واذ اهل دارفور سئلوا بأئ ذنب قتلوا (2) القاهرة في 20/7/2012 بقلم / الاستاذ ابراهيم محمد اسحق – كاتب وصحفي وباحث
خيرا فعل شباب الثورة السودانية حينما اعلن ان يوم الجمعة الاول من رمضان 2012 هو جمعة خاصة لاهل دارفور لتذكير العالم بالمجازر التي ارتكبها نظام الابادة الجماعية لشعب دارفور المسلم الاعزل والمؤمن وليقول شهادة طال انتظارها من اهل السودان وشبابه الحر وعار علينا ان ظللنا نسكت ولم نقلها بصوت عال لقد تم قتل اهل دارفور وهم حفظة للقرآن بدم بارد باسم المشروع الحضاري الذي تم الباسه ثوب الاسلام زيفا كما ذكرت سابقا .
دارفور بلدنا :-
ولكي نوضح للجميع حقائق جديرة بالذكر بمناسبة (جمعة دارفور بلدنا) أن هذا العنوان مأخوذ من اغنية ( دارفور سواننق كلما ) كانت تغني بلغة الفوروتعني بالعربية دارفور قلب السودان واصل العنوان هو بلغة الفور كان يغنيها الفنان عبده كيوكة اهدها للا ستاذ/ عمر احساس حينما زارنا في مقر الاستراحة التي نزل بها اعضاء قافلة الرحمة بالفاشرفي فترة حكم الدكتور الطيب ابراهيم محمد خير ولما كان وقتها الفنان عمر احساس في بداية طريقه الفني وكان محاربا حتي في الطهور أمام المسرح فقد كانت الفرصه سانحه له للظهور في هذة الرحلة وبالفعل تم تقديمه في مسرح الفاشر وكانت ضمن الاغاني التي اطريت جماهير الفاشر هي دارفور بلدنا مع ايقاعات الفرنقبية والتي اشتهر بها وهنالك اغنية اخري للفنان مبارك المنصوري الذي كان من ضمن اعضاء القافلة واسمها( اخيك لا تقتلي ) والتي اعجب بها الجميع وكان ذلك في اواخر العام 1991 عندما تحركت قافلة الرحمة التي قادتها جمعية النهضة الثقافية لولاية دارفور كاحدي المشاريع التي جادت بها قريحة ابناء دارفور السياسيين والمثقفين وكانت هذة الفكرة فكرة تكوين مؤسسات ثقافية لابناء دارفور نابعة من فلسفة الاستاذ / عبدالله ادم خاطر وله رؤية في قيادة الثقافة للسياسة .
الحراك الثقافي لابناء دارفور بالعاصمة القومية :-
ولحسن الحظ فقد كلفني المجلس القيادي برئاسة الاخ محمد شرف الدين في اواخر العام 1988حينما كان رئيسا لجبهة نهضة دارفور والذي اعقب الاستاذ عبدالله ادم خاطر بقيادة مشروع للنهضة الثقافية والفكرية لاهل دارفور بالعاصمة القومية لكي يستوعب الشباب والطلاب والخريجين وبالفعل اقترحت عليهم تاسيس جمعية النهضة الثقافية وقبل الجميع فكرتي ووجدت المناصرة والتاييد .
