الحل الجزئي يعطي دماء لبقاء المجرمين

حسن اسحق
بدأت مفاوضات الحركة الشعبية -قطاع الشمال، مع المؤتمر الوطني في اديس ، الثالث عشر من شهر فبراير الحالي في اثيوبيا ،اوفدت الحكومة د/ ابراهيم غندور، وبعض قيادات جنوب كردفان، والمنشقين عن الحركة الشعبية ، بعد الانفصال، واما الحركة الشعبية، ضم وفدها ياسر عرمان، وبعض الخبراء لاعطاء جولة التفاوض طابع وطني ، وهذا ماترفضه الحكومة ، لانها تريد الحل في إطار المنطقتين، جنوب كردفان، والنيل الازرق. ولا تستبعد مواقف بعض قيادات الجبهة الثورية الرافضة للحل الثنائي، معتبره انه حل في نطاق ضيق ، ولايمس جوهر القضايا الرئيسية، ومنها الحريات العامة، وكيفية  حكم البلاد، وحكومة إنتقالية، لصياغة دستور دائم للسودان. ان سياسة الحكومة الانية، تتجه في إطار الحلول الجزئية، ولا ترغب في وضع الحلول الشاملة، وتجزئة القضايا، لتظل مسنودة بسلطتها، التي تستند علي القوة العسكرية والامنية والاقتصادية. وطول ما المؤتمر الوطني يريدها بين طرفين، تتعقد المشاكل السودانية، وتنتقص من الحلول التي يأملها الجميع . لا اي ينكر سوداني او سودانية ان المنطقتين تعانيان من ازمات انسانية ، منها ادخال الاغاثة الي المتضررين في المنطقتين، والنزوح واللجوء، والحكومة تريد ان يظل الوضع الانساني كما هو، وليس لديها رغبة في فتح الممرات لدخول ادوية تطعيم الاطفال، واثناء التفاوض في اديس ابابا، الطيران الحكومي يقصف مناطق في جبال النوبة، ويرمي القنابل، وهذا يؤكد ان الدولة ليست حريصة علي السلام. اذا كانت جادة لاوقفت طيرانها الحربي، الذي لم يتوقف منذ تجدد الصراع في الجبال والانقسنا. الطرف الحكومي يريد حصر التفاوض حول، الجوانب الا منية والانسانية والسياسية، في المنطقتين فقط، وهي نقاط رئيسية يجب ان لا يتم تجاوزها، وايضا ان لا تنسي قضية البلاد، والمتمثلة في طريقة الحكم الشامل، والمؤتمر الوطني يضع الخطوط ليمرر بها سياسته وحده. ان التجزئة تعطي عمرا جديدا لبقاءه من جديد، والهروب الي الخلف، إنما يزيد الازمات التي هي من صنع الحكومة . اذا واقفت علي الحل الشامل، سيخرج من انفاق الثنائية، واثبتت فشلها في ابوجا، والدوحة والقاهرة، ونيفاشا، رغم الفترة الانتقالية، لاختبار الجدية، كان الانفصال الحصاد الاخير. ان السلطة المتمسكة، تجدد دماءها علي طاولات التفاوض الثنائي، لان الشمولية في الحلول، ستظهر مدي الجدية، في حل قضايا السودان، وهي بعيدة عن الجدية، وطالما قسمت الصحون، البخلاء دائما يستحوذون علي اكبر كمية، لان جشع السلطة اعماهم، وانهارت جولة التفاوض.
[email protected]