الترابي : تغيير النظام يحتاج إلي مهر ((لمهر غال)) من الشعب السوداني..الترابي: لا ننتظر ممن لا يلتزم بالقرآن الالتزام بالدستور

قال إن «الغالي بغلاوته يضوقك حلاوته»
الخرطوم: اسامة ابوشنب: محمد سعيد: رأى زعيم المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي ان الشعب السوداني يتعين عليه ان يدفع المهر غالياً لتغيير النظام القائم، لكنه ابدى خشيته من ان يؤدى التغيير غير المنظم والمرشد الى تفتيت البلاد، مبيناً ان سكان الاقاليم في دارفور وجنوب كرفان والشرق اصبحوا اكثر وعياً من ذي قبل للمطالبة بحقوقهم، وقلل في الوقت نفسه من المساعي الجارية من قبل الحكومة لاقرار دستور دائم في البلاد قائلاً ان»من لا يلتزمون بالقرآن لا ننتظر منهم ان يلتزموا بالدستور».
واعتبر الترابي في حوار مع «الصحافة» ينشر بالداخل عملية المشورة الشعبية في النيل الازرق وجنوب كردفان غير ذات جدوى «وكلام فارغ ساكت»، مشيراً الى ان المجالس التشريعية التي ستقرها «هي نفسها مجالس منتخبة زوراً»، كما انتقد الترتيبات الجارية لزيادة عدد ولايات دارفور، وقال انها لا تعدو ان تكون مخارجة للمحاصصة ومنح وظائف ووزارات ارضاء لقبائل وجهات محددة».
وشدد الترابي على ان الشعب السوداني يتحمل المسؤولية الاكبر في التغيير، ويدفع مهراً غالياً ان كان يريد الحرية، وان تكون له اسهم في الحكم قائلا «الرخيص برخصتو يضوقك مغصتو، والغالي بغلاوتو يضوقك حلاتو».

قال لـ«الصحافة» إن «الغالي بغلاوته يضوقك حلاوته»:
الترابي: تغيير النظام يحتاج إلى «مهر غالٍ» من الشعب
حوار : أسامة أبوشنب – محمد سعيد: رأى زعيم المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي ان الشعب السوداني يتعين عليه ان يدفع المهر غالياً لتغيير النظام القائم،لكنه ابدى خشيته من ان يؤدى التغيير غير المنظم والمرشد الى تفتيت البلاد،مبيناً ان سكان الاقاليم في دارفور وجنوب كرفان والشرق اصبحوا اكثر وعياً من ذي قبل للمطالبة بحقوقهم، وقلل في الوقت نفسه من المساعي الجارية من قبل الحكومة لاقرار دستور دائم في البلاد، قائلاً ان»من لايلتزمون بالقرآن لا ننتظر منهم ان يلتزموا بالدستور».
واعتبر الترابي في حوار مع «الصحافة» عملية المشورة الشعبية في النيل الازرق وجنوب كردفان غير ذي جدوى «وكلام فارغ ساكت»،مشيراً الى ان المجالس التشريعية التي ستقرها « هي نفسها مجالس منتخبة زوراً» ،كما انتقد الترتيبات الجارية لزيادة عدد ولايات دارفور ،وقال انها لا تعدو ان تكون مخارجة للمحاصصة ومنح وظائف ووزارات ارضاء لقبائل وجهات محددة».
وشدد الترابي على ان الشعب السوداني يتحمل المسؤولية الاكبر في التغيير،ويدفع مهراً غالياً ان كان يريد الحرية وان تكون له اسهم في الحكم وقال»الرخيص برخصته يضوقك مغصته والغالي بغلاوته يضوقك حلاوته».
فالى مضابط الحوار

«من لايلتزمون بالقرآن لا ننتظر منهم أن يلتزموا بالدستور»
– بعد اسقاط البنود الخاصة بالجنوب في الدستور تحدث البعض عن ضرورة إعداد دستور جديد آخر..بحكم انك رجل قانون كيف ترى مساعي تعديل بنوده الجارية حالياً؟.
