الدوحة لا تملك أدوات سلام دارفور
محمد ادم فاشر
بالطبع ان الأخوة الذين توجهوا نحو الدوحة يبتغون السلام شان يخصهم أولا وأخيرا وقناعتنا ان الذين انضموا لهذه الحرب يمكن ان يترجلوا متى ما شاؤا ولان لكل إنسان ظروفه الخاصة وبل دوافعه للحرب من يري ان أهدافه قد تحقق أو يمكن ان تتحق بهذا القدر من المجهود الحربي عليه ان يتجه إلى الدوحة أما الأخوة الذين اشعلوا الحرب في دارفور بدعوى التحرير لا يحق لهم التوقف في منتصف الطريق اما بلوغ الهدف او الاستشهاد من اجل الهدف دونك الشهيد خليل ابراهيم ترك الدوحة حارة والبشير يرقص في احدي قاعاتها وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام ونحن أهل دارفور لقد تحملنا وما زالت ويلات حرب لم نستشار في إشعالها من حقنا علي الأقل إبداء الرأي
وفيمايخص الأخوة المتواجدين في الدوحة إذا قرروا السير في طريق ذات تجاه واحد فهذا أمر محسوم النتائج والمؤسف الأمر تبدو هكذا للكثير وأتمنى ان أكون مخطئا في ذلك وفي كل الأحوال هذا ما أريد قوله
(١) مجهود عقدا كاملا من الكفاح والنضال لا ينبغي ان يضيع هدرا بسبب لحظة غضب ان أمامكم مازالت فرصة سواء وقعتم الاتفاق أم لا من المؤكد تراجعون موقفكم من الحرب ونحن لا نقول لكم الان استمروا في الحرب ولكن لا تسلموا أسلحتهم ولا تضعوها تحت تصرف الحكومة ليس فقط هناك من في حاجة إلىها لمواصلة المشوار بل سوف تحتاجون إليها لاحقا لان السلام والعهد مع هذه الحكومة تندرج في باب المستحيل أنكم تعيشون الان وتروا بأم أعينكم ما انتهت إليها حركة التحرير والعدالة و لم يحدث ان تعرض دارفور وأهله للازلال مثلما حدث في ظل هذا الاتفاق وامامكم المثل القائل الشقي يري في نفسه والسعيد في غيره و الخيار بين يديكم
(٢) الوثيقة
التى أمامكم لم تكن سوى شروط الحكومة وبعض العروض المسمومة تمت صياغتها بطريقة يقبل أكثر من التفسير تمت تمريرها بواسطة سيئ السمعة إبراهيم قمباري اما الأخوة القطريون علي يقين كامل لا احد منهم اضطلع علي الوثيقة
(٣) الوثيقة
غرضها تجريد الحركات الثورية من السلاح وان معالجة الوضع في دارفور مدخله توفير الأمن للمواطن ولذلك إذا أردتم تحقيق أمرا جادا اطلبوا فقط من الوساطة إرغام الحكومة علي نزع سلاح الجنجويد طالما تحتفظ بأكثر من ثمانيين ألف جندا في دارفور وهو المقياس الوحيد لجدية الوساطة والحكومة معا ولا يمكن التصور في صناعة السلام والحكومة والوساطة ويتجاهلون دور المليشيات التى تتوافد من كل غرب أفريقيا علي مدار اليوم ويعيشون فسادا في الإقليم ولا يرونهم خطرا علي السلام
(٤) الوثيقة
لم تحمل أي تصور لمعالجة العنصرية الممارسة اعترف بها أعضاء الحكومة من بينهم الذي يجلس أمامكم أمين حسن عمر
(٥) الوثيقة
تحاول تجزاة قضايا لا يمكن تجزاتها مثل الاقرار بالحريات العامة واستقلال القضاء والتعبير وغيرها من المبادئ العامةالتى لا يمكن ان تحرم منها أقاليم السودان وتقرها في دارفور وبل حدث العكس تماماً ما جري في نيالا من التظاهر مكفول بموجب الاتفاق ( الوثيقة) ولكن الذي حدث من اسلوب القمع لم يحدث حتى في باقي أجزاء السودان بل في تاريخ السودان علي الاطلاق ولاحتقار الوثيقة وصلت مرحلة منسوبي للحكومة المعنين بتنفيذ الاتفاق يقولوا لم نقرا الاتفاق وإلا مستعدين لضياع الزمن للاضطلاع عليها كما قاله حاكم شمال دارفور بحضور ثمانية من عضوية الحركة وبل أضاف (في كتار جو ومشو أنتو أخذوا مدتكم وأمشوا ننتظر غيركم)