الحاج يوسف وضربة البداية :-
وحتي لايتم وصف الجمعية انها زراع لجبهة نهضة دارفور او هي امتداد لافكار زعيم دارفور السياسي المخضرم السيد / احمد ابراهيم دريج فقد قررت انا والاستاذ / عباس نقل مقر الجمعية الي الحاج يوسف ، وبعد ايام قلائل اندلعت ثورة الانقاذ واول ماقامت به هو حل كل الاحزاب والتنظيمات والجمعيات ما عدا الجمعيات الدينية والثقافية وتم حل الاتحاد العام للجمعيات والروابط الخيرية لابناء دارفور بالعاصمة القومية وكان ذلك القرار بداية لضرب وحدة المجتمع الدارفوري وتمزيق نسيجه الاجتماعي كما تم استهداف تحالف قوي الريف الذي كان يجمع سكان الهامش في وعاء جامع اصبح بعبعا يهدد القوي التقليدية من الاحزاب التي ورثت السودان منذ عهد الاستعمار ، فكان التامر ضد هذا الكيان الوليد الذي اكتسح دائرة الحاج يوسف معقل المهمشين والتي فاز فيها الاب فليب عباس غبوش وناصره صهر الاستاذ/ عبدالواحد النور الاستاذ ابو القاسم سيف الدين الذي تنازل عن دائرة الحاج يوسف للاب فيلب ولما كان اغلب سكان الحاج هم من الفور والنوبة والدينكا والشلك ومجموعة قبائل الهامش وهوالريف فقد فاز الاب فيلب بالاغلبية علي مرشح الجبهة الاسلامية القومية ، واول ما فعلته الجبهةالاسلامية القومية هو الانتقام من اهل الحاج يوسف حينها بشراء صهريج الماء الذي بناه المواطنين من حر مالهم وتم حرمانهم من الماء في فترة السيول والكوارث كما حرموا من الاغاثة حتي فسدت الاغذية في مخازن الجبهة الاسلامية القومية بالحاج يوسف وللعلم فقد بني مسجدا ومدرسة بجوار ذلك الصهريج الذي اشتراه دهاقنة الاسلام السياسي ومنهم السيد عبدالجليل الكاروري الذي اشتري الضهريج بثمن بخس بلغ 60 الف جنية ، للاسف تصوروا صهريج كامل يباع بهذا المبلغ وتم ادراج الميزانية بان هذا الصهريج بني من المبلغ الذي دفعه فاعل خير اسمه سيف الغرير و صار الصهريج فيما بعد ملكا لمنظمة الدعوة الاسلامية بصورة غير اخلاقية أو قانونية
نهب باسم الدعوة الاسلامية :-
الا أن اهالي الوحدة شرق الحاج يوسف لم يستسلموا بل قاموا برفع دعوي قضائية ضد منظمة الدعوة الاسلامية لدي نائب معتمد العاصمة القومية وقتها / الدكتور ابراهيم الامين والتي جاء فيها ان المنظمة قامت يشراء صهريج خاص بمواطني المنطقة بني بالعون الذاتي ، وقد نشرت جريدة الجريدة وقتها تحقيقا بفساد مايسمي بقادة منظمة الدعوة الاسلامية ، وللاسف فمع قيام ثورة الانقاذ تم استهداف اللجنة الشعبية واقتحم الامن منازلنا بحثا عن اوراق قضية الصهريج وكان الهدف اعتقال الجميع ولما لم يجدوا اي زريعة قاموا باعتقال الاستاذ موسي شنة باعتباره مقرر للجنة الشعبية التي رفعت الدعوي ضد منظمة الدعوة الاسلامية كونه حزب امه .
تحول العمل الخيري والدعوي لقلعة للارهابيين :-
بعد فترة وجيزة تحول المقر مقرا المجمع الاسلامي لتدريب الارهابيين من كل جنس و لون وتم فيه تدريب عناصر المليشات القبلية العربية والتي تحولت فيما بعد الي مليشات الدفاع الشعبي ومن هذا المكان انطلقت متحركات لغزو مناطق جبال النوبة ودارفور وجنوب السودان وحملات الابادة الجماعية ، بل انطلقت منها كل الكشات علي احياء العاصمة القومية ( الحزام الاسود) وهو تعبير اطلقة عراب ومفكر المؤتمر الوطني د / حسن مكي وقد وطبقت الحركة الاسلامية مبداء العقوبة الجماعية لاهل الهامش بداء من الحاج يوسف والقماير ومايو وامبدة انتهاء بجبال النوبة والنيل الازرق ودارفور من قبل وقد كان يتم تعبئة وتجميع ابناء الهامش للمشاركة كوقود وعلف للحروبالت العنصرية التي خاضتا الدولة السودانية ضد مواطنيها الابرياء عبر سياسة ضرب العبد بالعبد بعد تجوعه وترويضه .