* مقاطعاً: كلمة دستور دي ما تستعملوها..وانتوا ما بتعرفوا معناها.. قبيل قلنا ليكم ما في حاجة اسمها دستور.. قانون الأمن يعملوه هم قانون استثنائي ضد الحريات وضد البشر.. يركبوكم ويكسروكم بيه.. كلمة دستور ما عندها أي معنى… كلمة دستور كلكم ما بتفهموا ليها معنى بالعربي لو قلنا المرأة «دسترت» دي حاجة كويسة؟… الدستور عهد بين الناس معناه أن الـ40 مليونا يتعاقدوا على نظام حكم – وليس عهداً بين شخص واحد وآخرين… الـ40 مليونا تتم خيانتهم الآن.. فكلمة دستور – هؤلاء – ليست لديهم قيمة بالنسبة ليهم – هي زينة فقط… علم وموسيقى ونشيد وطني وما تعرف ايه… هؤلاء يتحدثون عن حريات وحقوق انسان في الدستور – هذا كله كلام فارغ – أنا أسألك.. أيهما أهم القرآن أم الدستور؟ ويجيب مواصلاً: القرآن طبعاً.. كل الناس يقولون ما لا يفعلون «كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون»… كل العالم الاسلامي هكذا… يأكل ربا كله خمور الا ثلاثة أو أربعة بلاد.. يقول الله أمرهم شورى بينهم… كل البلاد الاسلامية عسكريات ودكتاتوريات… الله قال مشيئة حرة «حتى في الزول البطعن في الله ذاتو» ..يقرأ الاية «يقولون الله فقير ونحن أغنياء… يد الله مغلولة» ديل يقول لا… ممنوع أحزاب مافي…ياخي الله قال في حزب الشيطان «أولئك حزب الشيطان».. لا قال سجلوها ولا قال ما مسجلين«في اشارة الى المطالبة بالتسجيل لدى شؤون الاحزاب»… بس قال ما تنضم ليهم.. ابقوا مع حزب الله مع الناس التانين بس… الله قال للنبي «صلى الله عليه وسلم» المال العام ما تهبشه… ديل يأكلوا بالملايين وأنتم شايفين.. العمارات..و العربات.. هؤلاء القرآن ما عنده قيمة عندهم، تقول لي الدستور؟.
نحن حين نأتي كلنا كسودانيين.. نتعاهد ونتفق كيف نحكم أنفسنا… عندئذٍ أي كلمة حتكون عندها قيمة وعندها معنى وعندها ضمانات.. عندئذٍ نتناقش عبر الصحف والرأي العام كله يشارك.. ما يجو ناس متخصصين ليمرروا مصالحهم… هل هناك محكمة أو أي جهة تقدر تقول للرئيس جاوزت حدودك أو اختصاصاتك… أنتم تعرفون جيداً ان كل القضاء تحت السلطة.. المحكمة الدستورية تحت أمر النائب العام والسلطات الأمنية .
– أين المخرج اذن؟.
* المخرج في الشعب.. مسؤولية الشعب في النهاية.. الله يوم القيامة حيجيب الذين استكبروا ويجيب الذين رخوا ليهم وبركوا تحتهم… يوم القيامة الاثنين مع بعض تقلب وجوههم في النار «يقولون ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول وقالوا ربنا أطعنا سادتنا»… اذن هم معاهم.. أكلمك النصيحة المسؤولية أساساً في النهاية ترجع للشعب.. المجرم الأكبر طبعاً بيأخد عقوبات أكبر.. لكن الشعوب لها مسؤولياتها…. هم يقولون مؤامرات أجنبية ومؤامرات ايه ما تعرف.. التغييرات التي حصلت في السودان.. في اكتوبر هل تمت بمؤامرات… هناك شعوب الآن غيرت حكومات.. الشعوب هي المسؤولة.. واذا هي متأذية فقد أذت نفسها.. جابت ناس سرقوا قروشها واموالها وظلموها وقسوا عليها واذلوها وأذلوا أبناءها وتركوا أغلبهم منافقين… يأخي نحن أيام النميري شفنا كل البلد بقت اتحاد اشتراكي.. يعني كلهم خلوا أحزابهم التي شبوا وقاموا عليها… لكن في اليوم الذي سقط فيه النميري لم يبق ولا واحد منهم اتحاد اشتراكي.. كله نفاق.. يعني كل الشعب تحول الى منافقين…
– لكن هذا النظام ليس كالاتحاد الاشتراكي.. ما وجه الشبه بينهما؟.
