أفق جديد
بقلم: حافظ المصري
سألني عدد من المشفقين قائلين البلد دي ماشة وين؟؟؟ أمسكت عن الرد حتى لا أزيد اوجاعهم اوجاعا!!! بسبب ما نحن فيه من كوارث وأزمات وافق مسدود غير قادر على الحل ثم عدت وسالت نفسي لماذا لم ارد؟؟؟ مادام ان الاجابات واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار !!! فوجدت نفسي مجددا الوذ بمبرر آخر وهو أن هناك مايجعل الواقع ملبد بالغيوم ومفتوح على كافة الاحتمالات ما يستدعي التأني فاشرت في حواري الذاتي للحجر الصحي بسبب كرونا الذي ينذر بحالة مجاعة ان لم يتم تدارك الأمر !!! ومررت بالأزمة الاقتصادية التي فاقت حد احتمال السواد الأعظم من الشعب !!! فلفت الي الصفوف التي تطاولت بحثا عن متطلبات الحياة الأساسية يضاف إلي ذلك اشتعال الصراعات بين بعض مكونات قوى الثورة التي منحت الثورة المضادة البيئة الملائمة للانقضاض متى ماحانت ساعة الصفر وفي سري قلت من المسؤل عن ذلك فوجدت أن الجميع يدرك الاجابة فصمت!!!
*ثم ان الخطر الأكبر الذي بات يهدد الوطن باكملة ووحدته تتسرب من بين أيدينا هو عودة المواجهات القبلية الدامية ماينذر بكارثة قد تفتت جسد البلد المنهك بالمشكلات كل هذه المشاهد تكرر باستمرار ومازال ساستنا واحزابنا لا يكترثون لمالاتها ومازالوا يرون أن حركات الكفاح المسلح هي العدو مع ان بدونها لا سلام ولا استقرار ولا أمن والنجاح للفترة الانتقالية
* وما بين الآمال العراض التي ينتظرها الثوار من ثورتهم بعد اقتلاع النظام في ظل المتاريس الموضوعة أمام قطار الثورة تذكرت أن ذكرى عملية الزراع الطويل التي حملت الكثير من الرسائل والدروس والعبر لمن يعتبر لا لمن يكابر!!!! لماذا لأن العملية هي التي هزت عرش وأركان النظام المخلوع وجعل اي مستحيل في نظره ممكنا مرت الذكرى وكأنها حدثا عادية لا يستوجب التوقف !!! رغم ان التاريخ لم يسجل في مضابطه القديمة ولا الحديثة ان حركة مسلحة قاد رئيسها وكبار القادة في هيئة شؤون رئاستها وأركانها متحركا مدججا بالأسلحة الثقيلة والخفيفة وقطعت نحو الف وثمانمائة كيلو متر لتصل لقلب العاصمة وقادت معارك داخل المدن وعلى الجسور لكنها لم تستهدف مواطنا ولم تدمر مبنى اي قيم واي أخلاق هذه
*نعم أنها حركة العدل والمساواة السودانية التي أسسها الشهيد الدكتور خليل إبراهيم الذي قاد عملية الزراع الطويل بنفسه، خليل كان يراه الكثيرون أنه المنقذ لانه إذا قال فعل خاصة بعد العملية الجريئة التي رسمت ملامح حركة تستطيع ان تفعل مالم يفعله الآخرون وهم أكثر ضجيجا مؤكدة المقولة الشعبية السواي أحدا
* نعم أنها الحركة التي لم تتحدث يوما عن القبلية ولم تمجد الجهوية بل طرحت مشروعا نال رضا استحسان أهل السودان فكان قادتها يمثلون كل السودان على سبيل المثال اللواء إبراهيم ابورنات من كرفان والدكتور الواثق عبدالله من شندي ويجلس على هيكل قيادتها أمناء لكل أقاليم السودان هم نواب الرئيس بحكم مواقعهم
*كثير مما ظلت تطرحه الحركة في مشروعها السياسي أصبح مطلب تم تضمينه فيما تم الاتفاق عليه في مفاوضات جوبا التي لم تصل لمحتطها النهاية رغم أن الوثيقة الدستورية حددت الستة أشهر الأولي للسلام والآن تجاوزنا العام ومازال السلام بعيدا منها العودة للاقاليم
*ما يدعو للدهشة والاستغراب ان قوى بالحرية والتغيير تزايد على حركات الكفاح المسلح وهي لا تملك ربع معشار ما تملكه العدل والمساواة في سجل نضالاتها فعلى حكماء السودان ان بقي هناك حكماء بيدهم الفعل ان يعملوا ليل نهار لتحقيق السلام الشامل فإن مضي خليل الي ربه شهيدا من اجل مشروع أمن به هو ورفاقه تسلم من بعد الدكتور جبريل الراية متعهدا بأن ترسو سفينة العدل والمساواة على بر وطن ينعم فيه السودانيين بالحرية والمساواة والعدالة ومايدعو للانتباه والتوقف قوله إن دارفور لن تكون ميدانا الحرب بعد اليوم؟؟؟ فليتنا ندرك وليتهم يعقلون
أفق أخير
الزراع الطويل عملية يجب أن توثق