استهداف مؤسسات ابناء دارفور بالسلب ورموزهم بالتصفية :-
وكما ذكرت فقد تم استهداف تنظيمات أهل دارفور بالعاصمة القومية ولم يتبقي الامؤسستين نشاء ت تحت جناح جبهة نهضة دارفور وهما ( جمعية النهضة الثقافية التي اسستها مع مجموعة من الشباب منهم عباس عبدالله و الاستاذ / محمدين محمد اسحق وهنالك جمعية احياء نار الفرآن التي اسسها الاخ الشيخ التجاني يوسف وشقيقه الشهيد / الاستاذ / احمد يوسف النائب البرلماني لدائرة كتم الذي تم استهدافه ضمن ابناء دارفور من قبل نظام الانقاذ وبالفعل تم تصفيته وقتله عام 2002 بعد ان اعتقله والي شمال دارفور عبدالله علي صافي النوربطريقة المؤامرة وبعد اطلاق سراحه توفي بصورة غامضة .
وقامت السلطات الامنية بمهاجمة دار احياء نار القرآن الكريم التي اسسها أهل دارفور بالعاصمة القومية وتم اقتلاع اللافتة من الدار عنوة وبعد فترة علمنا الخبر اليقين . ان النظام اراد ان يؤسس جمعية القران الكريم ولايمكن ان يكون هنالك جمعيتين مسجلة في الرعاية الاجتماعية بنفس الاسم ولما تم محاولة اغراء اهل دارفور المؤسسين لجمعية احياء نار القران الكريم ورفضوا تم توسيط شقيق الرئيس عثمان البشير الذي كان يرعي مشروع تاسيس جمعية القران الكريم وقد اجتمع بهم في مقر جامعة افريقيا وفد كان وقتها يقوم بتنفذ مشروع طباعة مصحف افريقيا وعرض للكل التنازل عن جمعية احياء نار القران مقابل استيعاب المؤسسين ضمن جمعية القران الكريم علي مستوي السودان ولما رفض الجميع العرض ، ما كان من السلطات الامنية الا ان قامت بمصادرة مقر جمعية احياء نار القران الكريم ببحري وانزال اليافتطين علي الارض والتي كانت من قبل ذلك تحمل عنوان ( جمعية السلطان تيراب ) والتي تم حلها ضمن الجمعيات التي تم حلها بذلك القرار ومن مساؤي الصدف انه تم حل جمعية الهلال الاحمر السوداني التي كان علي رائسها احد ابناء الفور البارزين وهو الدكتور / يوسف بخيت الذي كان الامين العام للهلال الاحمر وقتها .
قلنا انه لم يتبقي لاهل دارفور بالعاصمة القومية سوي جمعية النهضة الثقافية والتي قاموا بالالتفاف حولها كبيرهم وصغيرهم عالمهم ومتعلمهم شيبا وشباب ، وتم عقد عدة انشطة من ضمنها الاسبوع الاسلامي الاول لدارفور ., تبرعت فيه الندوة العالمية للشباب الاسلامي بالادوية وقافلة يتم تسيرها للمناطق المتضررة بالصراعات التي تمت في دارفور بين الفور والعرب في حروبات 1984 والتي انتهت بالصلح المهزلة 1989.
