واوضح رئيس اللجنة التي تتولى تنظيم المسابقة ان الحكومة والجيش والرئاسة في جنوب السودان سيختارون الان بين الاناشيد الثلاثة التي تشارك في التصفية النهائية. واصبحت كلمات النشيد التي اختارها مسؤولون عسكريون وحكوميون معروفة وهي تحيي ضحايا الحرب الاهلية بين الشمال ذي الغالبية المسلم والجنوب الذي يدين اكثرية سكانه بالمسيحية.
ويقول مقطع من النشيد “ايها المحاربون السود (…) قفوا في صمت واجلال لتحية ذكرى ملايين الموتي الذين قامت فوق دمائهم اساسات امتنا”. ويدعو مقطع اخر الى ان “ينشدوا اناشيد الحرية بفرحة. فالسلام والحرية والعدالة سيسودون الى الابد”.
ويتعافى جنوب السودان من حرب اهلية دامت اكثر من عقدين (1983-2005) مع الشمال، وهو نزاع اوقع مليوني قتيل. وكانت حرب اهلية اندلعت من قبل بين الشمال والجنوب واستمرت من 1955 حتى 1972.
ويقضي اتفاق السلام الشامل الذي تم توقيعه في 2005 باجراء استفتاء لتقرير مصير الجنوب في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل سيختار خلاله الجنوبيون بين الاستقلال والبقاء ضمن السودان الموحد. ويزداد الحماس كل يوم في جنوب السودان مع اقتراب موعد الاستفتاء الذي قد يؤدي الى تقسيم اكبر بلد في افريقيا وقيام دولة جديدة في قلب هذه القارة.
وقال امين الحركة الشعبية لتحرير السودان (حركة التمرد الجنوبية السابقة) باقان اموم عند اطلاق المسابقة ان هذا النشيد الوطني يعكس روح الجنوبيين “الذين لمي يقبلوا ابدا الخنوع من دون مقاومة”. واضاف ان “الجنوبيين موحدون في تطلعهم الى الحرية”.
وتابع “في التاسع من كانون الثاني/يناير سنكون احرارا وسنمد يد الصداقة الى كل شعوب الارض وخصوصا اهل شمال السودان الذين اساءت نخبتهم قيادتنا”. وكان الاعلان هذا الصيف عن مسابقة من اجل تلحين النشيد الوطني الجنوبي اثار استياء العديد من قادة الشمال الذين رأوا فيه خرقا لاتفاق السلام الذي يقضي بالتشجيع على الوحدة حتى موعد اجراء الاستفتاء.