البشير يشدد على أن أبيي شمالية.. والحركة الشعبية تتهمه بالإعداد لحرب بولاية كردفان
الرئيس السوداني يقيل رجل مخابراته المثير للجدل.. وسط خلافات داخل الحزب الحاكم
الخرطوم: فايز الشيخ لندن: مصطفى سري
اتهمت الحركة الشعبية الرئيس السوداني عمر البشير بالإعداد لحرب جديدة في جنوب كردفان بعد نشر 18 ألفا من القوات العسكرية. وشدد البشير وهو يخاطب تجمعا جماهيريا في مدينة المجلد المجاورة لأبيي «أقولها وأكررها للمرة المائة أبيي شمالية وستظل شمالية»، وسط توتر شديد في الولاية التي تشهد انتخابات مهمة بداية الشهر المقبل.
إلى ذلك أصدر الرئيس السوداني قرارا بإقالة أكبر مسؤوليه الأمنيين من منصبه كمستشار في سياق خلافات بدأت تضرب الحزب الحاكم. كما أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أنه لن يعترف بدولة جنوب السودان المتوقع إعلانها في التاسع من يوليو (تموز) 2011 في حال ضمت منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب.
وقال الدرديري محمد أحمد مسؤول أبيي في المؤتمر الوطني لوكالة الصحافة الفرنسية «يعد تضمين مشروع دستور دولة جنوب السودان نصا يجعل منطقة أبيي جزءا من دولة الجنوب خرقا لاتفاقية السلام الشامل وتجاوزا لاستفتاء تقرير المصير لجنوب السودان الذي ينص على أن جنوب السودان هو ما يقع جنوب حدود يناير (كانون الثاني) 1956».
وأضاف أن «المؤتمر الوطني يعلن أنه لن يقبل هذا النص ولن يعترف بهذا التجاوز وسيعيد النظر في الاعتراف بدولة الجنوب المتوقع إعلانها في التاسع من يوليو في حال أصر الجنوب على تضمين هذا النص في دستوره».
وبدأت ولاية جنوب كردفان التي يزورها الرئيس السوداني عمر البشير في حالة من التوتر بعد أن بلغت الحملات الانتخابية أوجها للتنافس على منصب والي الولاية الاستراتيجية والتي تجاور 4 ولايات جنوبية، وولايتين شماليتين بينهما جنوب دارفور المضطربة. ويتنافس على المنصب القيادي بالمؤتمر الوطني أحمد هارون المتهم بجرائم حرب في دارفور ونائب رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو. وقال البشير في خطاب جماهيري «إن الحكومة أتت بالسلام منتصرة وإنه حينما تم التوقيع على اتفاقية السلام كان التمرد يسيطر على 5 في المائة فقط من الولاية»، مشيدا ببطولات وتاريخ قبائل المسيرية وأبناء جنوب كردفان. وحسم البشير بأن «أبيي شمالية وستظل شمالية»، ويستعد أهل الولاية كذلك لاستفتاء حول المشورة الشعبية للإقليم.
لكن الحركة الشعبية ردت على خطاب البشير، وقال بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «الزيارة استخدام لموارد الدولة في حملة انتخابية تدخل في باب الأساليب الفاسدة كما ورد في المادة 96 والمعاقب عليها في المادة 101 من قانون الانتخابات بما في ذلك النقل المباشر عبر تلفزيون السودان (القومي) الذي يصرف عليه دافع الضرائب السوداني»، وعبرت الحركة عن أسفها لخطاب الرئيس في المجلد الذي وصفته بأنه لا شيء فيه إلا لغة الحرب والتهديد بالحرب. وأضاف أن خطاب الرئيس يؤكد «أن المؤتمر الوطني يريد أن يحول ولاية جنوب كردفان إلى ساحة للحرب ضد الجنوب باستخدام أبناء الولاية كوقود للحرب». وتتهم الحركة الحكومة السودانية بنشر 18 ألف جندي في المنطقة.
إلى ذلك، أعفى الرئيس البشير مستشاره للشؤون الأمنية صلاح عبد الله قوش من منصبه في خطوة مفاجئة بعد أن برزت خلافات بين قوش ورجل الإنقاذ القوي نافع علي نافع حول الحوار مع المعارضة. وكشفت المصادر عن اجتماع عاصف أمس ضم كلا من الرئيس البشير والدكتور نافع علي نافع، مساعد الرئيس السوداني، وصلاح عبد الله قوش مستشار البشير للأمن القومي، والبروفسور إبراهيم أحمد عمر القيادي البارز بالحزب الحاكم، وذلك على خلفية التصريحات المتضاربة التي شهدتها الساحة السياسية السودانية بين كل من نافع وقوش في اليومين الماضيين، الأمر الذي عكس صراعا خفيا داخل أروقة المؤتمر الوطني بالسودان.
وذكرت المصادر أن «هناك صراعا خفيا بين قبيلتي الشايقية والجعلين، يقوده علي عثمان محمد طه وصلاح قوش وعوض الجاز، ثلاثتهم من «الشايقية». أما التيار الثاني فيقوده نافع ويضم بكري محمد صالح وزير شؤون رئاسة الجمهورية، وعبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، وأحمد علي الإمام مستشار الرئيس للتأصيل، ومصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس. هكذا وظف نافع علي نافع النبرة القبلية المتزايدة في هرم السلطة، لتعزيز نفوذه».
وأبانت المصادر أن الدكتور نافع تمسك بموقفه، إلا أن المصادر رجحت في ذات الوقت تعيين قوش وزيرا للداخلية وذلك لتركيزه في العمل التنفيذي بعيدا عن السياسي. ويذكر أن البشير سبق أن أقصى قوش قبل عامين من منصب مدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات بعد تمدد الجهاز وتحوله لدولة داخل الدولة، لكن البشير عين الرجل في منصب مستشار الأمن. وفي ذات السياق يتوقع مراقبون إقالة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين وإبداله بوزير الرئاسة بكري حسن صالح، أو سفير السودان لدى مصر الفريق عبد الرحمن سر الختم.