الخرطوم والمعارضة التشادية يخططون لهجوم وشيك علي شمال شرق تشاد
رغم الجولات الماكوكية لدبلوماسي البلدين وما تناقلته الوسائط الاعلامية والإبتسامات الصفراء بين الطرفين السوداني والتشادي و التصريحات المبشرة لشعب البلدين بقرب إنفراج الإحتقان السياسي بين الخرطوم وانجمينا ، ولكن كانت ذلك في محيط القشرة الخارجية ولكن في اللب امر اخر هنالك مؤامرة تحاك بعيداً عن الاضواء في مباني الاجهزة الأمنية في كل من كافوري ببحري والجنينة ودنقلا ، والقيادة الغربية في الفاشر وتكمن الأمر في هجوم ينفذها المعارضة التشادية علي حكومة ادريس دبي ووقع الإختيار في هذه المرة علي الجانب الشمالي الشرقي بدلآ من شرق تشاد كمثيلاتها من المعارك التي خاضتها المعارضة التشادية وباءت اغلبها بالفشل والغاية من تغير مسار الهجوم ناتج عن التواجد الكثيف لقوات التشادية في شرق تشاد.
ابعاد المخطط :
البداية – إجتماع أمني في مقر جهاز الأمن في كافوري بالخرطوم بحري ضم كل من نافع علي نافع، محمد عطا ونائبه عبدالغفار، ومطرف صديق، واللواء عصمد والفريق الدابي الذي قدم من نيالا في نفس اليوم وعبدالله مسار الذي عزل لاحقا واؤكل اليه مهمة اخري في جنوب دارفور لكسر شوكة التمرد العربي وضمان ولاة اهل الضعين للمؤتمر الوطني. الاجتماع كان في 5 اكتوبر 2009 والاجندة علي الطاولة :
الضغط علي حكومة ادريس دبي وإمكانية تغير نظامه .
كيفية ارضاء الحليف اسكوت غريشين ممثل اوباما وعدم احراجه او وضعه في موقف محرج لدي صناع القرار في امريكا علما بانه طلب من حكومة الخرطوم تطبيع العلاقات مع الجارة تشاد ليضاف الي رصيد إنجازاته.
المخافة من هجمات تشنها حركة العدل والمساواة مع حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد بإنتهاء فصل الخريف.
بعد ضرب الاخماس علي الاسداس ثواثقوا علي المكر واجمعوا علي زعزعة النظام التشادي وتغيرها باطنيا ، وخارجينا بدعاية تطبيع العلائق الدبلوماسية ، وقهقه الجميع في صمت وقالوا ضرب اكثر من عصفور بحجر واحد ، والفكرة الشيطانية كانت من بنات افكار اصغرهم رتبة ومكانة المخبر عبدالغقار، وهذا المكر في الماضي حكرا لكبيرهم صلاح قوش الذي ابعد لارضاء الدينمو نافع صاحب مكينة الرئيس وتم تشكيل لجنة عمل يضم كل الحاضرين مع اضافة اثنين اخرين هما غازي صلاح الدين ووالي شمال دارفور كبر.
في 7 اكتوبر حط نافع علي نافع في مدينة الجنينة ومعه الفريق الدابي واللواء عصمد واقاموا اجتماع مع المعارضة التشادية لنحو ثلاثة ساعات لشرح جانب من المخطط .
في 10 اكتوبر طار غازي صلاح الدين ومعه الوالي كبر دون سابقة إنذار للعاصمة التشادية انجمينا لتسويق الفكرة ( اللغم الملفوف بالورود) والاتراك بارعين في ضغضغة المشاعر واظهاروجه البراءة الاسلامية الممزوجة بشي من القسم والتواضع كما فعلوها في عهد الاستعمار العثماني، وعرض تطبيع العلاقات وكان يعرف ما يقلق التشادين علي وهي المعارضة التشادية الحليف الاستراتيجي ، وكان كرت الضغط عند التشادين ، قالوا طيب ما دام عايزين علاقات سلمونا المعارضة الموجودة في طرفكم، العتباني لم يرفض الطلب ولكن قال الوقت غير مناسب ونتركها لبعد التطبيع ولكن نبعدهم 500 كيلومتر من الحدود التشادية السودانية ثم نطلب منهم الدخول في محادثات معكم اذا رفضوا الامر بعدها نجردهم من السلاح ونسلمكم القيادات ، وسكت العتباني لكن مسئول الامني التشادي قال انتوا عايزين شنو فرد عليه عايزين تطبيع علاقات ، جاء سؤال اخر بس هذا كل ما تطلبونه فرد غازي عايزين تخرجوا حركة العدل والمساواة من اراضيكم ، قالوا الناس العدل ديل ما قاعدين في تشاد وانتم عارفين ، تململ العتباني وقال طيب اضغطوا عليهم علشان يمشوا للدوحة ، وانتم التشادين عايزين منكم تلعبوا دور كبير في مفاوضات الدوحة وبدونكم الدوحة ما بحقق اي تقدم يذكر، الفكرة برمتها وجدت القبول من الجانب التشادي رغم علمه المسبق بخبث السلطة في الخرطوم وما جري بعد اتفاقيات سرت ودكار ومكة المكرمة ، ولكنهم بحسبات المصلح الوطني ان يربحون ولا يخسرون شيئ بالاضافة لضغط الامريكي من قبُل ممثل الرئيس بارك اوباما الجنرال إسكوت غريشن الرجل الذي فقد بوصلة مهامه وتحول من ممثل دولة عظمة الي مدير علاقات خارجية في حكومة البشير وأصبح يطرق كل الابواب لشراء مكياجات التجميل لسلطةٌ افسدته الدهر ولعنات شعبه ، رغم ان الرجل ليس في مكانة قوة او وثوق لدي مطابخ القرار الامريكي وبالاخص في مجلس الشيوخ والخارجية الامريكية ولكن التشادين لم يتسني لهم ان يفرقوا بين النمر والفهد ، ولكنهم جنحوا الي سياسة اذا اتاك الريح انحني لحظات ثم استقم وبناءاٌ علي ذلك وافقوا علي مضض.
