الخرطوم 20 نوفمبر 2016 ـ فضت السلطات الأمنية مظاهرة نسائية بالخرطوم يوم الأحد في أحد الطرق الرئيسية بالعاصمة السودانية، احتجاجا على زيادة أسعار الدواء والغلاء الذي نتج عن رفع الحكومة لأسعار الوقود والكهرباء أخيرا.
JPEG – 15 كيلوبايت
رجل سوداني يحتج على ارتفاع أسعار الدواء ـ صورة من مواقع التواصل الاجتماعي
واحتشدت العشرات من النساء في شارع أفريقيا بالقرب من مطار الخرطوم الدولي، رافعات لافتات ترفض الزيادات في أسعار الدواء التي وصلت إلى 300% لبعض الأدوية.
وأكدت المتظاهرات أن احتجاجهن سلمي، لكن الشرطة وجهاز الأمن استخدمت القوة في تفريقهن بالقوة، وتعهدن بمواصلة الاحتجاج في الأيام القادمة اعتراضاً على الزيادة الكبيرة في أسعار الدواء.
وقالت ناشطة في الحراك النسائي لـ”سودان تربيون” ـ فضلت حجب أسمها ـ إن الدعوة للمظاهرة والتنسيق تم في “قروبات” للتواصل الاجتماعي “فيس بووك” رفضا لزيادة أسعار الدواء والغلاء، موضحة أن الشرطة تعاملت مع
المتظاهرات بقسوة وتم ضربهن وتمزيق اللافتات التي حملنها.
وأكدت أن دعوتهن للاحتجاج ضد الغلاء ستستمر الأيام المقبلة، موضحة أن التجاوب من كل عضوات “القروبات” النسائية التي تتجاوز عضويتها مائة ألف كبيرة وستزداد المشاركة في الأيام المقبلة، وزادت “في الغد سيكون لنا مظاهرة أخرى”.
وأضافت أن وجهة “القروبات” التي كانت تهتم بمواضيع نسائية بحته تغيرت وأصبحت تهتم بقضايا البلد والارتفاع المخيف في الأسعار الذي يسحق المواطنين.
وقرر بنك السودان المركزي قبل أسبوعين التوقف عن توفير الدولار لشركات استيراد الأدوية بسعر 7.5 جنيهات، ما يعني لجوء الشركات إلى السوق الموازي للحصول على الدولار الذي بلغ حاليا نحو 17.5 جنيه. وفي السابق كان البنك المركزي يخصص 10% من النقد الأجنبي المتحقق من الصادرات غير البترولية لدعم استيراد الأدوية.
إلى ذلك ما زالت صورة رجل سوداني تجاوز عمره الستين عاماً وهو جالس على الطريق حاملا لافتة كتب عليها “أنا المواطن السوداني أنور محمود أعاني من مرض السكري والقلب والقاوت لا أستطيع شراء الدواء ياعمر”، تثير ردود أفعال غاضبة ومتحسرة في مواقع التواصل الاجتماعي حيث انتشرت بشكل كبير.
ورصدت “سودان تربيون” بعض ردود الفعل في مواقع التواصل الاجتماعي فكتبت احداهن “ورب صمت مُبين..!!” بينما كتبت أخرى على الصورة “على قارعة الطريق رجل يرفع لافتة احتجاج شخصية على أسعار الدواء، بينما في شارع المطار تتجمع مجموعة صغيرة من النساء للاحتجاج ضد رفع الدعم عن الدواء وهن غير مكترثات بأنهن قلة، هذا النهار يقول إن الوقت قد حان، رياح التغيير التي لا تخاف المصدات تتهيأ لعاصفتها.. وأخيرا تعود للشارع ذاكرته”.
وكتب مدون “حروف تجسد الألم مع الدولة، لوحة اختذلت آلاف المقالات والتقارير لما وصل إليه الوضع، فالرئيس عمر البشير مسؤول عن توفير الخدمات لأي مواطن، ياريس اتقي الله في شعبك وانت مسؤول أمام الله في هذا المواطن الستيني”، فيما قال آخر “قاوموا.. واخرجوا للشوارع.. لنسقط الطغاة”.
وأغلقت أكثر من مائتي صيدلية بالخرطوم، السبت، لأكثر من 8 ساعات، احتجاجا على توقف بنك السودان عن توفير العملات الصعبة لاستيراد الأدوية، ما رفع أسعار الأدوية بنسبة تراوحت بين 100% إلى 300%.
من جانبه قال حزب الأمة القومي بيان تلقته “سودان تربيون”، الأحد، إن زيادات أسعار الدواء التي تم الإعلان عنها مؤخرا تعد عدوانا سافرا جديدا على السودانيين واستهداف للفقراء في ظل الارتفاع اليومي للأسعار، مضيفاً “موجة الغضب الشعبي العارمة لم يولها النظام أي اعتبار كعادته، بل سدر في غيه، واصفاً ذلك بإعلان حرب على الشعب”.
وأوضح “أن هذه الزيادات تعتبر إذعانا من النظام لشروط صندوق النقد الدولي؛ بغرض الموافقة على طلبات القروض المقدمة من قبل النظام لفك عزلته الخارجية وأزمته الاقتصادية على حساب المواطن الغلبان، في الوقت الذي يمنح النظام امتيازات جديدة لرموزه تحت مسمى الاستثمار، ما يكشف وجهه الكالح في إهدار صريح لحقوق الإنسان لاسيما حقه في الدواء والصحة والحياة لصالح جشع الاغنياء وارضاء جهات أجنبية”.
وشدد حزب الأمة على رفض الزيادات غير المبررة، موضحا أن صحة وحياة المواطن “خط أحمر”، دعيا المواطنين الى مقاومتها وإسقاطها بكل الوسائل السلمية، مردفا “سيكون الحزب في مقدمة الحراك الجماهيري ضد هذا العسف مهما كلف ذلك من التضحيات”.
وأعلن الحزب عن تضامنه مع المعتقلين من أطباء وسياسيين، ومناصرته للمواقف المشرفة للصيادلة الذين أعلنوا رفضهم ومناهضتهم لزيادة أسعار الأدوية.
وأكد موقفه الاستراتيجي في أزالة النظام الحاكم “الذي أهدر كل فرص الحل السلمي وعمد إلى السير في نهجه القديم المعادي للمواطن والمدمر للوطن، والذي بموجبه استنفد كل عوامل البقاء، لصالح نظام جديد يحقق السلام والديمقراطية والعيش الكريم”.