الجبهة الثورية المعارضة تشن هجوماً عنيفاً على الصادق المهدي لتحذيره من اسقاط النظام السوداني بالقوة المتحدث باسم الجبهة الثورية : نرفص وصايا المهدي في وسائل نضالنا لاسقاط النظام
لندن – مصطفى سري :شنت الجبهة الثورية السودانية هجوماً عنيفاً على رئيس حزب الامة المعارض الصادق المهدي بشأن تحذيراته التي اطلقها بان اسقاط النظام السوداني بالقوة سيؤدي الى تفكيك وتدويل البلاد ، واتهمته بانه يسعى الى فرض وصايا على الاخرين في استخدام وسائلهم النضالية لاسقاط النظام ، ونفت بشدة وجود اي اجتماع رسمي تم عقده بين قيادتها مع مريم الصادق المهدي القيادية في حزب الامة في كمبالا . ووصف المتحدث الرسمي باسم الجبهة الثورية ابو القاسم امام الحاج تصريحات زعيم حزب الامة الصادق المهدي اول امس بان اسقاط النظام بالقوة سيؤدي الى تفكيك البلاد وتدويل قضاياها بانه نوع من الوصايا ، وقال ان وسائل عمل الجبهة الثورية لاسقاط النظام بما فيها الكفاح المسلح تقرره قيادة الجبهة وليس اية جهة اخرى ، واضاف ان من الوسائل التي اعتمدتها الجبهة الثورية النضال الجماهيري ، الانتفاضة والاضراب السياسي والكفاح المسلح ،وقال ( هذه وسائل نضالنا والهدف منها اسقاط النظام وتغيير بنية الدولة السودانية والوصول الى سلام دائم وديموقراطية حقيقية ) ، وتابع ( حديث المهدي بان تتحول هذه القوى الى العمل المدني سابق لاوانه لانه يمكن ان يحدث بعد اسقاط النظام ولا مجال لالقاء السلاح ونحن ايضاً مع النضال السلمي الذي يقود الى تغيير جذري بمعالجة جذور الازمة السودانية ) ، وقال ( هذه خيارات الجبهة الثورية وليس للمهدي ان يحدد لنا ما نقوم به لان ذلك هو نوع من الوصايا نرفضها ) ، داعياً الاحزاب السودانية بما فيها من اسماها بالقوى التقليدية ومنها حزب الامة احترام خيارات الاخرين في وسائل النضال . وقال الحاج ان الحكومة السودانية لا تؤمن بالسلام والتحول الديموقراطي وانها خصصت ميزانيتها للحروب التي تخوضها في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور وحتى اقصى الشمال ، واضاف ( النظام بسلوكه في القتل والتشريد وارتكابه حرب الابادة الجماعية يومياً قاد الى تدويل القضية السودانية ) ، مشيراً الى ان الدولة السودانية منذ نشؤها قبل (50 ) عاماً وعبر كل الانظمة بما فيها النظام الديموقراطي واصلت الحروب على شعوب الهامش ، وقال ( الصادق المهدي يتحدث عن تفكيك السودان اذا اقتلعنا النظام بالقوة ، فهل نسي هو ان البشير ونظامه هم من فصلوا الجنوب ويعملون الان على تفكيك بقية السودان بالحروب ؟ ) ، واضاف ان قضايا السودان تم تدويلها منذ ان وصل البشير الى السلطة عام 1989 والدليل ان البشير وكبار معاونيه اصبحوا مطلوبين الى المحكمة الجنائية الدولية ، وقال ان الصادق المهدي لا يريد ان تتم محاكمة البشير في لاهاي ، وتابع ( يبدو ان المهدي في طريقه الى الاندماج مع النظام عبر ما حديثه المتكرر بانه يمكن ان يتم تطبيق النموذج اليمني في السودان ) ، وقال ( يعني ابدال وليس تغيير بنية النظام في المركز وهذا خطير جدا لا سيما ان هناك الالاف في السجون ومن قتلوا في نيالا بسبب المظاهرات الشهر الماضي ) ، واضاف ( للاسف الصادق المهدي لم يشر الى ذلك وهذا يعني انه ضد الانتفاضة الشعبية ) ، معتبراً ان ذهاب النظام الحالي سيؤدي السلام والديموقراطية الحقيقية ، واضاف ( لكن وجوده يعني تفتيت البلاد ولا يمكن ان نظل تحت نظام مثل هذا ) . واوضح الحاج ان تحالف الجبهة الذي يضم (حركات تحرير السودان فصيلي مني اركو مناوي وعبد الواحد محمد نور والعدل والمساواة والحركة الشعبية في شمال السودان ) ، لم يعقد اي اجتماعاً رسمياً مع القيادية في حزب الامة مريم الصادق المهدي خلال زيارتها الى كمبالا قبل اسبوع ، واضاف ان حزب الامة وقع اتفاقاً مع حركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي وان ذلك لا يعني انها اجرت حوراً مع الجبهة الثورية ، وقال ( لم يتم اي لقاء مباشر ورسمي بين الجبهة الثورية مع مريم الصادق المهدي او اي مناقشة سياسية معها ) . من جانبه قال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جبريل بلال ان موقف حركته من العمل المدني مبدئي وانه موجود في وثائقها مع استخدام كافة الوسائل بما فيها النضال المسلح لاسقاط النظام ، واضاف ان حديث الصادق المهدي حول اتخاذ الوسائل المدنية تحصيل حاصل وان تحديده لوسائل اعمالنا في النضال نوع من الوصاية ، وقال ( موقف المهدي تعضيد للمشاركين من حزبه في الحكومة واصبح هو الاحرص على بقاء نظام البشير اكثر من حرصه على اسقاطه والوقوف الى جانب قوى الهامش وتحويل الدولة لصالحها ) ، واضاف ( نحن نرفض وصايا المهدي علينا وندعوه هو وقيادات الاجماع الوطني الى الاتفاق على برنامج واحد هو اسقاط النظام بكافة الوسائل المتاحة ) ، وتابع ( نحن في قوى المقاومة الثورية نعمل في هذا الاتجاه وعلى الاخرين ان يكفوا من الاساءة لوسائلنا التي اخترناها ) ، وقال ان على الصادق المهدي الاختيار بين الوقوف مع مرتكبي جرائم الحرب والابادة الجماعية او اسقاطهم بكل الوسائل بما فيها العمل المسلح ، واضاف ( يبدو ان المهدي نسي ان تدويل القضية السودانية تمت من وقت مبكر والدليل وجود القوات الدولية والاغاثة التي تقدمها المنظمات العالمية لاكثر من اربعة مليون في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور ) ، وقال ( والبشير ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين ووالي جنوب كردفان احمد هارون مطلوبون لدى المحكمة الجنائية الدولية ) ، متهماً المهدي بانه يسعى الى المشاركة مع النظام بشكل او اخر ، وقال ( نستغرب جداً بان من اخذت منه السلطة بالقوة مثل الصادق المهدي وهو اخر رئيس وزارء ديموقراطي ان يندمج مع من اخذ
ها منه بدلاً من اسقاطه ) ، واضاف ( يجب ان يكون المهدي الاحرص على وحدة قوى الاجماع الوطني وحزبه لاسقاط النظام ) ، مؤكداً ان القيادية في حزب الامة مريم الصادق المهدي لم تجتمع مع قيادة الجبهة الثورية رسمياً .