لقد ظللنا نتابع الإجراءات التي تحركها أجهزة أمن النظام في حق الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وزعيم الإنصار، بسبب تصريحه عن قوات الجنجويد التي سميت حديثاً بقوات الدعم السريع، هذه الإجراءات ماهي الا محاولة يائسة من النظام للتغطية على جرائم مليشياته التي يعلمها القاصى والداني في السودان والعالم أجمع، قوات الجنجويد تقوم بتطهير عرقي وإنتهكات مستمرة بداءت منذ عام 2003 في دارفور ومستمرة حتى الأن في هذا الأقليم، بل هذه القوات توسعت أنتهكاتها في جبال النوبة والنيل الأزرق وحتى شمال كردفان بمدينة الأبيض وماجاورها، فقد حرقت مئات القرى وقتلت وشردت الألاف من المواطنيين السودانيين العزل وإغتصبت وإختطفت مئات النساء ونهبت ممتلكات المدنيين عنوة وفي وضع النهار إمعاناً في الإفقار الممنهج.
هذه القوات كما ذكرنا مراراً إنها خطرة على النسيج الإجتماعي السوداني حيث يتم تجنيدها على أساس قبلي وعرقي وخارج أطر القوات المسلحة، فهي مليشيات حكومية ترعاها وتمولها الدولة وتحميها بقوانينها الجائرة التي تحرم حتى الحديث عن جرائمها.
وماظللنا نقوله إن هذا النظام غير مستعد للقيام بأي إصلاحات حقيقية في شكل وهيئة الحكم عبر الحوار الذي أطلقه وهرول له الأخرون دون تحقق، فأنه بهذه الإجراءات وأيضاً حملات إعتقال الطلاب التي يقوم بها هذه الأيام يدلل على نواياه الحقيقية، فبدلا من محاكمة أعضاءه المفسدين الذين ملئت أخبارهم كل العالم، وبدلا من تشكيل لجنة تحقيق تضم كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني للتحقق من إنتهاكات مليشياته حفاظاً على أرواح المدنيين، وبدلاً من نزع سلاح هذه القوات وتسريححها ومحاكمة المسئوليين عنها، فأنه يريد بذلك أن يحميها ويضفي شرعية على فظائع هذه القوات رغم أنف دعوات التغيير الفارغة التي يرددها ليل نهار.
الجبهة الثورية تدين بأشد العبارات إجراءات التحقيق في حق الإمام االصادق المهدي لأنه صدح بالحق في وجه هذا النظام الجائر، بل لا تعترف بأي إجراءات محاكم التفتيش هذه التي نصبت لتكميم أفواه السودانيين وتمنعهم من التحدث في شأن يمس حياتهم ويؤثر على وحدتهم وتماسكهم في الحال والمستقبل.
تكرر الجبهة الثورية نداءها لكل الناشطين في داخل وخارج السودان ومنظمات المجتمع المدني وقادة الفكر لإدانة والتصدي لإنتهاكات قوات الجنجويد التي ترتكبها في أطراف السودان بحماية مدبرة من أركان النظام، وتدعوا كل الناشطين وأجهزة الإعلام لدعم وموازرة إجراءات هذه المحاكمة الجائرة في حق زعيم كيان الأنصار.
مالك عقار أير
رئيس الجبهة الثورية السودانية
15 مايو 2014م