البشير يقر بوقوع جرائم مروعة بدارفور
مصر تستضيف اليوم مؤتمر إعمار الإقليم
هامبورج – وكالات -أقر الرئيس السوداني عمر البشير بوقوع جرائم مروعة في إقليم دارفور المتأزم منذ عدة سنوات. وقال البشير في حوار مع مجلة شبيجل التي ستصدر غدا الاثنين في ألمانيا إن هذا هو ما يحدث في جميع أنحاء العالم عندما تخرج جماعات مسلحة على حكوماتها.
وقال البشير إن من واجبه العمل على الالتزام بالقوانين وإنه مسؤول عن كل ما يحدث أثناء تنفيذ هذه المهمة. يشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أصدرت العام الماضي أمر اعتقال بحق البشير الذي تتهمه بالمسؤولية عن وقوع جرائم تطهير عرقي بحق سكان دارفور. وحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن نحو 300 ألف شخص لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرب الأهلية في دارفور عام 2003. ويقدر عدد المشردين بسبب هذه الحروب في دارفور بنحو 3ر2 مليون لاجئ. وتتهم الحكومة الأمريكية ومنظمات حقوقية حكومة الرئيس البشير بارتكاب جريمة التطهير العرقي بحق سكان دارفور. وردا على ذلك قال البشير في حواره مع المجلة الألمانية إن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة. ورشح البشير نفسه مجددا في الانتخابات الرئاسية المزمعة نهاية أبريل المقبل وهي الانتخابات الأولى التي ستجري منذ انتهاء الحرب الأهلية في السودان والتي استمرت نحو عشرين عاما. وذهب البشير إلى أن الصراع الذي ساد السودان خلال السنوات الماضية كان عبارة عن مؤامرة موجهة من الخارج. وردا على اتهامه بإيواء زعيم القاعدة أسامة بن لادن في بلاده حتى عام 1996 قال البشير إن بن لادن جاء إلى السودان آنذاك كرجل أعمال وليس كإرهابي وأنه أنشأ كمستثمر مطار بور سودان بتمويل من الحكومة السعودية. من جهة تستضيف مصراليوم الاحد المؤتمر الدولي للمانحين لتنمية وإعمار دارفور ،” التنمية من اجل السلام”، الذى يعقد برئاسة مشتركة بين مصر وتركيا، وتحت مظلة منظمة المؤتمر الاسلامي. وصرح السفير محمد قاسم مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية امس السبت بأنه تم توجيه الدعوات لحوالى 80 دولة، مشيرا إلى أن الدعوة وجهت من أكمل إحسان الدين أوغلوا الامين العام للمنظمة وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية ونظيره التركي أحمد داود أوغلو. تشارك في المؤتمر 25 دولة مانحة، بالاضافة الى أعضاء المنظمة، بجانب منظمات دولية مثل الامم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومنظمات غير حكومية مثل اتحاد الاطباء العرب. وأكد قاسم أن الهدف من المؤتمر توفير ملياري دولار لاقامة المشروعات التي سيتم طرحها أمام المؤتمر ، وتتضمن ستة مجالات هي الاسكان والتخطيط العمراني والزراعة والثروة الحيوانية والغابات وصناعة الاسمنت والطرق والتصنيع الزراعي والتنمية الريفية وتنمية المرأة وبناء القدرات، بالاضافة الى مشروعات في المياه والصحة والتعليم حيث تم التشاور مع الحكومة السودانية حولها وأشرف على تحديدها مجموعة من الخبراء فى منظمة المؤتمر الاسلامي والسودان. وأضاف أنه سيتم تشكيل لجنة لمتابعة وتقييم وتحديد المشروعات التى سيتم البدء في إنشائها على مدار الثلاث سنوات القادمة من خلال صندوق أو بنك توضع فيه حصيلة المنح التي ستتعهد بها الدول خلال المؤتمر والانفاق منه على هذه المشروعات، مشيرا إلى أنه تم عقد اجتماع الاسبوع الماضي مع سفراء الدول المانحة بالقاهرة لتوضيح المشروعات المطروحة. كما أوضح قاسم أن الهدف من عقد المؤتمر الانتقال من مرحلة تقديم مساعدات إغاثة الى مرحلة التنمية لتشجيع العودة الطوعية للنازحين الى قراهم وجعل عنصر التنمية عنصرا جاذبا لعودة هؤلاء النازحين الذين يزيد عددهم عن مليونين وتحقيق الامن والاستقرار في اقليم دارفور الذى يشعر أنه مهمش لعدم وجود خدمات اساسية. وأشار قاسم إلى جهود بلاده في دارفور حيث ارسلت القاهرة قوافل طبية عديدة، حكومية وغير حكومية، كما أقامت مستشفى ميدانيا في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ويعمل بها 18 طبيبا مصريا ساهموا في علاج أكثر من 80 ألف حالة وقدم الهلال الأحمر المصري مساعدات متنوعة، وتم حفر 10 آبار في دارفور في إطار خطة لحفر 40 بئرا لحل جذور الصراع في دارفور على المياه والرعي، مشيرا إلى مشاركة مصر بقوة كبيرة في قوات حفظ السلام الهجين، التي تضم قوات من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي.
الراية القطرية