العتباني يهرول مسرعا للخرطوم بعد مؤتمر صحفي داوي في انجمينا مهللا بالتطبيع والتشادين لم يذكروا الكلمة قط ، وبدأت الترويج في الة الاعلام السوداني وكأنهم ضمنوا فوز البشير في مهزلة الابريل المنتظر اوماتت الجنائية اوإنتهت التمرد في دارفور .
والي المرحلة التالية :
تم استدعاء قادة المعارضة التشادية الي الخرطوم بعد عودة الوفد السوداني من انجمينا مباشرة وفيها تم عرض الجزء الثاني من المؤامرة وكان زعيم المعارضة تيمان اردمي معه ستة من اركان معارضته بمن فيهم العقيد السوداني الذي عمل في جبيت والكرمك في منتصف التسعينات من القرن المنصرم ، الحديث يدور في ترحيل المعارضة من مواقعها في جنوب الجنينة وحولها في ولاية غرب دارفور الي حيث سهول وادي هور وديار البرتي والميدوب ، تيمان اردمي يهز راسه مبديا عدم ارتياحه من الامر وطالبهم بأن يبقوه وجنوده في جبال كورة شرق منطقة كبكابية ولكن الأمر قد قضي من قبل ، الاستراتجيون يدخلون في شرح كل صغيرة وكبيرة في ما يتعلق بالمرحلة القادمة وزعيم المعارضة ينظر علي من في يمينه ويساره وتمني لو حضر اجتماع بمفرده ويشك في ان لجدران اذان وهناك شكوك في بعض قادة المعارضة خصوصا ابناء منطقة قريضة شرقي تشاد وهؤلاء اكثر المجموعات تضررا من الحرب ويرغبون في توقيع سلام مع النظام في انجمينا وربما تسريب هذا السر يكون بمثابة مهر للتقارب .
المعارضة التشادية تحزم معداته الي حيث ارض الميعاد في صياح ومدو وعموم ارض البرتي والميدوب وتخوم وادي هور ويقضون علي الاخضر واليابس كما يفعل الجندي الغاضب من قرار نقله الي منطقة لا يحبه ولا يرغب فيه ، واغلب قوات المعارضة التشادية بفضلون غرب دارفور لما لها من مزايا الامتداد الجغرافي والتداخل العرقي من قوزبيضا وكنغو حراز السودانية الي اتيا ومنغو وقريضة التشادية .
اهالي داري البرتي والميدوب يحتجون في حاضرة الوالي بالفاشر ، واجتماع اخر يعقد علي اَجل والنتاج ضم لواء سوداني لقوات المعارضة التشادية لاظهار الصبغة السودانية لقوة الاحتلال الجديد في المنطقة .
خيوط المخطط لم تكتمل في الخرطوم وحدة دون ابلاغ الشريك الكبير في الدعم المادي واللوجستي والايدلوجي ، لعظمة الامر يركل البشير يوم الاستقلال في السودان ويقضيها في الجنادرية في رحاب خادم الحرمين لشرح الامر واخد الدعم لقوات الحرب الايدلوجي الوهابي بالوكالة وذلك الخيط الغامض في صراع المنطقة دون تسليط الاضواء ولكن اهل تشاد يعرفونها جيدا حتي اولاد الشارع ،
قدم البشير من السعودية وسويعات من بعده ترسوا الناقلة في ميناء بورتسودان وعن طريق هيا ومرورا بكبري المتمة تصل عشرات السيارات ذات الدفع الرباعي وشاحنات محملة الي مدينة دنقلا في غرب النيل وكنفوي اَخر قادم من مصانع اليرموك لتصنيع الحربي في جنوب الخرطوم، ونقطة التجميع في دنقلا ، بضاعة الموت من ارض الحرمين وما انتجته مصانع اليرموك تحرسها قوة عسكرية كبيرة في الارض وتغطية جوية من طائرات بدون طيار تتوجه غربا في فيافي الصحاري عابرا وادي الملك الي وادي هور.
وغازي العتباني يطير علي راس وفد أمني بحت الي انجمينا لجس النبط والتخدير، علي اننا علي العهد والآ يغدر اَحدنا الأخر والرئيس التشادي يعرف نفسيات اهل الانقاذ ويقول لهم لا نقبل اي عمل تخريبي يأتي من السودان ودعم المرتزقة يجب ان يوقف !!!! لا اكثر من ذلك وغازي يغرق الجلسة بموضوع نقاط المراقبة علي الحدود بين البلدين واقترح اربعة نقاط في الجزء الشرقي والجنوب الشرقي وفق الخطة لصرف الانظار ولا يجدوا اذنا صاغيا ، وغازي يعلم ان المخطط قد انكشف ويقطع زيارته مسرعا الي الخرطوم لابلاغ الجمع هناك .
نواصل
ادريس محمود [email protected]