الجامعة العربية تعقد اجتماعاً في دارفور وحركة تحرير السودان ترفض المبادرة

سنوات والقتال مازال مستمرا في دارفور
سنوات والقتال مازال مستمرا في دارفور

الجامعة العربية تعقد اجتماعاً في دارفور وحركة تحرير السودان ترفض المبادرة

للمرة الأولى في تاريخها عقدت الجامعة العربية اجتماعاً لها في دارفور في مبادرة “للتضامن مع السودان” إلا أن حركة تحرير السودان رفضت المبادرة “جملة وتفصيلا”. دويتشه فيله حاورت زعيم الحركة ومسؤول ملف السودان بالجامعة العربية

جرت العادة أن  يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعاته الدورية في عواصم الدول الأعضاء؛ إلا أن المجلس خرق هذه القاعدة بأن عقد اجتماعا استثنائيا في إقليم دارفور بغرب السودان. وخرج الاجتماع بـ “إعلان الفاشر” نسبة إلى حاضرة الإقليم، والذي أكد على “التضامن الكامل مع السودان في حفاظه على سيادته وأمنه وحدة أراضيه وشعبه” بحسب نص البيان.

“التضامن مع السودان ورسالة لأهل دارفور”

تقرير للأمم المتحدة وصف عدم تمثيل النازحين في المخيمات بأنه على رأس المشاكل في الانتخابات المرتقبة
تقرير للأمم المتحدة وصف عدم تمثيل النازحين في المخيمات بأنه على رأس المشاكل في الانتخابات المرتقبة


الجامعة العربية أرادت من خلال عقد الاجتماع الاستثنائي في مدينة الفاشر تحقيق مجموعة من الأهداف، كما يقول زيد الصبان، مسؤول السودان بمكتب الأمين العام للجامعة  أهمها “الإعلان عن التضامن العربي مع السودان في مواجهة كافة التحديات خلال الفترة القادمة”. في هذا السياق يضيف الصبان، في حوار مع دويتشه فيله، أن الجامعة “يجب أن تقف إلى جوار السودان في هذه الفترة المقبلة التي تعتبر محورية في تاريخه”، خصوصا أن السودان “اختار طريق التسوية السلمية لكافة الأزمات فيه”.

وجاء هذا الاجتماع في وقت دخلت فيه العلاقات بين السودان وتشاد طورا جديدا؛ وهو ما رحبت به الجامعة واعتبرته خطوة ضرورية لتسوية الأزمة في دارفور. ويضيف الصبان بأن الاجتماع يمثل رسالة لأهل دارفور أيضا بأن الجامعة لا تلعب دورا سياسيا في أزمة دارفور فحسب، بل تساهم في توفير خدمات أساسية لسكان الإقليم بـ”اعتباره واجبا لا يحتمل التأجيل.”

و قام الأمين العام للجامعة عمرو موسى، ومندوبو الدول الأعضاء، بجولة في ولايتي جنوب وغرب دارفور، في اليوم الذي سبق عقد الجلسة الاستثنائية، لتدشين مشاريع تنموية بدأت بها الجامعة العربية هناك. وفي هذا الإطار تم افتتاح قرى نموذجية ومشاريع خدمية وصحية ومراكز مياه.

“رفض مبادرة الجامعة العربية جملة وتفصيلا”

لكن حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، أحدى أكبر الفصائل المسلحة في إقليم دارفور، ترفض مبادرات الجامعة العربية جملة وتفصيلا، إذ أنها ترى في توجه الجامعة هذا “تماشيا مع خط التهجير الذي تنتهجه حكومة الخرطوم، مما يضفي الشرعية على محاولة الحكومة لاحتلال أراضي شعب دارفور”، حسب كلام نور زعيم، في حوار مع دويتشه فيله. ويضيف بأن “أي تحرك من هذا القبيل سيواجه بالرفض سياسيا وعسكريا.”

ويتابع رئيس حركة تحرير السودان المقيم في باريس بأن “هناك منظمات تابعة للأمم المتحدة وبإمكان جامعة الدول العربية التنسيق عن طريقها، إذا كانت جادة في سعيها لتقديم الدعم المادي والخدمات للنازحين”، وإلا فإن الجامعة الدول العربية تصبح جزءا من “مخطط النظام لتعريب المنطقة وطرد السكان الأصليين وإضفاء الشرعية على احتلال القادمين الجدد.” لكن الصبان يرد على هذا بأن القرى لا “تضم منازل مخصصة للسكن، بل هي مؤسسات صحية وتعليمية واجتماعية أنشأت لخدمة النازحين”. وإذا قرر هؤلاء العودة إلى ديارهم فستكون هذه القرى “مستمرة في تقديم الخدمات”، حسب الصبان.

السلام أولا…ثم الانتخابات

 حركة تحرير السودانالبشير يسعى من خلال الانتخابات لإضفاء الشرعية على النظام الانقلابي
حركة تحرير السودان”البشير يسعى من خلال الانتخابات لإضفاء الشرعية على النظام الانقلابي”

وتزامن الاجتماع مع بداية الحملة الانتخابية في البلاد، لكن الأمين العام للجامعة العربية أكد أن التوقيت لم يكن مقصودا وإن أرادت الجامعة الاستفادة منه لتأكيد مساندتها لإرادة “الشريكين في الشمال والجنوب لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل بينهما”.  بيد أن حركة تحرير السودان، التي تتبنى موقفا معارضا لإجراء الانتخابات، تتساءل كيف يمكن إجراء انتخابات و”شعب دارفور يتعرض للقتل والتهجير”، وفقا لتعبير نور. ويرى القيادي الدارفوري البارز بأن الحزب الحاكم في السودان يسعى إلى إجراء الانتخابات بعد أن “شكل لجنة انتخابات أحصت سكان السودان بالطريقة التي تضمن له الفوز وتضفي شرعية على النظام الانقلابي”.

وتشدد حركة تحرير السودان بزعامة محمد نور على أن تحقيق السلام ينبغي أن يسبق الانتخابات. والسلام حسب محمد نور يجب أن يبدأ “بوقف الإبادة الجماعية ونزع سلاح الجنجويد” ثم تأتي بعد ذلك الخطوة الثانية أي “معالجة جذور المشكلة في دارفور وفي عموم السودان” بعد ذلك تأتي الانتخابات “كتطور طبيعي”. لكن رغم معارضة محمد نور هذه فإن معظم حركات التمرد الأخرى تجري مفاوضات مع الحكومة السودانية سواء عن طريق الوساطة القطرية أو ما تردد عن وساطة تشادية جديدة.

بدوره دعا “إعلان الفاشر” الحركات المسلحة لتوحيد مواقفها و”الالتحاق بركب السلام”. وناشد مسؤول ملف السودان بالجامعة العربية زيد الصبان في حواره مع دويتشه فيله هذه الحركات “العودة إلى المفاوضات خصوصا وأنها تتم برعاية عربية أفريقية تلقى كل الدعم الدولي.”

الكاتبة: نهلة طاهر

مراجعة: عبده جميل المخلافي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *