، مضيفاً أنهما «في قاعدتنا في كاس (جنوب دارفور). وهما يعانيان بعض الجفاف لكنهما بصحة جيدة».
وخطف مسلحون الجمعة الماضي أكثر من 40 عنصراً من قوات حفظ السلام أثناء توجههم إلى جبل مرة لتقويم الاشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين، إلا أنهم أفرجوا عنهم بعد ذلك بيوم. ويعتقد أن الجنديين المفقودين كانا جزءاً من المجموعة.