(٦) الوثيقة
تتحدث فقط عن دارفور جغرافيا مع ان القضية أكثر إلحاح للمنتمين لدار فور خارج الإقليم وهذا بالضرورة يقصي نصف سكان الاقليم وحتى بعض المناضلين الذين يعيشون خارج الإقليم من دور لهم في الاتفاق من الأساس وقد كان ذلك تبسيط مخل للقضية والغريب ان أعضاء لجنة التفاوض لحركة التحرير والعدالة في ملف السلطة والبالغ عددهم ثمانية أشخاص لم يوافقوا علي وثيقة الدوحة ولم يذهبوا إلى السودان الا اثنان منهم احدهم االمهندس ابراهيم بنج من سنار وبمقتضي الوثيقة التى وقع عليها لا يعنيها في شئ وكان من المفترض ان يكون هو اول الرافضين حتى لا يكون جزء من شئ لا يعنيه الثاني السيد وزير الدولة محمد فضل هو الآخر لا يوجد مبررا لوجوده لان المكون الذي جاء منه انسحب من حركة التحرير. والعدالة ومن الاتفاق معا وهي مجموعة عبد الشافي أما كبير المفاوضين الذى كان ضمنيا عضو في اللجنة هو الرجل الذى قضي أكثر خمسة عشر سنة في العبودية حسب الاعراف لا يصلح للعمل القيادى في الاساس ولكن (لله في خلقه وحركة تحرير والعدالة شئون)
(٧) السلطة الانتقالية
سلطة وهمية حسبما جاء التعريف لها في الوثيقة لانها لا تستطيع انتزاع سلطات حكام الولايات وبالضرورة لا تستطيع انتزاعها من المركز وبالتالي مجرد هياكل تنظيمية لا تعريف لها هو ما نشاهدها صالحة فقط في بيانات الإدانة حتى في قتل منسوبيها والاغرب هناك من يقول أنا قتلتهم مع ذلك تعجز حتى تحريك الإجراءات القضائية ناهيك من رد الفعل السياسي
وعلي كل الأخوة الذين يرغبون في توقيع اتفاق السلام مع الحكومة عليهم ان يبتعدوا نهائيا ًمن المشروع الفاشل لحركة التحرير والعدالة ومن الوثيقة لانها لا تجلب السلام للإقليم ولا الأمان لموقعيها وعليهم التفاوض في كل شئ
(٨) وقبل هذا وذاك وعليهم معرفة وجهة نظر الحكومة في أسباب النزاع في دارفور وأمين حسن عمر قال قبل ثلاثة أسابيع تقريبا ان مشكلة دارفور في كتاب سيف والنار وكل من يرغب السلام مع أمين حسن عمر عليه الاضطلاع علي كتاب السيف والنار للسلاطين باشا وقته تدركون تماماً ان أدوات حل مشكلة دارفور لا توجد في الدوحة وإلا الوساطة حتى مؤهلة لفهم المشكلة
مازلنا نقول للقائمين بأمر المنبر فان جزء من حركة العدل والمساواة وقع اتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة بالتأكيد افضل للمصداقية من القول حركة عدل والمساواة وقع اتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة بالرغم من أهمية الإعلام ولكن هنالك حقائق لا يمكن تجاوزها بالصوت العالي فان أخبار التى تتصدرها تلفزيون الجزيرة في نشرتها الرئيسة بشان هذا الموضوع لا يضيف شيئا الموقعين ولا للمنبر بقدرما كانت خصما علي المصداقية و لا يمكن تسويق الموقف علي الوجه الخطأ فالأفضل تسمية الأشياء بمسمياتها حتى لا تطال الشكوك كل الفعل. علما بان المصداقية شئ واحد لا يقبل القسمة وأخيرا نتمنى من الاخوة القطريين ان يدركوا حقيقة ان مشكلة دارفور لا يمكن علاجها في دارفور وان علاجها الوحيد تأسيس نظام ديموقراطي حقيقي في إطار السودان الموحد وهو العلاج الذي من الصعب جداً ان نجدها من الدوحة. فا……………………..
[email protected]