بقلم: أحمد قارديا خميس.
[email protected]
جدد عمر البشير رئيس السودان قبل يومين (من مدينة القضارف) التأكيد علي ان العام المقبل
سيشهد حسماً، للتمرد في جبال النوبة وستنظف القوات المسلحة الجبال (جبل , جبل )لافتا الي ان حسم المعارك في جنوب كردفان يليه التوجه صوب دارفور لبسط السلام وإعادتها سيرتها الاولي واضاف ( العايز يشيلنا ما بنديها ليهو والداير يجربنا يلحس كوعو ).
مثل هذه التصريحات ضد الجبهة الثورية السودانية قديمة كما وضحت في مقال سابق بعنوان ( تصريحات مناوي وعويل المؤتمر الوطني ) ,أما الجديد هو انه في فرفرة المذبوح , ويعيد ذلك إلي أذهاننا ما حدث في ليبيا , فمعمر القذافي (له رحمة لله ) عندما اوشك في نهايته ، صرح بمثل هذه التصريحات امام الجمهور واصفا المعارضة بالجرذان وقال : ( من انتم … اين اباءكم… الخ) . وطالباً لقواته بتنظيف ليبيا (دار دار ، شبر شبر, زنقة زنقة …..الخ ).
التصريحات التي اعلنها السفاح اقل ما يقال فيها أنها تتجاهل بالشكل التام وقائع المعارضة السودانية المسلحة ( الجبهة الثورية السودانية ), التي انتظمت ووضحت برامجها السياسية علي المجتمع المدني السوداني , وسيطرت علي معظم الأراضي في دارفور وكردفان والنيل الازرق , واعلنت انها ستتقدم صوب العاصمة. وان السفاح لا يري سوي المعارضة في الداخل ( الاحزاب السياسية السودانية ) وجزء منها تتغذي من فتات المؤتمر الوطني , وتقدم المبادرات , وهي في النهاية مبادرة لاطالة عمر النظام في الحكم .
ولكن لم يعد مهما ما يقوله السفاح , او اي شخص من نظامه الذي يتجه الي الانهيار النهائي , حتي لو اعتمد سيناريو مشاركة الاحزاب في السلطة لاقامة الحكومة العريضة , لان جزء من الاحزاب قد انتظمت وايدت برنامج الجبهة الثورية السودانية في وثيقة الفجر الجديد . اذ يجب ان يدرك الجميع انه في المرحلة التي تلي سقوط الخرطوم , من المستحيل ان تبقي المؤسسات الامنية والعسكرية وميلشيات الجنجويد وارهابي مالي والنيجر بقيادتها الحالية , فكلها متورطة .
المطلوب الان من الجبهة الثورية السودانية أن تتحرك بسرعة وان تحضِّر نفسها لإستلام المؤسسات العسكرية والسياسية , وان تتولي حماية الشعب وتنعم العدالة للجميع , وتعطي صورة ايجابية عن الوطن الجديد , ولا شك ان الفترة الانتقالية ستكون هي الأصعب.