الخرطوم (رويترز) – قالت وكالة السودان للأنباء يوم الثلاثاء إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير إعتذر عن عدم قبول دعوة من الاتحاد الافريقي لمقابلة رئيس جنوب السودان سلفا كير يوم الأربعاء بهدف حث خطى محادثات السلام المتعثرة بين الجانبين.
واقترب البلدان من الحرب عندما تصاعد القتال على الحدود في ابريل نيسان في أسوأ أحداث عنف منذ أعلن جنوب السودان استقلاله قبل عام بموجب اتفاق للسلام ابرم في 2005 وأنهى حربا أهلية استمرت عقودا.
وتوقفت محادثات برعاية الاتحاد الافريقي بسبب قضايا محل نزاع منها ترسيم الحدود والرسوم التي يتعين أن يدفعها الجنوب غير المطل على أي بحار مقابل تصدير نفطه من خلال خطوط أنابيب الشمال.
ويواجه البلدان خطر عقوبات من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ما لم يحلا النزاعات بينهما بحلول يوم الخميس.
وقالت وكالة الأنباء إن رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي وسيط الاتحاد الافريقي دعا البشير لمقابلة كير في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا غدا الأربعاء.
لكن وزارة الخارجية السودانية قالت إن البشير اعتذر عن عدم حضور الاجتماع بسبب زيارة مقررة سلفا لقطر.
وقال العبيد مروح المتحدث باسم الوزارة لوكالة السودان للأنباء إن الحكومة تفضل عقد مثل هذه القمة بعد إعداد وتخطيط جيدين.
وأضاف إن قمة الرؤساء لا تبحث تفاصيل المفاوضات بل تحسم بعض القضايا للتوصل إلى نتائج إيجابية لكل من البلدين.
وفي نيويورك قال السفير البريطاني لدى الامم المتحدة مارك ليال جرانت للصحفيين ان وفاء الخرطوم وجوبا بالمهلة التي تنتهي يوم الخميس للوصول الى نتائج لحوارهما أمر حاسم.
واضاف ليال جرانت الذي كان يتحدث بعد وافق مجلس الامن على تمديد تكليف قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور “كنا نأمل ان يلتقي الزعيمان في وقت مبكر هذا الاسبوع كي يحاولا حل تلك الخلافات المتبقية.”
وتابع “نحن نحث الزعيمين على ابداء الحنكة السياسية اللازمة لتقديم التنازلات الضرورية حتى يمكن التوصل الى اتفاق في هذه القضايا المعلقة. لقد حدد مجلس الامن موعدا نهائيا ويتوقع تحقيق نتائج بحلول هذا الموعد.”
لكن دبلوماسيين قالوا انه نظرا لمعارضة روسيا والصين للعقوبات فمن غير المتوقع ان يفعل المجلس اي شيء غير اصدار بيان يؤنب السودان وجنوب السودان إذا لم يفيا بموعد الخميس كما هو متوقع.
وقال مروح إن الجانبين حققا تقدما في محادثات النفط لكنهما لم يتوصلا بعد إلى اتفاق. واصاف ان المحادثات الخاصة بالخلاف على الحدود ستستأنف يوم الأربعاء.
ولم يرد على الفور تعليق من جنوب السودان أو الاتحاد الافريقي.
وأوقف جنوب السودان إنتاج النفط في يناير كانون الثاني بعد أن فشل الجانبان في الاتفاق على رسوم التصدير وبدأت الخرطوم سحب كميات من النفط قائلة انها تعويض عن الرسوم غير المدفوعة.
ويتهم السودان جنوب السودان بدعم المتمردين في ولايتين حدوديتين وفي منطقة دارفور وهي اتهامات يرى بعض الدبلوماسيين أنها جديرة بالتصديق رغم نفي جوبا.
ويتهم جنوب السودان الخرطوم بقصف أراضيه. وينفي السودان هذه المزاعم بشكل معتاد لكن مراسلين لرويترز شهدوا بضع غارات جوية.
(إعداد عمر خليل للنشرة العربية – تحرير وجدي الالف)