الذراع الطويل: دروس وعبر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الذراع الطويل :

دروس وعبر

عامر اللكه كوكو

 

– نحتفل هذه الأيام بالذكرى العاشره لعملية الذراع الطويل … التي يسميها البعض (غزوة الخرطوم) كما يحلو للبعض من ذوي الخلفيه الفكريه الاسلاميه ، او محاولة فتح الخرطوم كما أسميها انا . هذه الحادثه جديره بالوقوق عندها مرارا وتكرارا واستنباط واستلهام العبر منها لروعة الحدث وجراءة التنفيذ .. وانها برغم عدم وصولها لهدفها المنشود ..!  الا أنها  تركت بصمات واضحه في تاريخ السودان الحديث .

الدواعي والأسباب

جاءت العمليه في وقت تحكر فيها النظام تماما علي كرسي السلطه في السودان وتنكر علي كل الأحزاب والقوي السياسيه الاخري وعموم السودانيين ( جينا لإنقاذ السودان حسب قولهم ) وغطسوا حجر السودان وضيعوا ثروات البلاد   …. وضيقوا علي المواطن عيشه ، واستاثر قلة علي السلطه وازاحوا عن طريقهم كل من خالفهم الرأي او الفكر ( فكرهم واسلامهم السياسي المعلول  ) … استعدوا كل الهامش السوداني الذي ينادي مستغيثا ويشكوا ضعف الخدمات الاساسيه ويستجدي التنميه عبر كل الحقب التي مرت بالسودان  ولا حياتي لمن تنادي …. وغاب السلام عن كل السودان شرقه وغربه وجنوبه حتي وقت تنفيذ العمليه ( العام 2008 ) . والنظام يمرح منتشيا مستمتعا بالقتل والقصف الجوي البغيض لشعب دارفور وجبال النوبه النوبه والنيل الأزرق في قراهم وشعابهم حتي في معسكرات نزوحهم بعد ترحيلهم قسرا من مناطقهم ، واكتظت السجون والمعتقلات بمخالفي نهجهم السقيم من أبناء السودان الشرفاء بمختلف سحناتهم وجهاتهم ( كاتب المقال حينها في غياهب سجن كوبر جراء فريه وتهمه يقضي جراءها حكما بالسجن خمس سنوات ) … كل الظروف المحيطة كانت تحتم قيام هذه العمليه وضرورة العمل للتغير ورفع الظلم عن كاهل السودانيين حتي في الشمال الذي ينتمي إليه خاصة النظام ممن تنكرو علي اهلهم أنفسهم ( معظم الشمال يعني التهميش أيضا ..!! ) وخاصة أن المجتمع الدولي كان يحيك مكرا كبارا تجاه السودان في الظلام … تجلي للعيان جليا في انقسام جنوب السودان الحبيب وهذي وحدها تحتاج أكثر من مقال . جاءت العمليه في وقت أعلن فيها رأس النظام عمر البشير ( طاغوت العصر وفرعون هذه الامة )  الحرب بصورة واضحه علي جميع خصومه السياسيين ( نحن جينا بالبندقيه والعاوز يشيلنا يجي بالبندقيه )  ..

الإعجاز وروعة التنفيذ

حققت العمليه المفاجأة .. والنظام ماضي في غيه وسخفه البغيض يمتص دماء الشعب السوداني .. ويروع الآمنين في كل بقاع السودان حتي الخرطوم ( عاصمة البلاد ومركز التنميه علي حساب الهامش ) … دخل اشاوس العدل والمساواة ام درمان ( عاصمة السودان التاريخية ) في وضح النهار في جمعه مباركه بطريقة ازهلت الجميع حتي النظام نفسه فسماها  ( قفزه في الظلام ) اعترافا بشجاعة القائد وقوة عزم الرجال … لم ينهب الداخلين أحدا ولم يعتدوا علي الغير من غير المقاتلين من سدنة النظام … اشتروا الماء والطعام بحر مالهم ولا يأخذون  إلا ما اعطوهم طوعا بشهادة الجميع … لم يحطموا المؤسسات لأنها ملك للشعب ولم يغتصبوا ولم يقلعوا نخلا ولم يفشوا غلا … العمليه برغم فشلها بمعايير  الحرب لانسحابهم برغم مقدرتهم علي فصل ام درمان واعلانها منطقة محرره ( أسباب الفشل يستحق مقال منفصل ) .. إلا أنها رسخت لقيم واكددت مقدرات السوداني وعزمه وصموده. وكشفت عورة النظام وضعفه .

الدروس والعبر

– من اهم العبر والدروس  المستقأة من العمليه ( الغزوة ، التحرير ) .. أنها اكددنت ضرورة  العمل الجماعي لكل قوي المعارضه خاصه في عمل كبير وقومي مثل تحرير الخرطوم عاصمة البلاد ( العمليه نفذها اشاوس العدل والمساواة وحدهم دون غيرهم ) .

– ونستلهم منها كذلك وجود القائد وسط رجاله وجنوده ضرورة لنجاح العمليه والتذكير بالأهداف .. كما رأينا في دقة التنفيذ وروعة الأداء من حيث الالتزام بالقيم والأهداف .

– نستلهم من عملية الذراع الطويل أن القوي بسلاحه وجبروته وعتاده ضعيف والمظلوم قوي بفكره وعزمه وإصراره  ( إعداد الضحايا من الجنود في صفوف النظام ) .

– وأخيرا الاعلان عن نهايه المعارضه المسلحة ليس نهاية للقضيه… فجزوة الثورة مستعرة ولو تبقي شخص واحد يحمل السلاح ويحمل قيم ضرورة التغيير والإصلاح .

التحية لجميع شهداء الثوره علي رأسهم الشهيد البطل خليل ابراهيم قائد ركب المهمشين

التحيه للشهيد الجمالي حسن جلال الدين واخوته من الشهداء الكرام … الشهيد ابورنات وفضيل رحومة وأبو زمام الكير والشهيد محمد الحسن و حسين فولفو وكونقرس وحماد شطه وارتال الشهداء الذين قدموا دماؤهم رخيصة لتراب هذا الوطن .

التحية لقادة الذراع الطويل الذين قدموا ارواحهم وجهدهم او ما زالوا علي الدرب قابضين علي الزناد … الرفيق  عشر وصندل والواثق بالله واخوته  ( البدريين  الافذاذ ) .

التحيه  لقادة وجنود وأعضاء وشعب ومناصري العدل والمساواة في كل بقاع الارض .

التحيه للشعب السوداني البطل من قبل ومن بعد الذي يعاني شظف العيش وضيق الاوضاع

النصر قادم لامحاله لصدق القضيه وعدالة الخالق والثورة مستمره .

 

عامر اللكه كوكو النور

امين التأهيل والتدريب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *