الشعب السوداني أمة عربية أفريقية منسجمة ومتميزة بتصوفها، وأهل خلق وبصيرة يدرك مفهوم ومعنى الإخلاص والمتابعة شرطا العمل وأساسا العبادة ليكون المبتغى والمقصود وجه الله وابتغاء مرضاته، وأن السلف الصالح تكلموا لعز الإسلام، ونجاة النفوس، ورضا الرحمن، وتكلم الانقاذيون لعز النفوس، وطلب الدنيا، ورضا خلق يتسنمهم سلطان جائر، فلا قصر ولا منشية هي للجاه، للسلطان، هي للتمكين الدنيوي *ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين* صدق الله العظيم.
وطبيعة هذه الرحلات المكوكية في ميادين العمليات “الأمن مستتب والحكومة حاضرة …” تهليلية ترويجية، هي للرياء والسمعة وإظهار مدى الطاعة والعبادة للجاه والتزين بها أمام الخلق في الفضائية والرغبة في مدحهم على العبادة وطلب المنزلة في قلوب أهل السلطان وأئمة النفاق الديني وإظهارها لطلب الدنيا والمزيد من المال والرئاسة،،، “مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ أَفْشَى اللَّهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ”، والميزان إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. وحيث أدمن النظام الإنقاذي الفشل بمجاهرة طغيان الفساد وتقسيم البلاد وإنتشار الإحتراب فكان طبيعياً الإنهيار الإقتصادي فصار يبحث عن خلق الفتن وإفتعال الأزمات لتوجيه الشعب وانشغاله بأمور انصرافية بعيداً عن المظاهرات المطلبية وشدد من قبضته الأمنية. فإهدار المال العام أمنياً والدولة في أحوج حالاتها له واستعراض الفتونة في غير مبتغاها والعناد في الترويج الجزافي لحلم نصر منشود للحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني بعد فشل المنظومة العسكرية الأمنية والسياسية في إدارة شأن الدولة، كلها غطرسة طغيان وإستمرارية إستبداد أئمة النفاق الديني لتغطية عوراتها والخوف من زوالها ومحاسبتها على جرائمها وغاذوراتها. وعندما تحركت القوي السياسية “الأمة” بضعف وبمحدودية حركتها المقيدة لوقف الاحتراب وعودة الثوار حملة السلاح للإجماع الوطني سياسياً وُجِهَتْ من الرئاسة المتغطرسة بالسخرية والسباب وإتهامهما بالخيانة والتآمر لطمس معالم برنامج المصالحة الوطنية ومصادرة المؤتمر الدستوري الجامع، والحقيقة تخشى الإنقاذ عودة الأحزاب للإتصال بجماهيرها لتحريك الشارع فالانتفاضة وإزالة الفساد وكنس أئمة النفاق الديني.
سكان المخيمات ومعسكرات الفاقة والتهجير القصري منعت حكومة المشير هارب العدالة الدولية منهم إيصال المساعدات الإنسانية وقطعت يد العون والإغاثة وليس لهم من الموت الرهيب العزاء والسلوى وأصبح الحزن بل الفرح لنصيب قد زاد وفرة في سد رمق الجوعى والعطشى فالأحياء أولى بالرعاية فهل كانت تحمل الطائرة المنكوبة أدوية أو معين إغاثة؟.
اللهم تقبل ضحايا الاحتراب والفاقة والمرض وأن تسود قيم العدالة والمساواة في بقايا الوطن الحبيب وأن ينعم أبناءه بالحرية والديمقراطية وكريم العيش.
المهندس/ علي سليمان البرجو
عد الفرسان/ نيالا
971506521662+
[email protected]