السودان: اشتباك بين جيشي الشمال والجنوب
الخرطوم – النور أحمد النور
أعلن «الجيش الشعبي لتحرير السودان» الذي يسيطر على جنوب البلاد وقوع اشتباكات بين قوة استطلاعية تابعة له وأخرى تتبع القوات المسلحة الشمالية في منطقة قوق بار في ولاية أعالي النيل الجنوبية، ما أدى إلى جرح أحد جنوده.
وقال الناطق باسم «الجيش الشعبي» كوال ديم لـ «الحياة» إن قوة استطلاعية من قواته تتألف من 10 جنود اشتبكت السبت مع قوة استطلاعية من الجيش السوداني الذي «بادر بإطلاق النار»، في منطقة بين ولاياتي أعالي النيل الجنوبية، والنيل الأبيض الشمالية. واعتبر ذلك «خرقاً صريحاً من القوات الشمالية للحدود التي يفرضها اتفاق السلام»، مشيراً إلى أن جيشه رفع شكوى إلى مجلس الدفاع المشترك بين الجانبين.
وأضاف أن «الجيش الشعبي وجّه قواته في المنطقة بالتزام الهدوء وعدم المبادرة بأي هجوم إلى حين وصول اللجنة السداسية التي شكلها مجلس الدفاع المشترك أخيراً للتحقيق في الواقعة»، مؤكداً أن «الأوضاع عادت إلى طبيعتها».
إلى ذلك، أغلق رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت الطريق أمام التكهنات بإرجاء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، مشدداً على أنه لا مجال لذلك. وطالب الجميع بـ «احترام خيار شعب الجنوب». ودعا حكام الولايات الجنوبية إلى حض المواطنين على التسجيل للتصويت في الاستفتاء المقرر بداية العام المقبل.
وطالب سلفاكير لدى مخاطبته الجلسة الختامية لمؤتمر حكام ولايات الجنوب أمس، بفتح نقاش بين الوحدويين والانفصاليين، مؤكداً التزام حكومته «فتح الفرص للتبشير بالخيارين». وأوصى المؤتمر بالبدء في إجراءات نقل الجنوبيين إلى الإقليم، والعمل على إجراء استفتاء حر ونزيه.
لكن «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم انتقد سياسة «الحركة الشعبية لتحرير السودان» في الجنوب، معتبراً أنها «عديمة الصلة بالمواطن ولا تمثل تجربة إيجابية لتقديم خدمات أساسية واقتصادية وتنموية طيلة السنوات الخمس الماضية منذ اتفاق السلام». وقال نائب رئيس الحزب في ولاية الخرطوم محمد المندور المهدي إن «الحركة الشعبية قادت تيار الانفصال بصورة أوسع وأكبر من الوحدة، وأجبرت المواطنين على الاقتناع ببرامج الانفصال بكل أشكاله».
واعتبر أن «الانفصاليين من الحركة الشعبية يستخدمون لغة التهديد والوعيد لإقناع شرائح واسعة من المواطنين بجدوى الانفصال». ودعا «القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والوحدويين كافة على مستوى الجنوب أن يخرجوا من إطار القهر والضغط الذي تمارسه عليهم الحركة الشعبية وأن يسهموا في توصيل برامجهم بصورة واضحة».