الحزب الجمهوري ومخاوف حركات الاسلام السياسي

حسن اسحق
/لماذا رفض مجلس شؤون الاحزاب قبول الحزب الجمهوري كحزب سياسي كبقية الاحزاب الاخري، ان مبررات رفض تسجيل الحزب الجمهوري ليست موضوعية، قال مجلس شؤون الاحزاب التابع للحزب الحاكم، ان الحزب الجمهوري يدعو الي الطائفية ومبادئ لاتتفق مع الشريعة، وخرج امام وخطيب مسجد الجامع الكبير بتهديد الحكومة بالخروج ، اذا قبلت الجهات المختصة الطعن الذي قدمه الحزب الجمهوري، تؤكد رفضها لتسجيل الحزب. ان الجماعات الاسلامية تدرك حجم الحزب الجمهوري من الناحية الفكرية وقوته الموضوعية، تتمثل في مقولة الشهيد محمود محمد طه (ليس هناك شخص من الكمال حتي يؤتمن حرية الاخرين)، ان الحزب الجمهوري له مفهوم مغاير للاسلام السلفي كالوهابية والتقليدي الممثلة في الاحزاب الطائفية الامة والاتحادي، وحتي كتاب الرسالة الثانية من الاسلام للاستاذ محمود، وطرح فيها الشهيد فكر يخالف العقل التابع الاسلامي الذي يخشي النقد، ويتجنب اي محاولة فكرية عقلية للنص الذي يعتمد علي النقل، وكل مخاوفه تنصب في إعمال هذا العقل، باعتباره الضوء الذي يدخل النور في المغارة المظلمة الدينية، وهمها الوحيد ان الوضع الاسلامي التقليدي كما هو، ولاتريد ان تنهل من المعارف الفكرية الانسانية لاتباعها، فهي تريدهم اتباعا ومسيرين ولا مخيرين ولامستقلين باستطاعتهم التفكير والنقد والحوار الشفاف مع القيادات، والحزب الجمهوري الذي يتناول الا سلام بطريقة مغايرة عن الحركات الاسلامية والطائفية، وهذا ماقاد الاحزاب المنتمية لحكومة نميري ان تخطط ضد المفكر محمود ونجحت في إلصاق تهمة الردة ضده،واعدم في عام 1985 هذه التهمة التي الغيت بعد ذلك، لانها سياسية، ومن مهدوا لهذه التهمة منهم حزب جبهة الميثاق الاسلامي، المؤتمر الوطني الشعبي، والرافضين علنا والموافقين سرا من الطائفيين، وهم ايضا ادوا القسم لحكومة نميري في منتصف السبعينيات. ان منطق مسجل شؤون الاحزاب حول منطق الطائفية والتعارض مع مبادئ الشريعة، اذا كان الحزب الجمهوري حزب طائفي، الا ينطبق ذلك علي الانصار والختمية، فهذان الحزبان معروفان بالانتماء الطائفي، ومخالفة مبادئ الشريعة السمحة التي تدعو للتعارف والاخوة بين المكونات المختلفة، وحزب منبر السلام العادل بقيادة الطيب مصطفي، من الاحزاب التي تدعو الي العنصرية نهارا جهارا، وعلي مرأي ومسمع مسجل شؤون الاحزاب، لم نسمع منه ادانة وشجب ضد المنبر مرة واحدة. ان حديث مسجل الاحزاب تقف وراءه ايادي سلفية ودينية تريد ان تكرر سيناريو 1985..
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *