الخرطوم ترهن توقف الحرب في جنوب كردفان بتخلي المتمردين عن مطلب إسقاط نظام الحكم
الخرطوم – النور أحمد النور
رهن مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع توقف الحرب واستدامة السلام في ولاية جنوب كردفان المتاخمة لجنوب السودان بتخلي «الحركة الشعبية – الشمال» عن رفع شعار إسقاط الحكم في الخرطوم «وفق أوامر تأتيها من وراء البحار»، وأعلن أن الحرب لن تتوقف في الولاية إذا ظل المتمردون يقاتلون من أجل هذا الهدف.
وأكد نافع، خلال مخاطبته مؤتمر الحزب القومي السوداني المتحد في الخرطوم، أن حكومته حريصة على السلام، لكنه قطع بأن ذلك لن يتم عبر التفاوض مع قائد المتمردين في جنوب كردفان عبدالعزيز الحلو، الذي «يستند إلى أجندة وإملاءات خارجية للإطاحة بالنظام الحاكم»، مؤكداً أن قضية ولاية جنوب كردفان لن تكون مدعاة للتدخل الأجنبي وتنفيذ الأجندة الخارجية، مشيراً إلى أن الحكومة مستعدة للتحاور مع أبناء المنطقة من المتمردين في حال اقتناعهم بالسلام. وتابع: «بيننا بروتوكول خاص، والحكومة على استعداد لاستكماله تحقيقاً للسلام، وسيتم التراضي حوله من منطلق وطني وليس من محاولات تعجيزية من قبل المتمردين لتظل الحرب مشتعلة».
ودعا أبناء جنوب كردفان إلى «انتزاع» قضية المنطقة من الذين «يزايدون عليها في الخارج». وقال إن هناك مسارين فقط للوصول إلى سلام في جنوب كردفان، أولهما دحر قوات التمرد والآخر هو إزاحة أبناء المنطقة عبدالعزيز الحلو من قيادة التمرد والعمل من أجل بناء جنوب كردفان بـ «أجندة وطنية». وطالب نافع قيادات «الحركة الشعبية – الشمال» عبدالعزيز الحلو وياسر عرمان ومالك عقار، بالكف عن سياسة «تغيير النظام» في الخرطوم، مؤكداً أن لا سبيل إلى السلام إلا بهزيمة الحلو، داعياً الحركة إلى تغيير خططها و «ترك أحلام اليقظة».
إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالجين الرئيسين السوداني عمر البشير والجنوبي سلفاكير ميارديت إلى لقاء في 13 كانون الثاني (يناير) في العاصمة أديس أبابا. وزار ديسالجين الخرطوم وجوبا الأسبوع الماضي ونال موافقة الرئيسين لحضور القمة التي ستبحث في سبل تحريك جهود السلام بين البلدين بالتركيز على اتفاقات التعاون المشترك التي وقعت بينهما في أديس أبابا في أيلول (سبتمبر) الماضي، وتجاوز العقبات التي حالت دون تنفيذها.
وأعلن البشير بعد لقائه ديسالجين الأربعاء الماضي استعداده للقاء سلفاكير في أي مكان وزمان من أجل تسريع تنفيذ اتفاقات التعاون. كما أبلغ سلفاكير رئيس الوزراء الإثيوبي في جوبا استعداده للقاء البشير في الخرطوم أو جوبا من دون شروط وفي أي وقت بهدف إنقاذ الاتفاقات من الانهيار.
من جهة أخرى، أعلن متمردو «حركة تحرير السودان» برئاسة عبدالواحد محمد نور سيطرتهم على بلدة جلدو بعد أيام من السيطرة على مدينة قولو في وسط دارفور. وأعلن الناطق باسم الحركة إبراهيم الحلو أن مقاتلي حركته سيطروا على مقر حكومي ومعسكر للجيش في جلدو، القريبة من مدينة نرتيتي، في ولاية وسط دارفور الجمعة. واعتبر العملية «انتصاراً كبيراً في حرب دافور»، مؤكداً أن جلدو سقطت بعد السيطرة على معسكر للجيش السوداني يبعد عنها قليلاً إلى الجنوب بين مدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور، ومدينة كاس.
وكان الحلو أعلن الإثنين أن المتمردين سيطروا على بلدة قولو على بعد بضعة كيلومترات من جلدو، مؤكداً أن المسلحين احتجزوا أسرى واستولوا على أسلحة ومعدات عسكرية وخصوصاً رشاشات ثقيلة ومدافع هاون وآليات عسكرية. ولم تعلّق الخرطوم حتى الآن على مزاعم المتمردين.