*بيان حول مخرجات اجتماع مسار دارفور التفاوضي*
في إطار استعداداتها لجولة المفاوضات القادمة, عقدت حركات الكفاح المسلحة الأعضاء في مسار دارفور التفاوضي و المنضوية تحت الجبهة الثورية السودانية ممثلة في حركة العدل والمساواة السودانية و حركة جيش تحرير السودان, و تجمع قوي تحرير السودان, و حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي, اجتماعات ناجحة في الثالث والعشرين من نوفمبر الجاري، تداولت خلالها حول الموضوعات ذات الصلة بالعملية السلمية، واتخذت عددا من القرارات الإدارية، واتفقت على جملة من الرؤي والتوصيات:
تأسس مسار دارفور التفاوضي وفقاً لإعلان جوبا لبناء الثقة و التمهيد للتفاوض المبرم في الحادي عشر من سبتمبر ٢٠١٩، بين الجبهة الثورية السودانية و حكومة السودان الانتقالية و هو مسار لكل اهل السودان، و مهموم بإيجاد حل للمشكلة السودانية في دارفور من منظور قومي، و يأتي مكملا لمساعي المسارات الأخرى التى تم الاشارة اليها فى الإعلان ، و يعمل في تنسيق و تناغم مع كافة الأطراف الفاعلة في العملية السلمية. فما تشهده دارفور من معاناة، تعاني منه أجزاء أخري من السودان بدرجات متفاوتة، و الكوارث التي يعاني منها الهامش السوداني العريض تمثل تمظهرات عَرَضية للأزمة السودانية المركزية، و يكمن الحل في إحداث تغيير بنيوي يخاطب جذور المشكلة السودانية و يعالج آثار الحروب من نزوح و لجوء، و يحقق العدالة الانتقالية، و يتجاوز تضميد الجراحات إلي مخاطبة جذور الأزمة المرتبطة بقضايا العدالة الشاملة والمواطنة و التنمية المتوازنة و الديمقراطية والتهميش وإعادة هيكلة الدولة السودانية علي أسس منصفة حتي تنتفي أسباب حمل السلاح في أي جهة من السودان حاضرا ومستقبلا.
شهدت الجولات التفاوضية المنصرمة بين الجبهة الثورية السودانية والحكومة الانتقالية التوافق على إجراءات بناء الثقة، وعلى المعالم الرئيسية للعملية التفاوية. و دعما و وصلا لهذه الإنجازات، إتفقت أطراف مسار دارفور على تشكيل وفد تفاوضي موحد يمثل المسار، و على توحيد موقفها التفاوضي. كما قررت تعيين متحدث باسمها، و اتفقت على قنوات للاتصال المباشر، و على ترتيبات إدارية موحدة، تقويةً للتنسيق مع أطراف المسارات الأخرى، و تعزيزاً للتواصل المباشر بينها و الدولة المستضيفة و الوساطة، و المسهّلين و الحكومة الانتقالية.
ما تبذله جمهورية جنوب السودان من جهود حثيثة لتحقيق السلام الشامل، ودعم الاستقرار في السودان، محل تقدير كبير عند مكونات مسار دارفور التفاوضي. قبل انطلاق الجولة الثانية للتفاوض تم الاتفاق بين مسار دارفور و وساطة دولة جنوب السودان، نص الاتفاف علي إعتماد جوبا مبدئيا مقرا للمفاوضات، مع ضرورة استصدار تفويض من قبل مجلس السلم و الأمن الإفريقي مدعوما من مجلس الأمن الدولي بشأن المقر، و الوساطة، لضمان دور للمجتمع الإقليمي و الدولي في مرحلتي صناعة السلام و بناء السلام و إعمار ما دمرته الحرب، و كضامن لاتفاقية السلام. و يقوم مسار دارفور التفاوضي بمخاطبة دولة جنوب السودان للوقوف علي ما تم إنجازه بهذا الشأن، و لاستجلاء أسباب تأجيل الجولة الثالثة التي كان مقررا لها ان تستأنف في الحادي و العشرين من شهر نوفمبر الجاري.
يؤكد مسار دارفور على أهمية احترام المواثيق والعهود، و ضرورة الالتزام بما ورد في إعلان جوبا لبناء الثقة حول إرجاء تشكيل المجلس التشريعي و تعيين ولاة الولايات الى ما بعد التوقيع على اتفاق السلام. و يجدد المسار حرصه على ضرورة الوصول إلي سلام شامل و عادل يضع حدا لمعاناة الضحايا.
د. محمد زكريا فرح الله
المتحدث باسم مسار دارفور التفاوضي
٢٦ نوفمبر٢٠١٩