الزعماء الثلاثة أبدوا الاستعداد للاعتذار والمحاسبة
نـدوة بجوبـا تتحول إلى محاكمة للترابي والمهــدي ونقد
جوبا: علوية مختار
نصبت شخصيات وقيادات جنوبية، محاكمة لزعماء الامة القومي الصادق المهدي، والشعبي الدكتور الترابي، والشيوعي ابراهيم نقد، لما ارتكبوه من اخطاء اثناء فترة قيادتهم للبلاد، واعلن الزعماء الثلاثة الاستعداد للاعتذار عن تلك الاخطاء وللمحاسبة والمساءلة.
ونادت اصوات من المداخلين في ندوة عقدت ببرلمان الجنوب امس بانفصال الجنوب، وطالبت المؤتمرين بجوبا بحصر نقاشهم تجاه ترتيبات ما بعد الانفصال باعتباره امرا واقعا، ووجدت تلك الاصوات تأييدا محدودا من قبل المشاركين في الندوة عبروا عنه بالتصفيق .
ووجه متحدثون في الندوة اتهامات مباشرة لزعيمي الامة والشعبي بالنسبة للمرارات التي لحقت بالجنوب والسودان ،ووجه احد المتحدثين اتهاماً مباشراً للمهدي، بالضلوع في احداث جسيمة وقعت في عهده في منطقة دربين والجبلين،وقال انه تفاجأ بحضوره لجوبا وإعتلائه منابرها واستقباله بحفاوة.
وقال المهدي في الندوة «نحن الآن نقف فوق جبل وتحتنا هاوية كبيرة، التحدي امامنا ان نصمد او نسقط «،وحذر من ان سقوط السودان يعني سقوط القرن الافريقي باعتباره دولة محورية، واكد ان امام البلاد فرصة لهندسة سياسية لتقديم نموذج لنظام سياسي حديث وديمقراطي يحترم اللامركزية والتنوع ،ومساءلة كل من ارتكب اخطاء في الماضي، وقال ان امام السودان خيارين اما ان يكون دولة ثقافة واحدة وسلطة قاهرة يقود لاستمرار الحروب الاهلية والتدخلات الاجنبية وتمزيق النسيج ،او بناء دولة يدرك فيها اخطاء تجارب الماضي وتقوم على ميثاق وطني يعم كل القوى السياسية .
ودافع المهدي عن الاتهامات التي وجهت اليه بالوقوف ضد نيفاشا، وذكر ان حزبه ايد الاتفاقية ،وقال انه صاحب الفكرة الاساسية التي تكونت فيها اتفافية نيفاشا،
ونفى ان يكون تجمع الاحزاب بغرض تسويق الوحدة، مشيرا لاحترام خيارات الجنوب ايا كانت، واكد ان انقلاب الانقاذ يمثل اكبر محاولة لحسم قضية الهوية بالقوة.
من جهته، اكد سكرتير الحزب الشيوعي، محمد ابراهيم نقد، ضرورة تحقيق المصالح المشتركة للجنوب والشمال، واعتبر المجتمع السوداني متديناً بفطرته.
من جهته، اعتبر الترابي، تعدد الديانات لا يمثل مشكلة للسودان وقال ان «الشريعة تعني تسارع الحياة واغلب النواهي في الدين ليست للدولة وانما للانسان وحده»، وتساءل عن اسباب منع التعدد، ورأى عدم وجود مشكلة في ان يقوم بنك تقليدي في الشمال، واخر في الجنوب واسلامي في الجهتين، مؤكدا ان الغرب لا يحتمل اقتراب الدين الاسلامي من السلطة.
واقر بوجود اخطاء فيما يتعلق «بالجهاد» ايام الانقاذ الاولى، وذكر ان اية حرب لها افرازاتها وفسر الجهاد على انه جهد ومساعدة.
من جهته، أكد نائب رئيس «الحركة الشعبية»، مالك عقار، ان الكل بدون استثناء مسؤول عن اخطاء وقعت للبلاد ،ودعا الى ضرورة ان يعمل مؤتمر جوبا لايجاد الحلول الناجعة للتنوع بالبلاد، وقال ان ما خلق اشكالية الحرب هو ان الشماليين يريدون تحويل كل الثقافات الموجودة الى» عربية»، محذراً من ان ذلك سيقود الى الانفصال وتمزيق السودان ، واضاف «اذا ذهب الجنوب ستذهب دارفور والنيل الازرق ولا ندري الى اين؟، وربما سينضم بعضهم لليبيا وتشاد وما سيبقى فقط هو مثلث حمدي».