نافع يهدد ويتوعد ابناء الفور عام 1993:-
صادف عودة قافلة الرحمة من دارفور ان اهل دارفور قد دب فيهم حراكا قويا ففي نفس الوقت كانت لجان الديات بقيادة عبالجبار تقري تطوف الولايات لجمع الاموال لتعويض القبائل العربية من اموال الفور بينما تبنت الحكومة دفع ديات الفور الذين قتلوا بواسطة القبائل العربية وكان هذا اول دليل مادي لاستهداف اثنية بعينها من قبل النظام ، وحتي يتاكد لنا ما بجعبة النظام فانه بعد قيام كوادره بدعوه ابناء الفور لاجتماع تفاكري طارئ للنظر في حالات الاوضاع التي الت بهم بعد الصلح وكان اكبر همهم هو البحث عن قيادة تخرجهم من هذا المازق ، كان هذا الاجتماع في شهر رمضان في العام 1993في حي المهندسين بمنزل / الدكتور ادريس يوسف ، وقد جمع هذا الاجتماع خيرة وصفوة من ابناء دارفور وعلي سبيل الذكر وليس الحصر ، السيد ابوالقاسم سيف الدين الدكتور ادريس يوسف والدكتور يوسف تبن الدكتور كرم الدين عبدالمولي صالح والاستاذ جعفر منرو والاستاذ عبدالجبار ادم والسيد ادم ادم دبل وكان من بين الطلاب طلاب رابطة جبل مرة بالجامعات والمعاهد العليا ومن ضمنهم الرشيد عيسي وكان من ضمن هؤلاء الشباب شاب لم يكن يعرفه احد بين الحضور لتواضعه وهو / الاستاذ / محمد شرف الدين بينما كان هنالك شاب ما زال طالبا وانطوائيا اتدرون من هو انه الدكتور فرح الذي كان بجوار صديه عبود الاستاذ / احمد فضل ، اما قيادات الادارة الاهلية فكان منهم الاستاذ / جعفر عبالحكم والديمنقاوي فضل السيس والعميد معاش احمد عبدالقادر ارباب .
استهداف ابناء الفور من قبل الحكومة :-
فجاء وبدون اي مقدمات بداء النقاش عقب الافطار وبداء الحديث / الاستاذ جعفر عبدالحكم ليقول أن الفور يواجهون تحديا وخطرا بعد الصلح وهذا الاستهداف جاء نتيجة لدخول قوات داؤود يحي بولاد الي مناطق الفور ، مما دفع بالحكومة لاستهدافنا كاكبر مجموعة قبلية مستقرة في دارفور وقد تم اختطاف قيادات الادارة الاهلية وشباب الفور بواسطة المعارضة التشادية والتي قادها ادريس دبي وتم اخذهم عنوة الي تشاد بعد تدمير قراهم ومناطقهم ، لذلك يجب علينا ان نتوحد تحت قيادة تاريخية فليكن هو الدملج ،وعقب حديثه علقت تعليقا طريفا وقلت لهم ما المانع ان يكون سلطان فالفور دائما ما يقودهم سلطان ولم نسمع بدملج قائد للفور .وفجاء ظهر من بين الحضور قام شخص دخل حديثا وحوله حاشه وقدمه لنا صاحب المنزل انه الدكتور نافع علي نافع : وقال نافع في ذلك الاجتماع وكانه جاء مهددا ومتوعدا شوفوا ياعيال الفور نحن عندنا معلومات انكم تقودون تمرد ضد الدولة وتحصلنا علي معلومات دامغة والقينا القبض علي مجموعة من ابناء الفور وهم بقيادة بولاد الذي قتل وعلمنا ان هنالك من ضمن الجلوس من شارك في هذة المؤامرة بالدعم المالي وبالسلاح الا اننا نمد لكم الايادي في هذا الشهر للتبراؤ من هذة الفئة وقال نحن نعلم انك يا كرم الدين عبدالمولي من الذين يدعمون اهلهم بالسلاح .
هنا انعطف الحديث فما كان الدكتور كرم الدين عبدالولي صالح الا ان قال: نعم
انني من ابناء دارفور الغيورين ونحن ابناء السلاطين ولنا تاريخ عريق تعلمنا من هذا الشعب وهم أهلنا ولهم دين علينا نحن سوف نسئل عنه امام الله اذا لم نقف مع اهلنا المستضعفين وننصرهم فماذا تفعل يا نافع انت اذا انتهكت اعراض اهلك ونهبت اموالهم وقتلوا اليس الجهاد في هذة الحالة فرض عين وواجب مقدس : اقول لك انني من الذين دعموا اهلي بالمال والسلاح من اجل الدفاع عن اراضيهم واعراضهم واذا ما تعرضوا له الان فانا جاهز وكلنا جاهزين من اجل الدفاع عن ارضنا وعرضنا حتي آخر قطرة من دمي ولن ابخل بنفسي ولا مالي من اجل نصرة اهل دارفور .
نواصل
ابراهيم محمد اسحق – كاتب وصحفي وباحث
ورئيس تحالف المجتمع المدني من اجل دارفور حرة
[email protected]0020163797634