الجنجويد سرطان في الجسم السوادني
عبدالرحيم خميــس
بدأ توافد الاسرة المكونة لنواة الجنجويد، من غرب افريقيا، فاستقرت بالقرب من القري ،كانوا في شكل مجموعات صغيرة ، تتعاون بشكل جيد مع المواطنين في اغلب متطلبات الحياة.
عند وصولهم كانوا فقراء ولا يملكون الا القليل من الحيوانات في شكل دواب للنقل ، يتم تاجيرها لاهل القري ، لنقل المحاصيل في موسم الحصاد، مقابل كمية معينة من نفس المحصول الذي يتم نقلها،أما في المواسم الأخرى فكانوا يستغلونها في تجارة الحطب ، التي غالبا يتم مقايضتها بالمحاصيل .اما البعد الاخر فللاستفادة منها كمصدر للالبان لبيع البانها كسلعة اساسية ، لهم لاهل القري وبعض المدن الصغيرة ، فاول ما يستيغظ اهل القرية يجدون صاحبة اللبن منتظرة لبعيها وغالبا لاستبدالها لهن بالمحاصيل التي بدورهن في امسَ الحاجة لها.
تطورت العلاقات بين الطرفين الي عن أمّن المواطنين كل الاموال بحوزتهم(الأبل) لهم مقابل هدايا عينية ، متفق عليها وبعد الملبوسات لاسرة الراعي، لكن فجاة بدات الخيانة تظهر منهم، لماذا الخيانة؟ :
السبب الاول المثقفاتية من ابناءهم، عند وصولهم الى دارفور وخاصة منطقة كتم ، اثنين من ابناءهم قاموا بسرقة جمل لاحد العمد في المنطقة، فهب رجال القرية والقرى المجاورة في فزع، فتم القاء القبض عليهما وبحوزتهما الجمل كمعروض في اقصى الشمال في الصحراء، فتم التعرف عليهما في الحال وكان مستغربا للجميع،ان ياتي السرقة من شباب صغار السن كهؤلاء ، والذين تربط مع والديهما علاقة طيبة مع مالك الجمل (العمد) فضلاً عن كل اهل البلد. عاد اهل الفزع وبحوزتهم اللصين الصغرين باثبات المعروض وهو الجمل، عند عودة الفزع ذهبوا جمعيا الى فريق والدي اللصين ومعهم المعروض، تفاجأ والديهما بالسرقة، والذي كان احدهما شيخاً وصديق حقيقي لمالك الجمل(العمد)، عندما علم بان ابنه هو السارق ،دمّعتا عيناه وقال لاهل الفزع الغاضبة ، “انا اكلت معكم الملح والملاح، ومافي فرق بين مالي ومال صديقي ،السرقو دا ابني والثاني ولد اخي، الان هم في يده وهو يقرر ماذا يريد ان يفعل لهما”.
قرر الجميع ابعادهما من المنطقة ولكن الي حيث لا يحلما بها يوما وهى المدرسة ليكونا في الداخلية بعيداً حتى لا يكررا السرقة مرة أخري،استمراء حتى دخلا الكلية الحربية ومن هنا بدا الحقد لاهل دارفور من داخل المؤسسة العسكرية السودانية ، بمساعدة اصدقاء لهم انضموا اليهم وكان احد المنضمين اليهم ضابط في سلاح المدفعية تقدموا في الرتب العسكرية مع تاجيج النعرات العنصرية ومنع ابناء القبائل المستهدفة من دارفور للالتحاق بالكلية الحربية وحتى في الجيش كالجنود.
استخدم الضباط الثلاثة ابن شيخهم هلال (موسى) المتعطش للسلطة والزعامة والرجل امي لايجيد القراء و الكتابة ،الفرق بينه وبين الجمل فقط انه لا يمتلك الزيل. اؤكل له قيادة المليشيات وحرق القرى اما التموين وارسال الزخائر والمؤن عن طريق الشاحنات التجارية ، فلأحد الضباط الثلاثة ،اما للأخر فاستخدام الطائرات لحرق القرى وحماية المليشيات، وكان يقوم برحلات خارجية للاستجلاب الطائرات لهذا المهمة.
وقبل ان يُظهروا نيتهم الخبيثة تجاه بلاد السودان ،الذي ورطوا فيه المؤسسة العسكرية والمؤتمر الوطني ورئيسها في عملية ابادة القرن. للخطوات الاجرامية، كانوا يضايقون اي مسؤل معين من ابناء دارفور لا ينتمي للجنجويد ، حدث ذلك للفريق ابراهيم سليمان وايضا للاخرين ، وما يحدث اليوم لكبر تسير فى نفس الاتجاه ، رغم اشتراكه فى الاجندة الخبيثة معهم الا انه بدا يفيق منها .
عندما اختير احدهم كرئيس للجنة الامن في المجلس الوطني مؤخراً اتهم اهل جبل مرة بزراعة البنقو ، كزريعة لضرب المواطنين هناك بالجيش، وكان الصحيح انهم ارسلوا فرد امن يعمل كخراجي في مدينة طور، يقوم بعمل خطير وهو توزيع بزور نبات البنقو بين شباب جبل مرة وكان يحثهم لزراعتها ، لايجاد المبرر لتدخل الجيش هناك ولتدمير الشباب بالمخدرات لانهم رفضوا فكرة الضباط الثلاثة عندما زاروا قرية (وديو)غرب جبل مرة بصحبة كل من الزبير محمد صالح واسامة بن لادن وموسي هلال لوضع حجر اساس لمخبأ لاسامة بن لادن وبناء مسجد كبير ليكون مقرا لاسامة قبل ان يفكر فى السفر الى افغانستان،رغم رضي عمدة المنطقة (دكو قرنتي) الا ان رفض الشباب قد افشل المشروع فكانت السبب للاتهامات فى المجلس الوطنى.
هم انفسهم كانوا يشتركون في العمليات الارهابية والأجرامية ،تخطيطاً وتنفيذاً،واحدهم كان يشغل منصب الوالي لولاية دارفور اعطى سيارته وتلفونه الخلوي الخاص (الثريا)للتخطيط وتنفيذ سرقة بنك السودان بنيالا. وكذلك مؤخرا لبنك الخرطوم ايضا هم الذين قاموا بها، فما شبه اليوم بالبارحة.هذه المجموعة تمتلك الان حكومة خاصة بكل مؤسساتها داخل حكومة المؤتمر الوطنى وهى تمثل مشكلة حقيقية للسودان بل السرطان.
[email protected]