الخرطوم تنشغل 6 ساعات بشائعة مقتل النائب الأول للرئيس.. الحركة الشعبية تنفي شائعة اغتيال سلفا كير وتؤكد أن الهدف منها إحداث فتنة

غرق السودانيون أمس في شائعة استمرت لأكثر من 6 ساعات اعتبارا من الصباح الباكر، تفيد باغتيال النائب الأول للرئيس السوداني زعيم الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب سلفا كير، وتبادل السودانيون الشائعة عبر الاتصالات الهاتفية، والرسائل النصية عبر أجهزة الاتصال الجوالة. واضطرت الحركة الشعبية إلى نفي الشائعة، بعد انتشارها بصورة واسعة، ووصفها الأمين العام باقان أموم خلال مؤتمر صحافي بأنها «مغرضة»، وتهدف لخلق «فتنة» في البلاد.

ونسج مروجو شائعة اغتيال سلفا كير، وهي الثالثة من نوعها منذ مقتل زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق في حادث تحطم طائرة عام 2005، روايات حول كيفية وقوع حادثة الاغتيال، بعضهم قال إن أحد حراسه أطلق النار عليه، وآخرون قالوا إن موكبه تعرض إلى إطلاق نار من مجهولين، أثناء توجهه إلى مطار مدينة «جوبا» في طريقه إلى زيارة رسمية إلى العاصمة الأوغندية كمبالا. وهيأ بعض أصحاب المحال التجارية أنفسهم لإغلاق محلاتهم في ظل تواتر الشائعة، وذلك خوفا من اندلاع أعمال عنف في البلاد، على شاكلة تلك التي اندلعت في شتى مدن السودان بعد سريان نبأ مقتل زعيم الحركة جون قرنق.

كما بدد الشائعة عمليا وصول سلفا كير إلى العاصمة كمبالا مساء أمس. وقالت وكالة السودان للأنباء الرسمية في خبر مقتضب بثته ظهر أمس إن سلفا كير يزور كمبالا في زيارة قصيرة تستغرق يوما واحدا، يجري خلالها مباحثات مع الرئيس الأوغندي يوري موسفيني تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطوير التعاون المشترك بما يخدم مصالح الشعبين. فيما قالت مصادر في الحركة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن سلفا كير زار أوغندا لبحث ما سماه تنامي نشاط جيش الرب المتمرد في حكومة الرئيس الأوغندي يوري موسفيني في الجنوب، مع تواتر أنباء بأنه توغل في الأراضي السودانية وبات على مقربة من إقليم دارفور المضطرب.

وقالت المصادر إن سلفا كير يسعى إلى الحصول على تنسيق عسكري بين جيش الحركة الشعبية والجيش الأوغندي «لمطاردة جيش الرب في الإقليم الاستوائي في جنوب السودان»، وهو الإقليم الحدودي المجاور لدولة أوغندا، حيث ظل جيش الرب ينشط هناك منذ أعوام، وتوقعت المصادر أن تشن حملة مشتركة بين الجيش الأوغندي وجيش الحركة الشعبية على جيش الرب في الفترة المقبلة.

وفي مؤتمر صحافي عاجل دعا إليه الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم ظهر أمس في دار الحركة في الخرطوم، قال أموم إن نائب الرئيس يمارس عمله بصورة طبيعية منذ الصباح الباكر في مكتبه في مدينة «جوبا» حيث التقى سكرتارية مؤتمر «جوبا للقوى السياسية السودانية» الذي أنهى أعماله أخيرا في المدينة، وبحث معهم كيفية تنزيل توصيات مؤتمر جوبا، الذي قاطعه حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس عمر البشير. وكشف أموم، في السياق ذاته، أن القوى السياسية المشاركة في المؤتمر ستوقع الأسبوع المقبل على الإعلان وكيفية تنزيله، وقال إن «الزمان والمكان سيحددان مطلع الأسبوع المقبل». وانتهز أموم المؤتمر الصحافي وشن هجوما عنيفا على شريكه في الحكم حزب المؤتمر الوطني، وقال إنه يسعى إلى التنصل عن اتفاق السلام عبر تنصله من المواصلة لوضع قانون للاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان.

يذكر أن زعيم الحركة جون قرنق قتل في حادث تحطم طائرة رئاسية أوغندية كانت تقله من أوغندا، حيث زارها في مهمة التقى خلالها الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، الذي كانت تربطه به صداقة طويلة. ووقع الحادث بعد نحو 21 يوما من تسلم قرنق منصبه كنائب أول للرئيس السوداني بموجب اتفاق السلام، الذي وقعه مع الخرطوم، وأنهى زهاء 22 عاما من الحرب المتصلة بين الشمال والجنوب.

في غضون ذلك، شن نواب البرلمان السوداني في الدورة الجديدة للبرلمان هجوما عنيفا على أداء حكومة الرئيس عمر البشير، وصفوها بالضعف وبالعجز عن تقديم الخدمات للمواطنين، فيما أقرت الحكومة جزئيا بضعف الجهاز التنفيذي في توفير الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصحة، ولكنها رمت بالمسؤولية على المقاطعة والحصار الاقتصادي المفروض على البلاد، كما رفضت توقيت توجيه الانتقادات للحكومة في هذا الخصوص باعتبار أن البلاد تمر بوضع «استثنائي».

واتهم العضو القيادي في «التجمع الوطني» محمد وداعة وزارة الصناعة بتضليل الرئيس والبرلمان والشعب بشأن الأرقام التي أوردتها بشأن زيادة التنمية في الصناعة، وأكد خروج ثلاث هيئات استثمارية مصرية وأردنية وقطرية من البلاد بسبب سوء المعاملة، واعتبر قيام بعض الولاة ببيع وتأجير الأراضي للمستثمرين إهدارا للحقوق، وانتقد البيئة في العاصمة الخرطوم، وقال إن الخرطوم تحولت إلى «كوشة» كبيرة مليئة بالأوساخ ومخلفات الأمطار. ووصف وزير الدولة للإعلام، كمال عبيد، في البرلمان الانقطاعات الأخيرة للكهرباء في البلاد، والتي استهجنها نواب البرلمان، بأنها مرض عافية وليست «مرض موت»، وقال إن البلاد ليست في ظرف طبيعي لمناقشة أداء الجهاز التنفيذي «فهو يعيش ظرفا استثنائيا وفترة انتقالية معروفة بالهشاشة». وحمل عبيد البرلمان جزءا من مسؤولية التدني في قطاع الخدمات، وأشار لتقصير المجلس في مساءلة من سماهم «المحرضين» على استمرار المقاطعة والحصار الاقتصادي على البلاد.

الخرطوم: إسماعيل آدم لندن: مصطفى سري
الشرق الاوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *