اديس ابابا (رويترز ) –عقد رئيسا السودان وجنوب السودان أول اجتماع مباشر بينهما في فندق بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم السبت في أول محادثات بينهما منذ أن اقترب البلدان من شفا حرب شاملة في أبريل نيسان الماضي بسبب خلافات على الحدود وعلى إيرادات النفط. وجاء اللقاء بين الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير في فندق شيراتون في أديس أبابا بعد جلسة للاتحاد الأفريقي التزما خلالها بالتفاوض لحل خلافاتهما سلميا.
واجتمع الزعيمان لاكثر من ساعة في الفندق مع مساعديهم في البداية ثم عقدا اجتماعا مباشرا خاصا بينهما.
وقال باجان اموم كبير مفاوضي كير للصحفيين ان الرئيسين اتفقا واصدرا تعليماتهما لفرق التفاوض بالاسراع بالمفاوضات واتخاذ قرارات جرئية في المجالات الرئيسية بالاضافة الى التوصل لاتفاقات في كل القضايا.
ويواجه البلدان تهديدا بفرض عقوبات من مجلس الأمن التابع للامم المتحدة ما لم يتوصلا إلى حل سلمي لهذه القضايا وقضايا امنية اخرى بحلول الثاني من أغسطس اب.
وعبر مجلس الأمن بالفعل عن قلقه بشأن التأجيلات التي تشهدها عملية التفاوض.
وخاض متمردو الجنوب حربا مع حكومة السودان على مدى اكثر من عقدين في حرب اهلية دموية انتهت بتوقيع اتفاق سلام عام 2005 مما فتح الطريق امام استقلال جنوب السودان العام الماضي.
وكان البلدان -اللذان شكلا يوما اكبر دولة افريقية جنوب الصحراء الكبرى قبل ان يستقل جنوب السودان العام الماضي- اوشكا على دخول حرب شاملة مجددا في ابريل نيسان بعد اشتباكات دارت بينهما حول الحدود غير المرسمة واقتسام ايرادات النفط.
ولكن اجتماع السبت بين البشير وكير مهد الطريق على ما يبدو لكي ينهي الجانبان العداء بينهما ويبرمان اتفاقا بشأن كيفية اقتسام عائدات النفط الذي يتم انتاجه في جنوب السودان والذي لابد وان يمر عبر انابيب تقع في الشمال لتصديره.
ودفعت الخلافات بشأن ذلك جنوب السودان في يناير كانون الثاني الى وقف انتاجه النفطي الذي يبلغ 350 الف برميل يوميا كان السودان الموحد القديم ينتج ثلثيه قبل استقلال جوبا في خطوة ادت الى التأثير بشكل سيء على اقتصاد كل من البلدين المعتمد على النفط.
ويتهم جنوب السودان الخرطوم بسرقة وتحويل النفط الذي يضخ من الابار الواقعة في الدولة الجنوبية.
وقال اموم الذي يشغل ايضا منصب الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في جنوب السودان انه يعتقد انه توجد الان فرصة للتوصل لاتفاق عادل يغلق فيه الجانبان فصل العداء.
واضاف ان جنوب السودان على استعداد لاستئناف انتاج النفط اذا كان هناك اتفاق عادل وضمان بالا يكون هناك تحويل للنفط.
وقال ان كير اوضح في الاجتماع مع البشير ان اهتمامه الاستراتيجي هو تطوير علاقات التعاون السلمي مع كل جيران جنوب السودان.
وفي وقت سابق قال رمضان العمامرة مفوض مجلس السلم والامن للصحفيين إن الرئيسين تعهدا في جلسة المجلس التابع للاتحاد الافريقي “بروح جديدة لشراكة استراتيجية”.
وأضاف ان هذا تضمن التزاما “بعدم اللجوء مطلقا مرة اخرى إلى القوة لحل خلافاتهما”.
ولكن الزعيمين لم يتصافحا او يعقدا محادثات مباشرة خلال التجمع الذي عقد في وقت سابق في مقر الاتحاد الافريقي.
وقال المبعوث النرويجي الخاص إلى السودان وجنوب السودان اندريه ستيانسن انه يرحب بالمشاركة النشطة للاتحاد الافريقي في تشجيع السودان وجنوب السودان على مواصلة المحادثات وتجنب اي عودة للصراع.
وقال لرويترز في اديس ابابا “نقترب من نهاية مهلة (مجلس الأمن الدولي) ولهذا فإن من الضروري الحفاظ على ممارسة الضغط على الجانبين.”
وقال المبعوث النرويجي انه يأمل ان يتمكن الجانبان من تسوية خلافاتهما بشأن حدودهما والمبلغ الذي يتعين على جنوب السودان ان يدفعه لنقل نفطه عبر السودان وتقسيم الدين الوطني قبل الثاني من اغسطس اب.
وقال لرويترز “لا يوجد جديد مطروح على الطاولة الان. اذا كانوا يريدون التحرك للامام فبإمكانهم التحرك” مضيفا ان المانحين الدوليين مستعدون لدعم عملية السلام