الخرطوم – النور أحمد النور
رحّب الرئيس السوداني عمر البشير أمس، بالاتفاق الذي وقّعه وسطاء الاتحاد الأفريقي مع تحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية» الذي يمهد لمشاركتهم في الحوار الوطني لتسوية ازمات البلاد.
وأمر البشير بعد استقباله الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي ومبعوث الأمم المتحدة الى السودان وجنوب السودان هايلي منغريوس ، بالافراج عن رئيس حزب المؤتمر المعارض إبراهيم الشيخ.
وناقش مبيكي مع البشير الضمانات التي تمكّن المتمردين من المشاركة في الحوار، طالباً منه اتخاذ خطوات جادة لتهيئة المناخ المناسب باطلاق الحريات والمعتقلين. وركّز على تنسيق الجهود لتوحيد قنوات التفاوض مع المتمردين لإقرار هدنة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق. وقال مبيكي بعد اللقاء أنه اطلع البشير على الاتفاق الذي وقعه مع «الجبهة الثورية» و»آلية أحزاب الموالاة والمعارضة» الذي يمهد لحوار سوداني، موضحاً أن الرئيس السوداني رحّب بالاتفاق واعتبره خطوة جيدة لتعزيز مبادرته الحوارية.
في المقابل، قال وزير الدولة لشؤون الرئاسة السوداني الرشيد هارون للصحافيين إن البشير تسمك بعقد الحوار في البلاد باعتباره حوار سوداني – سوداني، مشيراً إلى أن مبيكي أبلغ مضيفه أنه سيطلع مجلس السلم والأمن الافريقي غداً على جهود الحوار السوداني قبل أن يُناقَش في مجلس الأمن الثلثاء المقبل.
إلى ذلك، حذر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان السفير توماس يوليشني من وجود جماعات ضغط متطرفة تعمل على الإضرار بالعلاقات بين السودان وأوروبا. وقال يوليشني لمساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور أمس، إن السودان على مفترق طرق ويجب اغتنام الفرص لمواصلة الإصلاحات والتحول الديموقراطي.
على صعيد آخر، تصاعدت المواقف المعادية لإيران في الخرطوم، إذ بدأ البرلمان السوداني أمس، بسنّ تشريع جديد يحارب نشر الفكر الشيعي والتيارات المتعارضة مع المذهب السنّي، باعتبار أنها «هدّامة وتجرم العقيدة».
وقال رئيس البرلمان الفاتح عزالدين للصحافيين: «سنسن تشريعاً يحرم أي أفعال تمس العقيدة والهوية السودانية أو تؤثر على البناء الاجتماعي». وزاد: «أهل السودان أهل سنّة، وهذه البلاد سنّية ولم تعرف التشيع مطلقاً»، مؤكداً أن اغلاق المراكز الثقافية الايرانية نهائي ولا رجعة فيه، متهماً تلك المراكز بنشر الفكر الشيعي. إلا أن حزب المؤتمر الشعبي المعارض، بزعامة حسن الترابي، أعلن رفضه إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية، وطرد الملحق الثقافي الإيراني، واصفاً إياه بالقرار «الخاطئ».
وقال المسؤول السياسي في الحزب كمال عمر إن حزبه «لا يحمل عصبية تجاه أي مذهب ويشدد على ضمان حرية الاعتقاد للجميع». واعتبر أن «إجراء الحكومة السودانية قد يقود لإغلاق كل المراكز التي تبشر بمذاهب أخرى».
وفي طهران، اتهمت الخارجية الإيرانية أطرافاً في السودان بالعمل على «تخريب» علاقاتها مع الحكومة السودانية، مؤكدةً أن النشاطات الثقافية للمراكز الإيرانية في السودان قانونية.
وكشفت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، عن مخطط تقوم به بعض التيارات «مكشوفة الهوية وأعداء العلاقات العريقة بين البلدين».
ودعت المسؤولة الإيرانية المسؤولين السودانيين إلى ضرورة المضي قدماً في مسار «تعزيز العلاقات والصداقة بين الدول الإسلامية»، مشيرةً إلى أن التعاون الثقافي يشكل جزءاً طفيفاً من العلاقات بين إيران والسودان. وأبدت أفخم قلقها من «تغلغل الأفكار التكفيرية التخريبية في السودان».