* ياخي الاتحاد الاشتراكي كله جيش وأمن وتم تغييره بانتفاضة.. وأمامك سوريا الآن النظام يدفع بالدبابات.. والشعب برضو بيطلع… رغم أن جيشه عقائدي وبعثي و شيعي.. ويدهس الناس بالدبابات والرصاص.. الناس مارقة.. نعم هم يقتلون بالعشرات يومياً.. لكن المظاهرات لم تتوقف بل تتزايد.. الجيش الايراني… كان جيشا منظما وعقائديا وتم التغيير آنذاك.. الناس يجب أن تدفع المهر غالياً… أي حاجة في السوق غالية تشتريها بقروش غالية.. والرخيص تشتريه رخيص «برخصته يضوقك مغصته والغالي بغلاوته يضوقك حلاوته» …اذا أردتم حريات وتكون لديكم اسهم في الحكم …ما ضروري تكون وزير.. لكن لازم يكون عندك رأي.. ورأي له قيمة.. لذلك الناس لازم يدفعوا ثمن وثمن غالي.
-المشورة الشعبية في النيل الأزرق وجنوب كردفان برأيك الى ماذا ستفضي؟.
* ده كلام فارغ.. أنا زول قانوني ده تضليل… مثلها مثل الحريات وحقوق الانسان التي يتمشدقون بها.. الانتخابات في جنوب كردفان… زيها زي الانتخابات الفاتت كلها مزورة.. والمشورة الشعبية حتجيزها مجالس منتخبة زوراً… هسع المجلس الوطني بتاعهم ده… تمشي ليه أي شئ من الرئيس يصفقوا ليه.. بكره يتغير الرئيس كلهم يبقوا ضده… أما المراقبون الدوليون كانوا دايرين فقط يعملوا ليهم استفتاء الجنوب رغم انهم يعلمون جيداً ان الانتخابات مزورة.
– هل تعتقد أن المعارضة قدر التحدي الموجود؟.
* يجب الا ننظر للاحزاب الحالية الآن… مرة فوق ومرة كده… ما ثابتة …لكن يجب أن تنظر لارادة الشعب.. والشعب الآن مهيأ… واذا الشعب يوماً أراد الحياة لابد أن يستجيب القدر… لكن كل زول الآن عايش عيشتو براه… يقولوا النظام سوا لينا كبري وخزان وما أدراك ويقولوا ما عندنا عوجة… خلاص رضيانين.. الشعب في كل السودان داير تعبئة… وتتعرض لمخاطر شوية يجب أن يعرفوا أن كل الناس ما بموتوا ولكن قد يتعرض البعض لرصاص وسجون.
– لكن أي تحرك في الوقت الحاضر قد يؤدي الى تفتيت السودان؟.
* نعم هذا خطر حقيقي.. اتفق معك تماماً… هناك من يقول ان الحكومة عندها قوات دفاع شعبي وعندهم سلاح… ويقولوا أي محاولة لتغيير النظام كلنا حنروح في ستين داهية.. هذا كلام فارغ حقيقة أنا خايف من الكلام القلتو انت… لو ماكانت العملية منظمة ومرشدة ..الانتقال من هذا النظام ستكون آثاره مدمراً تفتيت البلاد.. ونحن رأينا ما حدث في افغانستان كان في ارادة ولكن لم يكن التغيير منظماً.. يجب أن يكون هناك نظام عند التغيير… السودان كله أصبح واعياً.. ناس دارفور دايرين وليهم مطالبهم، وكذلك جنوب كردفان، النيل الازرق والشرق…ذهاب الجنوب هو أكبر مأساة في تاريخ السودان.. ما ممكن زول يقطعوا كراعيه الاتنين ويقول انه طلع من المستشفى متعافي وكويس واعتيادي.
– كيف كان وضعك في السجن؟.
* حال السجن الآن اقل ما يمكن ان يوصف به انه متخلف…انا قضيت اكثر من 12 عاماً متفرقة في السجون..عندما دخلنا لسجن كوبر في العام 89 كان الوضع افضل بكثير من الآن…لم ار في حياتي شيئاً تدهور مثل السجن..كنا في تلك الازمان نصلي جماعة في السجن…التلاوة في جماعة ..اما الآن حتى الصلاة جماعة منعوها..وحين تصلي يجب الاترفع صوتك…حتى لايعرفك احد..في فترتي الحالية التي قضيت فيها قرابة الاربعة اشهر لم أر وجه جاري في الزنزانة اطلاقاً والى ان خرجت لا اعرف من هو..فقد منعت في اول الامر من كل شئ الى ان جاء نائب مدير جهاز الامن وهو من جنوب السودان وسمح لي بالكتب والقلم والتربيزة…اقول ان السجن الذي هو اصلاح وتهذيب..يقوم بدور عكسي الآن..ما يسمون بالاحداث يدخلون «الاصلاحية» يمكن في عملية سرقة صغيرة ..يصبح بعد ذلك» مجرماً خريجاً».

«الصحافة»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *